رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتفاصيل.. تاريخ الجماعات الأحوازية المسلحة المقاومة للنظام الإيراني

جريدة الدستور

فتحت العملية المسلحة التي شهدتها الأحواز العربية والتي تسببت في مقتل ما يقرب من 40 شخص وإصابة آخرين الباب حول قصة النضال المسلح لشعب الأحواز العربية تجاه إيران والتي بدأت منذ شهور قليلة منذ الاحتلال الإيراني للإقليم.

هذا التاريخ الطويل في العمل المسلح تجاه إيران يكشفه أسامة الهتيمي الباحث البارز في الشئون الإيرانية الذي قال في هذا الصدد: لم تكد تمر ستة أشهر على الاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز واعتقال شيخا وهو خزعل الكعبي عام 1925 حتى اندلعت أول ثورة أحوازية ضد الاحتلال الإيراني والتي سميت وقتئذ بثورة الغلمان، وقد استطاعت هذه الثورة أن تطرد قوات الشاه الإيراني وتسيطر على مدينة المحمرة عاصمة الإقليم غير أن قوات الشاه المركزية سارعت بالرد القاسي جدا بحق هذه الثورة حيث حاصرت المدينة واستمرت في ضربها بالمدافع وقصفها بالطائرات بمساعدة بريطانية لتجهض ثورة الأحوازيين، وما حدث في ثورة الغلمان هو نفس السيناريو الذي تكرر مرارا مع كل احتجاجات الأحوازيين التي تتالت بعد ذلك لتصبح الأحواز وباقتدار نموذجا فذا في القهر والاضطهاد الإيراني الذي راح ضحيته الآلاف دون ذنب إلا من الرغبة في الاستقلال.

وأضاف في تصريحاته الخاصة لـ "أمان": كان هذا السجل السئ من العنف الإيراني بحق الأحوازيين دافعا قويا لقطاع كبير من المناضلين الأحوازيين إلى أن يلجأوا إلى الكفاح المسلح ضد هذا النظام وهو ما تجسد واقعا مع تأسيس أو حركة أحوازية نضالية في منتصف الخمسينيات من القرن الميلادي الماضي والتي عرفت باسم "جبهة تحرير عربستان" والتي تأسست عام 1956 ونجحت في أن تقوم بالعديد من العمليات التي استهدفت خلالها مؤسسات حكومية وشركات نفط والجيش الإيراني في السنوات الأولى من الستينيات غير أن أمرها انكشف وتم إعدام عدد من قادتها ليتم بعد ذلك تأسيس حركة أخرى هي "الجبهة الوطنية لتحرير عربستان" لتلقى بكل أسف وبعد فترة وجيزة مصير سابقتها وهو ما دفع الأحوازيين إلى مواصلة تأسيس حركة نضالية مسلحة حتى جاء الحراك الثوري الإيراني في نهاية السبعينيات والذي قاده الخميني الأمر الذي دفع الأحوازيين إلى الإسراع بدعم هذا الحراك والمشاركة فيه بأقصى ما يملكون فقاموا بتعطيل إنتاج النفط وشل حركة الاقتصاد الإيراني الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انتصار الثورة ورحيل الشاه خارج البلاد.

وتابع الهتيمي قائلا: لكن سرعان ما تكشفت نوايا الخميني الحقيقية وثبت خبثه ومكره بعد أن نكث بكل وعوده لقادة الأحوازيين بأن الإقليم سيحصل على حقوقه ومطالبه التي ما فتأ يطالب بها طيلة حكم دولة الشاه بل ولم يكتف الخميني بذلك إذ قامت القوات الخمينية بمحاصرة الأحواز وقتل أهلها عبر مجزرة يونيو 1979، والتي باتت تعرف تاريخيا بالأربعاء الأسود، بالطبع دفعت هذه الممارسات الأحوازيين مجددا إلى الكفاح المسلح بعد أن ثبت لديهم أن الخميني ربما يكون نسخة رديئة من نظام الشاه لتأسس العديد من التنظيمات الأحوازية المسلحة ومنها "منظمة الصاعقة" بقيادة الشهيد شبل شميل و"منظمة الشباب العربي" و"منظمة رجب الأسود" بقيادة السيد هاشم الموسوي و"الحركة الجماهيرية العربية" بقيادة الشيخ مكي الكعبي، و" مجموعة الشهيد محي الدين آل ناصر" ثم بعد ذلك "الجبهة العربية لتحرير الأحواز " لتأتي أخيرا "حركة النضال العربي لتحرير الأحواز" والتي تأسست عام 1999من قبل مجموعة من عرب الأهواز المقيمين في أوروبا والتي يتوقع أن تكون قد جمعت في صفوفها العديد من المجموعات المسلحة الصغيرة في المنطقة.

واستطرد قائلا: بدأت الحركة نشاطها المسلح ضد إيران في يونيو من عام 2005م وذلك بالتزامن مع انتفاضة الأحوازيين التي اندلعت في أعقاب الكشف عن وثائق من مكتب الرئيس خاتمي تكشف المخطط الإيراني لإحداث تغيير ديموجرافي في الإقليم.