رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقنين الأوضاع أو الترحيل.. كابوس يواجه عناصر الإخوان الهاربين بتركيا

جريدة الدستور

بات مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية، وعناصرها الهاربين إلى تركيا على المحك، بعد أن أصبحوا مهددين بالطرد، في ظل صعود المعارضة التركية على حساب حزب أردوغان، بجانب عدد من الشروط التي وضعتها أنقرة المعقدة لتقنين أوضاع الهاربين.

وفرضت أنقرة عددًا من الشروط المشددة لتواجد عناصر الجماعة الإرهابية، والتي أعلن عنها مدحت الحداد، مسئول المكتب الإداري للجماعة بتركيا، كشفت عن تضييق جديد على الجماعة الإرهابية في إسطنبول، بشأن إقامة عناصرها الهاربين.

وتضمنت الشروط ألا يكون جواز سفر عضو الجماعة مزورا، وعلى طالب اللجوء الإعلان عن نوعية القضية المتهم بها، ويبلغها للإخوان، حتى تمكنه السلطات التركية من دخول أراضيها، منوهًا إلى أن من لم يلتزم بهذا الأمر لن يسمح له بالدخول.

وجاءت هذه الشروط بعد ترحيل محمد عبدالحفيظ، عضو الجماعة، إلى مصر، الأمر الذي يشكل تغيرًا جذريًا في سياسة أنقرة بشأن التواجد الإخواني بعد أن كانت تسمح لهم بدخول أراضيها قبل ذلك حتى بتأشيرات مزورة، إلا أن هذا الأمر أصبح غير مسموح به في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع عناصر الجماعة إلى تحذير القادمين إليها خشية الترحيل إلى مصر.

ومن بين الأمور التي ستؤدي إلى تخلي أردوغان بشكل خاص وتركيا بشكل عام عن الجماعة، هو الموقف التركي المتشدد إزاء قضية الأكراد في منبج السورية، حيث يرى أردوغان أن إرضاء الولايات المتحدة بالتخلي عن الجماعة وإرهابها قد يكون طريقا مضمونا لكي يحصل على الموافقة المنشودة من واشنطن بإطلاق يده في منبج، للقضاء على الأكراد هناك.

لم تكن تلك الأمور وحدها كفيلة بتخلي تركيا في المستقل عنهم، بل الخلافات الداخلية التي طفحت على السطح بين عناصر الجماعة وقيادتها في الفترة الأخيرة، ما ينذر باحتمال وقوع انفجار بينهم يكشف فيه كل منهم جرائم الآخر، ومدى تورط تركيا فيها، ويعد سببا آخر لرغبة أردوغان في التخلي عنهم لكي لا يصبح متورطا في فضائح سياسية، تقضي على مستقبله السياسي في المستقبل.

المحلل السياسي التركي توروغوت أوغلو، رئيس تحرير جريدة الزمان التركية، أكد أن التغييرات الحالية في الداخل التركي بفوز المعارضة تؤشر إلى أن نهاية أردوغان باتت وشيكة، وخياره الوحيد هو التخلي عن جماعة الإخوان، مؤكدًا أن السيناريو الأقرب لقيادات الجماعة الهاربة إلى تركيا هو تشتتهم وفرارهم إلى بلدان أخرى كدول شرق آسيا.

وعن مستقبل الهاربين من الجماعة، لفت توروغوت أوغلو إلى أنه خلال عامين ستنتفض تركيا ضدهم بعد تخلي أردوغان عنهم وبقائهم دون سند، موضحًا أن أنقرة لن تستمر في دعمهم بغضون عامين من الآن بفعل الضربات الموجعة لأردوغان.