رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف طابق الطب الشرعي أشلاء الانتحاري مُفجر الكنيسة البطرسية؟ (3)

جريدة الدستور

«بخطوات ثابتة وسترة ناسفة توجه الانتحاري محمد شفيق إلى مدخل الكنيسة البطرسية مقتحمًا قدسيتها، متوجها إلى روادها ومقيمي الصلوات الدينية، عازمًا على سفك دمائهم، وبمجرد اقترابه فجّر نفسه.. ليتحول جسده إلى أشلاء.. فكان على الأجهزة الأمنية أن تحدد هويته من خلال أشلاء يده ومن خلال كاميرات المراقبة في الشوارع المحيطة، حيث اتخذ شقة في شارع سالم حجازي كان يستعد بداخلها لارتكاب جريمته».

كل ذلك في القضية رقم 165 لسنة 2017 جنايات أمن الدولة، والمعروفة إعلاميًا بـ«تفجير الكنائس»، ومنها الكنيسة البطرسية التي نتج عنها مقتل 29 مواطنًا وإصابة 37 آخرين.


- العثور على كف مبتورة

وقال المواطن عبدالغني عامر: أثناء تواجد عمال الأشغال العسكرية بالكنيسة الكاتدرائية بشارع رمسيس، عثر على كف يد متفحمة بالكنيسة، وذلك أثناء فك السقف الخشبي، فأبلغ الشرطة وسلم الكف.


- تفريغ الكاميرات

وبتفريغ الكاميرات تبين من مشاهدة محتوى ما تم تسجيله، وما أرشد عنه المتهم رامي عبدالحميد، أنه في تمام التاسعة ودقيقتين ترجل المتهمون رامي محمد عبدالحميد، عبدالرحمن عبدالفتاح عويس، محمد فوزي عبدالعزيز، ونقلوا أمتعة وملابس دلفوا بها إلى العقار 18 بشارع سالم حجازي.

ثم في تمام الساعة الحادية عشرة و25 دقيقة خرج المتهم عبدالرحمن عبد الفتاح، وعليه رداء فاتح به غطاء رأس، وبنطال داكن، واضعًا هاتفه على أذنه سائرًا في شارع سالم حجازي في وجهة شارع ترعة الجبل.

وعقب مرور 6 دقائق، عاد منفردًا وفتح مدخل العقار 18، والتقى المتهم محمد فوزي عبدالعزيز، وتبادلا السلام ثم انصرف الأخير وبقى المتهم عبدالرحمن عبدالفتاح أمام مدخل العقار يلتفت يمينًا ويسارًا وكأنه يراقب الطريق، حتى أتى الانتحاري محمود شفيق مصطفى، سائرًا بشارع سالم حجازي، قاصدًا العقار رقم 18 مرتديًا غطاء رأس ورداء داكنا حاملًا حقيبة على ظهره، فدلف المتهم عبدالرحمن عبدالفتاح إلى العقار.

وفي تمام الساعة الحادية عشرة و59 دقيقة مساءً، خرج المتهمان رامي محمد عبدالحميد، وعبدالرحمن عبدالفتاح، وغادرا.

وبمشاهدة محتوى ما تم تسجيله ظهر خروج الانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى، في تمام الساعة الواحدة وتسع دقائق، مرتديًا رداء رماديًا داكنًا وبنطال جينز فاتح اللون، وسائرًا بشارع سالم حجازي في وجهة شارع ترعة الجبل، ثم ظهر في تمام الساعة الخامسة ودقيقتين مساءً الانتحاري رفقة رجلين، واستمر دخولهم وخروجهم من هذا العقار الذي أجّر فيه المتهم رامي عبدالحميد شقة اتخذوها كوكر يستعدون ويخططون فيه لجريمتهم وعملهم الإرهابي.


- رفع الأشلاء

وتبين من تقرير فحص القضايا الفني أنه تم الانتقال لمستشفى الدمرداش لفحص الأشلاء في واقعة تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية؛ لرفع العينات اللازمة من كف اليد المعثور عليها بالكنيسة البطرسية والمتحفظ عليها بثلاجة مستشفى الدمرداش.

وفور ورود الإخطار، تم الانتقال إلى مستشفى الدمرداش، وبمناظرة الكف- الأشلاء- تبين أنها عبارة عن جزء من أشلاء بها إصبع بشري، وتعذر أخذ بصمات الإصبع نظرًا لتأثر منطقة العلامات الحلمية بحرارة الانفجار، وتم رفع عينة من الأشلاء لإجراء فحوص البصمة الوراثية عليها.

وبإجراء فحوص البصمة الوراثية على جزء النسيج المرفوع من الأشلاء البشرية- كف اليد- تم فصل وتحديد البصمة الوراثية وتبين أنها لذكر، وبمقارنة نتائج البصمة الوراثية للعينة المرفوعة مع العينات المسجلة بقاعدة بيانات المعمل الجنائية تبين تطابق البصمة الوراثية للانتحاري محمود شفيق محمد مصطفى- منفذ تفجير الكنيسة البطرسية- مع البصمة الوراثية للأشلاء- كف اليد- المعثور عليها بالكنيسة البطرسية والمتحفظ عليها بثلاجة مستشفى الدمرداش.

النتيجة، تم إجراء فحوص البصمة الوراثية على عينة من الأنسجة الداخلية للأشلاء المعثور عليها، كف اليد.