رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إخوان السودان".. بين مطرقة السجون أو الهروب

جريدة الدستور

حالة من الرعب والقلق تسيطر على قادة جماعة الإخوان الإرهابية في السودان، خاصة بعد ملاحقتهم قانونيا بتهم تصل عقوبتها للإعدام والمؤبد، بسبب تقويضهم النظام الدستوري والانقلاب على الحكومة المنتخبة عام 1989.

وقالت مصادر إخوانية- رفضت ذكر اسمها- إن أحد المشاركين الأساسيين في عملية الانقلاب العسكري، غازي صلاح الدين، اجتمع مع جميع قادة جماعة الإخوان الإرهابية في السودان، وطلب منهم الحذر خلال الأيام المقبلة خاصة حال تحرك القضية في مساراتها القادمة، كما طلب منهم محاولات وقف القضية.
وأضافت المصادر، في تصريحات خاصة، أن جماعة الإخوان الإرهابية ستكون أحد المتهمين الرئيسيين في هذه القضية، وهو ما قد يجعل عددا من القادة وراء قضبان السجون على خلفية القضية، وهو ما يؤثر على مستقبل الجماعة الإرهابية في السودان، لافتًا إلى ان الجماعة ستستخدم أوراق ضغط على السلطات السودانية لوقف هذه التحركات.

وعلى الفور انتاب قادة جماعة الإخوان الإرهابية في السودان الخوف والقلق، حيث رحلوا بعدها عن المناطق القريبة من التجمعات العسكرية، وهروبوا في مناطق بعيدة، فجزعهم من الدعوى القضائية المرفوعة ضد قادة النظام السابق بتهم تقويض النظام الدستوري، والانقلاب على الحكومة الديمقراطية الشرعية عام 1989، خشية أن تمنع تلك الدعوى بعضهم من العودة للمشهد السياسي بـ"جلباب جديد".


وخطط ونفذ قادة الحركة الإسلامية السياسية (فرع التنظيم الدولي للإخوان بالسودان) حينها، بزعامة حسن الترابي، الانقلاب، الذي قاده الرئيس المعزول عمر البشير على الحكومة الشرعية، بقيادة رئيس الوزراء الصادق المهدي، في الثلاثين من يونيو عام 1989.

وعلى مدى 30 عاما مكثها نظام الإخوان بالسودان، مارس خلالها انتهاكات إنسانية وفظائع، حسب رصد منظمات حقوقية محلية ودولية، وقد بدأ النظام انتهاكاته بتشريد الآلاف من العمال والموظفين بالخدمة المدنية، وحل محلهم أصحاب الولاء التنظيمي.

ورغم سقوط النظام الإخواني عقب الإطاحة به بثورة شعبية، انحاز لها الجيش في 11 أبريل الماضي، إلا أن بقايا النظام البائد يحاولون العودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى بثوب جديد، لكن الدعوى الجنائية التي يواجهونها يتوقع أن تقطع الطريق أمام عودتهم نهائيا.