رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير سويسرى فى مكافحة الإرهاب يكشف كيف تسبب الانسحاب الأمريكى فى زيادة النشاط الإرهابى

الإرهاب
الإرهاب

أدان المحلل السياسي السويسرى خوسيه سوزا سانتوس الهجوم الإرهابى الأخير فى نيوزيلندا، مطالبًا بأهمية التركيز على مزيد من التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب في المحيط الهادئ.

وأشار سوزا سانتوس فى تدوينة له بموقع التواصل "فيس بوك" أنه في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي سمي باسم الذئب الوحيد في أغسطس في مدينة أوكلاند في نيوزيلندا تم الكشف عن أن الجاني الراديكالي ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي ويدعى أحمد أصيل محمد شمس الدين وقد زار أوكلاند في عام 2016. ومما يثير القلق أن هذه الرحلة حدثت أثناء وجوده في قائمة مراقبة الإرهاب في نيوزيلندا ومع ذلك كان يتحرك بحرية في الدولة بحسب رأيه.

وأوضح سوزا سانتوس أنه في أبريل ومايو من ذلك العام تم تحذير الارهابي الأشهر في نيوزيلندا شمس الدين رسميًا من قبل الشرطة النيوزيلندية بشأن أنشطته عبر الإنترنت، والتي ورد أنها تضمنت نشر تعليقات تدعو إلى التطرف العنيف والتعبير عن دعم هجمات تنظيم داعش الإرهابية ومع ذلك تمكن في شهر نوفمبر من ركوب طائرة في غضون مهلة قصيرة والسفر إلى مدينة ساموا لمدة أربعة أيام.

وبحسب ما ورد اعتقدت الشرطة النيوزيلندية أن شمس الدين أنه ذاهب في هذه الرحلة للتوجه إلى نشاط تعليمي تدريبي ولم يسأله أحد عن ماهية التدريب. 

وقال المحلل إن قضية شمس الدين تسلط الضوء على قضيتين رئيسيتين للأمن الإقليمي. أولًا يمكن للأنشطة الإرهابية خارج الجزر بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا أن تكون لها آثار مباشرة على منطقة جزر المحيط الهادئ. هذا ليس لأن جزر المحيط الهادئ ستصبح معسكرات تدريب جذرية، ولكن لأن المحيط الهادئ معرض لأن يصبح طريقًا للمنظمات والجماعات الإرهابية التي تستهدف أستراليا ونيوزيلندا.

وأوضح أنه من المحتمل أن يكون هذا مقترنًا بالعصابات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية التي تتواجد بشكل متزايد في المنطقة كما هو الحال في مناطق أخرى من العالم من خلال العلاقة بين الجريمة والإرهاب. العوامل التي تسمح للمنظمات الإجرامية والجماعات الإرهابية باستخدام المحيط الهادئ كطريق غير مراقب بالإضافة لوجود الحدود القابلة للاختراق وقلة الموارد المتواجده لمكافحة الجريمة والفساد.

ثانيًا: تسلط هذه القضية الضوء على الحاجة إلى آليات فعالة لتبادل المعلومات الاستخباراتية وتنفيذها داخل المنطقة. من المحتمل أن يكون اختيار شمس الدين لارتكاب عملية ارهابية لن تكون الاخيرة فهناك العديد مثله بحسب قول المحلل 

وقال سوزا سانتوس إنه ردًا على ذلك طلبت حكومة نيوزيلندا من وحدة الجريمة التحقيق في رحلة الإرهابي شمس الدين، بما في ذلك كيف تمكن من السفر إلى عدة مناطق، نظرًا لأنه كان على قائمة مراقبة الإرهاب في نيوزيلندا وما فعله أثناء وجوده في البلاد، وذكرت وزارة نيوزيلندا للشئون الخارجية والتجارة أنه لا توجد معلومات تشير إلى أنه كان خطرا أمنيا في وقت سفره.

وإن تاريخ مكافحة الإرهاب غير مكتمل في منطقة المحيط الهادئ هذا ليس مفاجئًا، نظرًا لأن المنطقة كانت تاريخيًا معرضة لتهديد ضئيل للغاية من الهجمات الإرهابية، وقد حدث ارتفاع طفيف في الاهتمام بالإرهاب بعد 11 سبتمبر، لكن هذا كان مدفوعًا إلى حد كبير من قبل أستراليا وليس نيوزيلندا لأنها انحازت إلى "الحرب على الإرهاب" التي تقودها الولايات المتحدة.

وذكر أن الجهود المبذولة لإدماج مبادرات مكافحة الإرهاب الهيكل الإقليمي شملت إعلان ناسونيني لمنتدى جزر المحيط الهادئ لعام 2002 بشأن الأمن الإقليمي، الذي دعا القادة إلى وضع تشريعات واستراتيجيات وطنية للتصدي للتهديدات عبر الوطنية بما في ذلك الإرهاب.


حيث اجتمع الفريق العامل المعني بمكافحة الإرهاب التابع لمنتدى جزر المحيط الهادئ سنويًا لمدة ثماني سنوات بين عامي 2004 و2012 لدعم تطوير السياسات والتشريعات في جميع أنحاء منطقة المحيط الهادئ في عام 2005.

وذكر أن نيوزيلندا وجزر المحيط الهادئ استضافوا مؤتمر تحت عنوان استعداد المحيط الهادئ Exercise Ready Pasifika، حيث صرحت رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك بأنه من المهم ألا تكون المنطقة حلقة ضعيفة في سلسلة مكافحة الإرهاب".

وأوضح أنه في الآونة الأخيرة تشير سياسات الأمن القومي لأربع دول من جزر المحيط الهادئ بابوا غينيا الجديدة وساموا وجزر سليمان وفانواتو إلى الجهد العالمي لمكافحة الإرهاب وتحديده على أنه تهديد أمني عابر للحدود الوطنية وتوصي استراتيجية الأمن القومي لفانواتو على وجه التحديد بوضع آليات لرصد التهديدات الإرهابية المحتملة والتصدي لها.

وقال إنه على الرغم من احتمال وقوع هجوم إرهابي في المحيط الهادئ فمن المحتمل أن يكون المحيط الهادئ طريقًا أو بوابة لأهداف في أستراليا أو نيوزيلندا حيث تتزايد هذه الإمكانية بسبب احتمال زيادة النشاط الإرهابي على مستوى العالم خاصة بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان والعراق وسوريا بما في ذلك في جنوب شرق آسيا ونتيجة لسيطرة طالبان على أفغانستان.

وأكد أنه مع تحول تركيز السياسة نحو المنافسة بين القوى العظمى هناك خطر يتمثل في أن مكافحة الإرهاب والعلاقة بين الجريمة والإرهاب ستحظى باهتمام متناقص من جانب صانعي السياسات في الفترة المقبلة