رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا تجند هيئة تحرير الشام الأطفال كإرهابيين وتتنصل منهم بعد ذلك (تفاصيل)

هيئة تحرير الشام
هيئة تحرير الشام

انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا يتضمن تجنيد أطفال صغار وتدريبهم تدريبات عسكرية ضمن صفوف هيئة تحرير الشام بمحافظة إدلب وتدريبهم في معسكرات الجهاديين مما أثار ردود فعل معارضة بين السوريين والتنظيمات الخاصة بحقوق الاطفال المحلية والعالمية.

التداولات السريعة لمقطع لفيديو الذي ظهر بشكل واضح وتم تداوله بشكل متسارع عبر وسائل التواصل الاجتماعي دفع هيئة تحرير الشام لمحاولات التنصل منه ونفت علاقتها التسجيل المصور رغم وجود إثباتات بداخله تؤكد إدانة الهيئة وكذب نفيها.

وبعد نشر هيئة تحرير الشام بيان نفي علاقتها بذلك المقطع سعى المتداولون عبر صفحاتهم لإظهار مؤشرات تدين الهيئة، وتؤكد أن التسجيل عائد لها.

وعلى الرغم من جميع المحاولات بقيادة محمد الجولاني زعيم الهيئة في إثبات أنهم معارضة غير عنيفة أو متطرفة إلا أن بعض الأدلة التي تداولها ناشطون أكدت أن هيئة تحرير الشام استغلت الأطفال والشباب في أعمال عنف وتدريبات مسلحة وعسكرية.

وهو ما سعى مسئول التواصل في "تحرير الشام" تقي الدين عمر نفيه في بيان، حيث قال إنه لا صحة لتجنيد أطفال قاصرين في صفوف هيئة تحرير الشام أو غيرها من فصائل الثورة"، مضيفا أن "المشاركة في المعارك ضد الميليشيات تقتصر على الرجال القادرين وأنه يمنع منعا باتا اقتراب من لا تتوفر فيهم الشروط اللازمة للانضمام والتدريب. في محاولة للإشارة إلى عدم وجود الأطفال في المعارك على الجبهات وليس في ساحات التدريب".

بينما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيلما مصورا سموه تحت عنوان "جيل الفاتحين" ويظهر تدريب مجموعات تسمى "أشبال في القوات الخاصة التابعة لهيئة تحرير الشام"، حيث يتضمن تدريب أطفال على فنون القتال واستخدام السلاح الفردي ضمن ساحة خاصة للتدريب تتضمن أيضا التدريبات البدنية ورفع اللياقة مؤكدين كذب الهيئة ومحاولة تنصلها مما تم كشفه.

وأظهر مقطع الفيديو المنتشر تدريبات عسكرية لعشرات الأطفال القصر والصغار في السن حيث يظهر خلاله استخدم الأطفال أثناء التدريب الذخيرة الحية والقنابل الصوتية، وكذلك التدريب على تكتيكات الاقتحام خلال المعارك الافتراضية، مطلقين في نفس الوقت شعارات غالبا ما ترددها الفصائل الجهادية في سوريا وأبرزها عبارات سنبقى نحمل راية لا إله إلا الله، ودستورنا القرآن وسبيلنا الجهاد وقادمون يا حلب.

كما تضمن الفيديو شعارات تحث على الجهاد وحمل السلاح وقتال الأعداء وعلى الرغم من محاولات تنصل الهيئة من أن لها علاقة بالفيديو وأنه غير منسوب لها، إلا أن الناشطين السوريين أظهروا أدلة ومؤشرات تثبت وتؤكد أنه تابع لهيئة تحرير الشام حيث ظهر في خلفية الأطفال المدرعة العسكرية المعروفة بالبراق والتي تمتلكها هيئة تحرير للشام فقط وقد ظهرت في عدة مقاطع أخرى سابقة للهيئة أثناء نشرها لمقاطع مصورة لتدريباتها العسكرية بالإضافة إلى ظهور أحد رجال الهيئة في المقطع والمعروف بشريح الحمصي.

وأكد الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن هيئة تحرير الشام التي تسيطر على محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي اتهمت أيضا عدة مرات بأنهم يجندون الأطفال ويقومون بتدريبهم تدريبات عسكرية بأسلحة حية وقنابل صوتية ومعدات عسكرية أخرى.

وعلى الرغم من تجنيد المنظمات الدولية للأطفال وإدخالهم في طوق المعارك في سوريا، إلا أن عدة تقارير وإثباتات وأدلة تؤكد استغلال الجهات المسلحة والميليشيات المختلفة في سوريا للأطفال.

وكانت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسف" قدرت في تقرير أخير لها إن هناك عشرات الآلاف من الأطفال ضحايا التجنيد المسلح الذي تمارسه جماعات متطرفة حول العالم بما فيها سوريا، محذّرة من تداعيات مضاعفة تجنيد الأطفال، حيث نشرت صورًا لأطفال سوريين يخوضون معاناة تجنيد الأطفال من قبل الجماعات المسلحة.

وحسب إحصائيات "اليونيسف"، تم تجنيد أكثر من سبعة آلاف و740 طفلًا دون الستة أعوام، استخدموا كجنود من قبل "مجموعات غير حكومية"، حيث تصدرت كل من سوريا واليمن والصومال وجمهورية كونغو الديمقراطية كأكثر الدول التي تجند أكبر عدد من الأطفال.

وسبق لمنظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة "اليونيسف" أن نشرت في عام 2017، تقريرًا حذرت فيه من تضاعف عمليات تجنيد الأطفال في صراعات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخاصة في سوريا خلال عام واحد، حيث ارتفعت عمليات التجنيد في مناطق "قسد" نحو خمسة أضعاف مقارنة بعام 2016.