رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أمان" تواصل معهم واستمع لمآسيهم.. هكذا يعيش الموسيقيين فى أفغانستان تحت سيطرة طالبان (تقرير)

ارشيفية
ارشيفية

يبدو أن الخطر نحو محبي الحياة والحرية في أفغانستان تعلو مؤشراته يومًا بعد يوم مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية والناتو وسيطرة طالبان على عدة مناطق ومدن ومحافظات في أفغانستان.

لم يعد الخطر يقترب من المترجمين والصحفيين والعاملين في مجالات الإعلام والتعليم فقط بل ايضا وعلى رأسهم الفنانين والموسيقيين الذين هرعوا نحو الصحف، وهرعت إليهم وسائل الإعلام بعد التهديدات التي تلقوها في منطقة مليئة بورش ومحلات لصناعة الآلات الموسيقية ومعاهد تعليم الموسيقى في العاصمة الأفغانية كابول التي لاتزال تحت سيطرة الحكومة والقوات الأفغانية. 

تواصل "أمان" مع صانعي الموسيقى في أفغانستان بمساعدة أحد الوسطاء من الإعلاميين هناك، وكانت البداية حوارنا مع حرفي يصنع الآلات الموسيقية، وخاصة آلة الربابة وله سيط كبير في العالم حيث يتوافد الناس لشراء آلاته الموسيقية الأفغانية من كل مكان.

محمد نعمات ٤٠ عاما ، يقول لـ"أمان" في محاولة لشرح ما يواجهونه الان من تخوفات من اقتراب طالبان للسيطرة على الحكم، إننا خائفون من أن نتعرضوا للمنع والقتل او الضرب بسبب رفض طالبان الموسيقى ومنعها كونها نوع من أنواع الفجور.

ومن بين الخاسرين في مثل هذا الاستحواذ صانعو الآلات مثل نعمات، وكذلك الموسيقيين الذين لا يجدون اي حل لحياتهم او مهنتهم تحت حكم طالبان، يقول نعمات الحل الوحيد أمامهم هو  الهرب، ولكن لا يعلمون الى اين ؟

 بينما صرح  سقي زاده لـ"أمان" وهو معلم في عزف الربابه يبلغ من العمر 32 عامًا ويعيش في كابول ومثله كغيره من الموسيقيين غالبًا ما يأتي سقي زادة للشراء من ورشة محمد نعمات  في المنطقة، وكنعمات يشعر زاده بخوف شديد حيث قال لمحررتنا عبر سكايب إن ما حدث في الآونة الأخيرة  من سيطرة طالبان على مدن عديده واستسلام لقوات الجيش الأفغاني ونزع سلاحهم منهم والسيطرة على معداتهم يصف القادم بعد الانسحاب ويشبه ما حدث في العراق بعد الانسحاب الأمريكي سيطرة داعش على العراق وبحسب قوله سوف تسقط أفغانستان في يد طالبان وسوف يحاولون الهرب نحو إيران او باكستان 

وتابع زاده أن الهرب إلى الدول المجاورة من طاجستان وباكستان والهند وروسيا وإيران وغيرهم لن يكون سهلا لان كل تلك الدول ستؤمن حدودها وتمنعنا من الدخول بشكل سلس وسنقتل في كل الاحوال، حيث يبدوا انه لا تستطيع الحكومة الأفغانية حمايتنا.

وتابع نحن نشعر بخوف كبير مثلنا كمثل الصحفيين والمتىجمين وسوف يتوقف كل الموسيقيين في أفغانستان عن العزف قائلا انهم بالفعل توقفوا عن العزف في اماكن كثيرة ولا نعزف خارج كابول.

وأكمل أن منطقتهم تم تحريرها مؤخرًا عندما تمكنت القوات الحكومية من استعادة بعض القرى مرة أخرى من مقاتلي طالبان الذين استطاعوا في الأشهر الستة الماضية السيطرة على المناطق المحيطة بسبب المعارك بين الحكومة وطالبان. 

وأردف قائلا: أنا اشعر بالحزن الشديد حيث انني اخطط للذهاب إلى باكستان تاركا خلفي طلابي ومدرسة الموسيقى ومشروعي الموسيقي، وهناك العديد من أصدقائي موجودون هناك بالفعل ويخبرونني أنه يمكنني فتح ورشة عمل في باكستان وستنجح بشدة ولكني اردت استكمال مشروعي الموسيقي هنا في كابول لان الافغان لا يمتلكون الحرية الكافية لاكمال مواهبهم وما يحبون دون تحكمات من جهات عدة تتربص بنا من كل جهة كالالغام ننتظر منها الموت في اي لحظة

قال زاده إن أفضل آلات الربابة التي وجدها في الخارج أعلم أنها من صناعة المعلم نعمات وكان منبهرًا انه وجد تلك الآلات في المانيا وامريكا وباكستان وإن أفضل آلاته الموسيقية كانت في الخارج مع فنانين مثل همايون ساخي، وهو عازف ربابه يعيش منذ عام 2002 في فريمونت بولاية كاليفورنيا ومعروف للغاية. 

وتابع ان هذه الأيام مع تقدم مقاتلي طالبان إلى أطراف المدن الأفغانية الرئيسية والسيطرة على الطرق السريعة في البلاد  كان الموسيقيون مترددين في أداء حفلات الزفاف خارج كابول.

 كما منعهم الإغلاق الوبائي من السفر، ولكن حتى عندما تم رفع القيود، كان البعض قد لمح بالفعل ما كان ينتظرهم بعد استيلاء طالبان على السلطة وتحدثوا سويا حول تخوفاتهم ان يحدث معهم ما حدث مع المترجمين والصحفيين الافغان من اغتيال وتدمير وتهديد لاسرهم ولهم.

وقال زاده حاولنا أن نذهب الى الشرطة عندما تلقينا تهديدات من عناصر طالبان باغلاق المكان لكنهم قالوا: لا تقلقوا كونوا مثلنا فلا أحد يستطيع القبض على طالبان سيقتلوننا ويقتلونكم، " لقد شعرت بخوف شديد على طلابي فأنا ساذهب الى باكستان ولكن كم منهم قد يستطيع ذلك ؟