رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حلفاء الإرهاب والدم».. تاريخ العلاقة التي تربط طهران بتنظيم القاعدة عبر الإخوان (تقرير)

طهران بتنظيم القاعدة
طهران بتنظيم القاعدة عبر الإخوان

أثير الكثير من الشائعات مؤخرا حول علاقة إيران بتنظيم القاعدة، خصوصًا منذ وصول الخميني لسدة الحكم، وبرغم أنها ما زالت مجرد أقاويل لا توجد وثائق تؤكدها، إلا أنه بالتأكيد لا يوجد دخان دون نيران، فهناك العديد من الظواهر التي تؤكد وجود علاقة خفية تربط طهران بتنظيم القاعدة الإرهابي.

- مركز رئيسى جديد للقاعدة

ظلت إيران منذ الثورة الإسلامية، التي حدثت عام 1979، الدولة الأولى التي تتهم برعاية الإرهاب من قبل أمريكا والدول الغربية، مؤكدة أن طهران توفر ملاذًا آمنًا وتمويلا سخيا للجماعات الإرهابية المسلحة.

بدأت الأصوات المناهضة للعلاقة التي تربط طهران بتنظيم القاعدة تعلو منذ أن صرح مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، بأن إيران هي المركز الرئيسي الجديد لتنظيم القاعدة، وأنها رفعت علاقتها بالتنظيم الإرهابي إلى مستوى جديد خلال السنوات الأخيرة بعد 30 عاما من التعاون بينهما.

وأكد "بومبيو" أن إيران سمحت للقاعدة بإنشاء مقر عمليات رئيسي جديد لها في طهران عام 2015، وبالتالي يعمل تنظيم القاعدة الآن تحت حماية النظام الإيراني.

- شركاء في الإرهاب والكراهية

نشرت المجلة الأمريكية "فورين أفيرز Foreign Affairs" مقالا تحليليا لباحث متخصص في شئون الشرق الأوسط، يقول إن إيران وتنظيم القاعدة شركاء في الإرهاب والكراهية.

وفي عام 2015، احتجزت إيران عددًا من قادة تنظيم القاعدة، وقد منحتهم الحرية في عملية لتبادل الأسرى بين طهران وتنظيم القاعدة، وسمحت لهم هذه الحرية بالمتابعة والإشراف على عمليات تنظيم القاعدة الإرهابية حول العالم بسهولة.

- دلائل العلاقة

لم يكن هذا هو الدليل الأول على العلاقة الخبيثة بين طهران وتنظيم القاعدة، ففي تقرير لجنة 11 سبتمبر، الذي تم إعداده في الألفينات، أكد وجود علاقة راسخة بين إيران والقاعدة، وهو الأمر الذي جعل إيران تستقبل عددًا من عناصر تنظيم القاعدة ليتدربوا على استخدام المتفجرات.

يربط طهران والقاعدة علاقة قوية تهدف إلى التخلص من الوجود العسكري لأمريكا في الشرق الأوسط، وهو أبرز دافع يجعلهما يتفقان مع بعضهما البعض، فبرغم أن طهران تتبع الاتجاه الشيعي وتنظيم القاعدة ينتمي إلى الحركة الجهادية السنية وهناك اختلاف كبير بين الاتجاهين، إلا أن إيران والقاعدة يجدان لنفسهما حلقة وصل تجعلهما يعاونان مع بعضهما البعض.

فتنظيم القاعدة يسعى لتقليل الاحتقان الطائفي حتى لا يصطدم بإيران، وطهران توافق على التعاون التكتيكي مع القاعدة لتحقيق مصالحها، وهذا يعني أنه حتى إذا لم توجد علاقة إرهابية تجمع الحليفين معًا، فهناك هدف واحد يضعهما على طاولة واحدة، ألا وهو كما ذكرنا سلفًا التخلص من الوجود العسكري لأمريكا في دول الشرق الأوسط.

- وساطة إخوانية

وفقا لتقرير نشره موقع "العربية نت"، فقد صرح مصدر أمني مصري بأن العلاقة التي تربط بين طهران وتنظيم القاعدة تحتوي على طرف ثالث، وهو الإخوان الإرهابيون، وأن هذه العلاقة بدأت منذ منتصف الثمانينيات حيث كانت هناك لقاءات مرصودة من قبل الجهات الأمنية بين أسامة بن لادن وقيادات الإخوان وبعض قيادات تنظيم القاعدة في أفغانستان عام 1986، هدفت هذه اللقاءات إلى التنسيق على الخطوات التالية لكل تيار وكيفية تبادل المصالح فيما بينهم.
وفي الوقت نفسه، جمعت عدة لقاءات بين شخصيات إيرانية، وأيمن الظواهري الذي كان يخالف فكر أسامة بن لادن، حيث كان يسعى الأول إلى مواجهة العدو القريب مثل مصر، فيما كان يسعى "بن لادن" إلى مواجهة العدو البعيد مثل أمريكا.

كما أكد أيمن فايد– مستشار أسامة بن لادن– أن العلاقة بين طهران والتنظيم كانت من خلال الإخوان والظواهري الذي كان ينقل أسرار التنظيم إلى إيران، وأشار إلى أن حلقة الوصل بين الظواهري وطهران كانت محمد الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي الذي قتل أنور السادات.

- معضلة إيران لدى القاعدة.. أدلة من وثائق أبوت أباد

في يوليو عام 2020، نشرت دورية "دراسات في الصراع والإرهاب" دراسة بعنوان "معضلة إيران لدى القاعدة.. أدلة من وثائق أبوت أباد"، للباحث (برايس لويدولت) لتحليل العلاقة بين تنظيم القاعدة وطهران من خلال وثائق وجدت في منزل بن لادن عام 2011 وغيرها من المذكرات والتقارير الأمنية.

ذكرت الدراسة أنه كانت هناك علاقة تربط بين إيران وتنظيم القاعدة قبل أحداث سبتمبر 2001، حيث كانت توفر الأولى معسكرات تدريب للثانية على أراضيها، كما أن إيران ساعدت عناصر القاعدة عند انتقالهم إلى أفغانستان عام 1996.

وأكدت الدراسة أن العلاقة بين طهران والقاعدة علاقة تحالف حذرة، حيث يخشى الأخير من فضح هذه العلاقة خوفًا من خسارته مناصريه من السنيين المتشددين الذين سيعترضون بالتأكيد على علاقة التنظيم بالإيرانيين الشيعيين.