رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ملايين من الدولارات».. أمريكا تعلن مكافآت لمن يدل على 5 قادة إرهابيين دوليين (تفاصيل)

جريدة الدستور

أمير محمد سعيد عبدالرحمن المولى، أو المعروف بـ"حجي عبدالله"، قائد داعش الإرهابي بعد مقتل أبوبكر البغدادي في أكتوبر 2019 خلال العمليات العسكرية الأمريكية التي حدثت في العراق للتخلص من التنظيم المتطرف.

حجي عبدالله- وحسب ما تم ذكره في حساب "المكافآت من أجل العدالة" على «تويتر» والتابع لوزارة الخارجية الأمريكية- متهم بقتل الأبرياء وخطف مدنيين عراقيين وغير عراقيين.

كانت التغريدة كالآتي: "حجي عبدالله إرهابي وخائن، فينبغي على الذي يكره الإرهاب ويمقت الخيانة أن يبلّغ عنه.. نريد أن نعرف منه عن قادة داعش الجدد.. جائزة 10 ملايين دولار.. لا تفوتكم".

أمير المولى بدأ حياته الإرهابية كعضو في تنظيم القاعدة في العراق- الذي خرج منه تنظيم داعش- وبالتدريج، من مبرر لعمليات داعش كعملية خطف وذبح الإيزيديين في منطقة شمال غرب العراق، إلى نائب أمير داعش، وأخيرا أمير داعش المطلوب من قبل السلطات الأمريكية.

يذكر أن هذا ما تم ذكره على موقع «روسيا اليوم» بنسخته العربية، حيث إنه استنادا إلى وثائق عسكرية أمريكية فإن حجي عبدالله قام بالإفشاء عن العشرات من أعضاء التنظيم وكبار قادته وأعضاء مجلس الشريعة الخاص بالتنظيم وإداريين وعسكريين في التنظيم موجودين في العراق في عام 2008، وتحديدا خلال فترة احتجازه في سجن بوكا، جنوب العراق، والذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب وزارة الخارجية الأمريكية والأمم المتحدة، فإن المولى، أو حجي عبدالله، لم يكتفِ بذكر الأسماء فقط، بل قام بـ"إعطاء أوصافهم المادية وأرقام هواتفهم، حتى إنه حدد هؤلاء الأفراد وأسلافهم ضمن التسلسل الهرمي التنظيمي"، ما سهل على سلطات الولايات المتحدة الأمريكية تتبع التنظيم وملاحقته، حتى تمكنوا بمساعدة الحشد الشعبي وقوات أخرى عراقية من الحد من خطر داعش إلى حد كبير.

اليوم، المولى مطلوب للعدالة الأمريكية، ومن يقدم أي معلومة ولو صغيرة عنه تفيد في تعقبه والقبض عليه، له جائزة مالية ضخمة- تماما كما يحدث في أفلام هوليوود- هذا الأمر لم تضعه وزارة الخارجية الأمريكية عبثا، بل إن حجي عبدالله منذ توليه منصب خليفة داعش قتل أعدادا مهولة من الناس، والسبب ليس لمحاربتهم التنظيم أو توعية الناس ضده، بل عدم ولاء هؤلاء الأشخاص للتنظيم وحسب.

وكأنما المولى يرى أن البشر لا يستحقون الحياة طالما لم يكونوا موالين لداعش، ناسيا أو لنقل متناسيا أنه هو سبب تسهيل العمليات التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية مع قوات عراقية وكردية للقضاء على داعش، ابتداء بقيادات موصل الذين أعطى كافة المعلومات الشافية والوافية للقضاء عليهم وتحرير الموصل من قبضتهم.

الأمر لم يتوقف على حجي عبدالله فقط، بل هناك كثيرون آخرون مطلوبون مقابل مبلغ من المال، مثل محمد الجولاني، زعيم جبهة النصرة، والذي عرضت صفحة "المكافآت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الأمريكية مبلغ 10 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات مهمة عنه.

دخل الجولاني إلى القائمة- بحسب الصفحة- لأسباب كثيرة، منها أنه وبنفسه خرج في أبريل لعام 2013 وتعهد بـ"الولاء لمنظمة القاعدة ولقائدها أيمن الظواهري".. ومما زاد الطين بلة، وأجبر وزارة الخارجية الأمريكية على إدراجه في قائمة المطلوبين مقابل مكافأة؛ هو ما قام به الجولاني في يوليو 2016.

فوفقا لـ"المكافآت من أجل العدالة"، فإن الجولاني قد أشاد بمنظمة القاعدة وبالظواهري في شريط فيديو على الإنترنت وادعى أن جبهة النصرة سوف تغير اسمها إلى «جبهة فتح الشام»، مما أثبت قطعا ولاء الجولاني لتنظيم القاعدة.

خلال فترة سيطرة الجولاني على جبهة النصرة وقبل اندماجها مع جماعات أخرى في 2017، وتكوين ما سمي بـ"حياة تحرير الشام"، قامت جبهة النصرة بعمليات إرهابية بشعة، مثل عملية اختطاف 300 مدني كردي من نقطة تفتيش في سوريا في أبريل 2015، وأخرى في يونيو لنفس العام، حيث تبنت جبهة النصرة المذبحة التي راح ضحيتها 20 شخصا من سكان قرية قلب لوزيه في مقاطعة إدلب في سوريا.

اعتلى القائمة، أيمن الظواهري، القائد الحالي لتنظيم القاعدة وقائد سابق لحركة الجهاد الإسلامي في مصر، وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مبلغ 25 مليون دولار مقابل الإدلاء بمعلومات مهمة عنه، ليصبح الظواهري، بلا منازع، قائد تلك القائمة وكبيرها دون منازع.

الظواهري، وحسب "المكافآت من أجل العدالة"، كان له دور فعال في عمليتي تفجير حدثتا في نفس اليوم، الـ7 من أغسطس للعام 1998، إحداهما في كينيا والأخرى في تنزانيا، وكلاهما استهدف السفارة الأمريكة، مما نجم عنه قتل 224 من المدنيين وجرح 5 آلاف آخرين.

لم يكتفِ الظواهري بذلك، بل كانت تلك هي البداية، فحسبما جاء في الموقع التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن "هناك اعتقادا بأن الظواهري بالاشتراك مع أسامة بن لادن وغيره من كبار الأعضاء في تنظيم القاعدة خططوا أيضا لهجمات على المدمرة الأمريكية «كول» في اليمن يوم 12 أكتوبر 2000، والتي أدت إلى مقتل 17 بحارا أمريكيا وجرح 39 آخرين"، هذا بغض النظر عن أنه أحد المنسقين في هجمات 11 سبتمبر للعام 2011، والتي راح ضحيتها ما يقارب الـ3 آلاف شخص.

وأضف إلى القائمة، أبوبكر شيكاو، قائد جماعة «بوكو حرام»، وإبراهيم أحمد محمود القوسي، مساعد أمير تنضيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

أبوبكر شيكاو، قائد «بوكو حرام» منذ يوليو 2010، ومطلوب مقابل مبلغ 7 ملايين دولار.. بدأ شيكاو فور توليه قيادة «بوكو حرام» بالتهديد بـ"مهاجمة المصالح الغربية في نيجيريا"، ثم ما لبث أن أطلق بيانا في نفس الشهر الذي هدد فيه بالهجوم، حيث أعلن تضامنه مع تنظيم القاعدة ومهاجمته الولايات المتحدة الأمريكية.

شيكاو كان سببا في تطوير «بوكو حرام» طرقها في التدمير والترهيب.. ففي يونيو 2011 استخدمت «بوكو حرام» أول جهاز متفجر مرتجل- حسبما جاء في الموقع التابع لوزارة الخارجية الأمريكية كان قد وضع في سيارة مفخخة.. وفي 26 أغسطس من نفس العام، قامت «بوكو حرام» باستهداف مقر الأمم المتحدة في أبوجا، نيجيريا، بسيارة مفخخة، مما أدى إلى سقوط 23 شخصا كحد أدنى، وجرح 80 آخرين.

ولم تنتهِ جرائم «بوكو حرام» عند هذا الحد في عهد شيكاو، ففي الـ14 من أبريل للعام 2014- وطبقا للموقع- "اختطفت بوكو حرام ما يقرب من 300 فتاة من مدرستهن في شمال نيجيريا"، بل وظهر بعدها شيكاو بثلاثة أسابيع في مقطع فيديو قائلا إن الفتيات يعملن كعبيد لديه، وأنه سيبيعهن في السوق.

أما عن إبراهيم أحمد محمود القوسي، فقد عرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة قدرها 4 ملايين دولار مقابل الإدلاء بمعلومات مهمة عنه.

القوسي مساعد لأمير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ عام 2015، وكان أحد من شجعوا ما يسمى "هجمات الذئب الوحيد" ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

رغم دعم القوسي تنظيم القاعدة لسنوات وعمله المباشر الذي دام لسنوات مع أسامة بن لادن، إلا أنه لم ينضم إلى التنظيم إلا في عام 2014.

المثير للاهتمام، هو ما ذكر في صفحة "المكافآت من أجل العدالة"، التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، حيث إن القوسي كان قد "اعتقل في باكستان في ديسمبر 2001 قبل نقله إلى خلیج غوانتانامو"، ثم "أقر بالذنب في عام 2010 أمام لجنة عسكرية"، لتطلق الولايات المتحدة سراحه وتعيده إلى مسقط رأسه، السودان، في 2012، ليتبين لاحقا أن إقرار القوسي بالذنب لم يكن إلا خطة نسقها مع تنظيم القاعدة ليخرج من منفاه.