رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من برلين إلى قلب داعش.. ما هي حقيقة انضمام الألمان للتنظيم؟

جريدة الدستور

قبل أيام قليلة، ضبطت الجهات الأمنية في مصر كلا من عيسى محمد عبدالغنى إبراهيم، "18 سنة"، ومحمود عمرو محمد عزت عبدالعزيز "23 سنة"، ألمانيين من أصل مصرى، حال وصولهما إلى البلاد قادمين عبر مطارى القاهرة والأقصر الدولى.

وحسب البيان الصادر عن الأجهزة الأمنية في مصر، وقتها، فإنه بفحص موقف عيسى محمد عبدالغنى إبراهيم الصباغ،  القادم عبر مطار الأقصر الدولى، تبين قناعته بأفكار تنظيم داعش الإرهابى بألمانيا وارتباطه إلكترونيا ببعض عناصره وقدومه للبلاد بغرض الانضمام للعناصر الإرهابية بشمال سيناء، خاصة أنه يحمل خرائط لمحافظة شمال سيناء، وبوصلة لتحديد الاتجاهات.

وبفحص موقف الآخر، محمود عمرو محمد عزت، القادم للبلاد عبر مطار القاهرة الدولى، تبين أنه يحمل الجنسية الألمانية بجانب المصرية، وينتمى فكريا لعناصر من تنظيم داعش الإرهابى فى الخارج .
ومع ظهور هؤلاء المتطرفين، فإنه يعيد إلى الأذهان أعداد الألمان الذين انضموا للتنظيم، وما مهامهم داخل التنظيم؟، وماذا فعلت الحكومة الألمانية معهم؟

من بين الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة، الأعداد الحقيقية للألمان المتواجدين بين صفوف داعش، وجاء الرد في مطلع العام الماضي، حيث كشف المدعي العام في ألمانيا عن تواجد نحو 600 ألماني بين صفوف تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق.

قال بيتر فرانك، في تصريحات نقلها موقع "دويتشة فيلة": إن ما يقرب من 1000 شخص سافروا من ألمانيا إلى سوريا والعراق، ولقى منهم ما يتراوح بين 100 و150 شخصا مصرعهم، وعاد 300 إلى ألمانيا.

من بينهم على أيوب، البالغ من العمر 27 عامًا، شاب ألماني من أصل تونسي، يعيش بمدينة فولفسبورج، الحياة المألوفة لمن تتشابه أعمارهم معه؛ قبل أن تستوقفه انتصارات داعش، والحديث المُتكرر لوسائل الإعلام عنه، ليبدأ في متابعة منشورات التنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى انتهى به الحال للانضمام للتنظيم.

بدأ "أيوب" الترويج لأفكار التنظيم على مستوى المجموعات المُقربة منه، من أصدقائه أو أفراد عائلته، حتى نجح في جذب مجموعة شكّل بهم خلية عُرفت باسم "خلية فولفسبورج"، التي خططت لعدد من العمليات الإرهابية، قبل أن ينتقل أعضاؤها برئاسة "علي" إلى العراق للانضمام لمعسكرات التنظيم.

فيما بدأت الحكومة الألمانية وضع الحلول لمواجهة هؤلاء، حيث بدأت في ذلك منذ نوفمبر 2017، فقامت وزارة الخارجية الألمانية تقديم طلب للعراق باستعادة أطفال وأقارب المقاتلين الألمان في صفوف تنظيم داعش.. حسب تقرير من وسائل إعلامية ألمانية.

وأضافت التقارير أنه يوجد ستة قاصرين ألمان على الأقل مع أمهاتهم داخل الحبس ومراكز الاستجواب في العراق، وكان قد تم اكتشاف هؤلاء والقبض عليهم بعد سقوط التنظيم في العراق.


وفي نوفمبر 2017، أسفرت حملة أمنية واسعة، شارك فيها 500 عنصر أمني في ألمانيا، عن إلقاء القبض على مجموعة من اللاجئين يشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم داعش كانوا يخططون لهجوم إرهابي.

وأعلن الادعاء العام في مدينة فرانكفورت أن المشتبه بهم رجال تتراوح أعمارهم بين 20 و 28 عاما، ينتمون لتنظيم "داعش"، وخططوا لشن هجوم في ألمانيا.

وفي يونيو 2018، أعلنت السلطات الألمانية، رسميا، إحباط هجوم بسلاح بيولوجي كان يخطط موقوف تونسي لتنفيذه، وسط معلومات عن دور لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) في كشف المؤامرة الإرهابية، وإبلاغ الألمان بها.

وقال هولغر مونش، رئيس شرطة الجنايات الألمانية الاتحادية، إن التونسي المعتقل بتهمة الإرهاب، منذ أسبوع، اتخذ "استعدادات ملموسة لهجوم بسلاح بيولوجي، ويمكننا القول بقنبلة بيولوجية".