رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معسكرات للاغتصاب الجماعى.. شهادات ضحايا «بوكو حرام» الإرهابى (تقرير)

ضحايا بوكو حرام
ضحايا بوكو حرام

تأتي عملية اختطاف أكثر من 300 فتاة بشمال غرب نيجيريا الأسبوع الماضي، ضمن حلقة جديدة من سلسلة اختطاف الفتيات في نيجيريا الذي تنفذه جماعة بوكو حرام الإرهابية، فقد اعتاد التنظيم على خطف طالبات المدارس لترهيبهن ليقلعن عن التعليم، حتى إن اسم التنظيم نفسه "بوكو حرام" ترجمته تعني التعاليم الغربية حرام.

وقبل 5 عوام خاض الصحفي الألماني فولفجانج باور، يصحبه المصور الفوتوغرافي أندي سبيرا مغامرة صحفية في نيجيريا لتوثيق شهادات أكثر من 60 فتاة وسيدة من الناجيات من قبضة بوكو حرام، وسجلها في كتابه "المختطفات.. شهادات من فتيات بوكو حرام" وصدر عن دار العربي للنشر بترجمة د. علا عادل.

رصد المؤلف شهادات البنات والسيدات المختطفات من قبل التنظيم الإرهابي، سواء من المسلمات أو المسيحيات، والذي يجمع بين هذه القصص أن التنظيم يخطف البنت وأمها أو أختها، أما وسائل التعذيب والاغتصاب فهي نفس ممارسات تنظيم داعش الإرهابي، ويشرف علي هذه الممارسات محمد أبوبكر الشكوي، زعيم بوكو حرام.

واعتمد فولفجانج باور في كتابه علي الحكي المتبادل بين اثنتين من المختطفات، واستهلها بشهادة "تالاتو" وأمها "سعدية" 38 أم لخمسة أطفال، تعمل بائعة في السوق، وظلت محتجزة لدي بوكو حرام لمدة تسعة أشهر في غابات سامبيسا أجبرت علي الزواج وكانت تنتظر طفلا وقت إجراء المقابلة. وابنتها تالاتو عمرها 15 كانت وقت اختطافها في الصف الثالث الإعدادي وقد اقتادتها الجماعة مع أمها وزوجوها هي أيضا رغما عنها.

يشير "فولفجانج" إلي أن بوكو حرام تتخذ من مستنقعات غابة سامبيسا مقرا رئيسيا للاختفاء، وهي جماعة لا مثيل لها من حيث الوحشية، يسميها العالم بوكو حرام وتطلق علي نفسها "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد" يتعاونون مع تنظيم القاعدة في مالي والجزائر، كما أنهم أقسموا بالولاء لتنظيم داعش، وفي صيف 2014 احتلت بوكو حرام خمس نيجيريا في غضون أشهر قليلة فقط، وقتلت في الخمس سنوات الأخيرة عددا كبيرا من البشر أكثر ممن قتلهم داعش.

وتقول سعدية في شهادتها، تركوا لي اسمي لكنهم سلبوني كل شيء دونه، أنا الآن شخص آخر لا أعرفه، نشأت في قرية "دوهو" بولاية أداموه الاتحادية. معظم السكان هناك مسيحيون ولكننا مسلمون، تزوجت وأنا في السادسة عشرة جاءوا إلى الجبال مدججين بالأسلحة والعتاد، إذ تسلقوا الصخور ليصلوا إلينا ونادوا علينا قائلين: "أنتم مسلمون يجب ألا تخافوا."
وأضافت ساقونا عائدين إلى القرية ثانية، دفعونا نحن النساء والأطفال لنهبط التل، وفي صباح اليوم التالي جمعونا في الميدان أمام المسجد، حيث أجبرونا جميعا علي أن ندين بالإسلام، حتي من كانوا مسلمين في الأساس. فقد قال لنا أحد أمراء بوكو حرام "إسلامكم ليس إسلامنا". وظلوا يتحفظون علينا مثل السجناء في قريتنا، وتابعت نقلوا مقرهم الرئيسي إلي مبني المدرسة الإسلامية في ميدان السوق، كما ثبتوا رايتهم فوقه، وأصبحت راياتهم ترفرف فجأة في كل مكان في القرية، فهناك رايات بيضاء تتوسطها كتابة باللون الأحمر، وأخرى سوداء بها كتابات باللون الأبيض، كتب على إحداها: "لقد غزونا مدينة الكفار".

وتلتقط الابنة "تالاتو" طرف الحديث وتقول: قالوا لنا صلوا، فصلينا في الميدان أمام المسجد، فصرخوا فينا قائلين:"أنتم لا تصلون بطريقة صحيحة" وقالوا إننا عندما ننحني إلي الأمام فلا ينبغي أن ننحني قليلا فقط، بل ننحني حتي يلامس الأرض الجزء العلوي من الجسد. وقالوا إننا لم نكن مسلمين حقيقيين طوال الفترة الماضية، وفي اليوم التالي، قطعوا رأسي رجلين أمامنا مباشرة. أحدهما كان مزارعا والآخر حدادا، كلاهما رفض اعتناق الإسلام، الحداد صرخ: "الرب واحد فقط، فربنا هو ربكم" قيدوا يديه بأحزمة بلاستيكية، وأرقدوه على بطنه، ثم بدأوا في قطع رقبته من وراء عنقه. قطعوا رأسيهما بسكين كبير وأمسكوا بالرأس من الأذنين ليرفعوه ومددوا الموتى على ظهريهما، كم سالت الدماء بغزارة.

وأشارت إلى أنهم طبقوا قواعد جديدة فمنعونا نحن النساء من جلب الماء، ولم يعد مسموحا لنا الذهب للسوق لقد نهبوا كل المؤن لدينا، كانوا يأخذون كل شيء من بيوتنا، كل يوم بعد الظهيرة كان يتعين علينا الذهاب إلى المسجد الكبير لتلقي دروس الإسلام من وجهة نظرهم، وبعد ثلاثة أسابيع صرح أحد الأمراء: "غدا سنبدأ بتزويجكن مسلمين أخيار، وقسموا النساء إلي ثلاث فئات: نساء عجائز، ونساء متوسطات العمر، ونساء شابات. وعندما سألته أمي سعدية: هل تريدون تزويج فتيات في عمر ابنتي أيضا؟ أجاب بأن: "النبي محمدا تزوج فتاة في السابعة من عمرها. عندئذ لم أنطق بحرف واحد، مع بوكو حرام هناك لحظة تعرف فيها أنك يجب أن تصمت".

ــ معسكرات للاغتصاب الجماعي والنساء هن العملة

يواصل فولفجانج باور، يمثل العبيد الأساس الذي تحاول جماعة بوكو حرام تأسيس مملكتها عليه، إذ تجبر الجماعة الشباب على خدمة السلاح، وتزوج الفتيات الصغيرات قسرا. بينما تسخر الجماعة الإرهابية النساء الأكبر سنا إماء للعمل.
وتستند لوجستية الاغتصاب الجماعي إلى شبكة من المعسكرات التي تديرها بوكو حرام، وهناك يكدسون مئات النساء، وتتخذ تلك المعسكرات الجماعية في الأغلب في موطن المحتجزين نفسه، والهدف منها هو مشاهدة النساء وإجبارهن على الطاعة والإذعان وتعليمهن الدين ويتم تبادل النساء بين المعسكرات حسب الحاجة، أما الفتيات اللائي يقع عليهن الاختيار للقيام بعمليات انتحارية فيتم فصلهن في معسكرات تدريب خاصة. وحينما تمني جماعة بوكو حرام بالهزائم يصطحبون النساء معهم إلى غمار الحرب، حيث يتم إخلاء المعسكرات وتساق النساء للغابة.

وأشار إلى أن النساء هن العملة التي يشتري بها قادة بوكو حرام رضا تابعيهم، يقرر الأمراء من يحق له إنجاب ذرية ممن، أي أن النساء لسن سوي أوعية لحفظ جيناتهم، فهم يريدون أطفالا ينمون بشكل متكامل حسب روح الحركة.