رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"أمان" ينشر المناهج الفكرية لتنظيمات الإخوان المسلحة

لجان الإخوان - أرشيفية
لجان الإخوان - أرشيفية

حصل "أمان" على وثائق "المناهج الشرعية"، التى تعتمد عليها التنظيمات المسلحة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، فى إعداد عناصره الإرهابية فكريا وتبرير فكرة قتال قوات الجيش والشرطة المصرية، ويمتلك التنظيم "وحدة منهاج" مهمتها الإشراف على إعداد المناهج التى يتم تلقينها لعناصر التنظيم ومتابعة التزامهم بها.
وجرى خلال الفترة الماضية تداول "المناهج" الخاصة بالتنظيم فى نطاق شباب الإخوان وغيرهم من أبناء الجماعات الإسلامية المصرية؛ لتسويغ أعمال التنظيم الإرهابي.


ومن ضمن المناهج التى جرى تداولها مجموعة وثائق معنونة بـ"عقيدتنا الجهادية"، وأخرى بعنوان "قتال الفئة الباغية" أعدهما أحمد طه، وهو منظر محسوب على التنظيمات الإسلامية، وكان مقربا من تنظيم داعش الإرهابي، ثم انقلب عليه لاحقا بعد إصدار التنظيم بيانه الشهير الخاص بـ"تكفير المتوقف فى التكفير".

وتأتى سلسة المناهج تلك فى إطار ما يعرف بـ"التنظير للثورة الإسلامية المسلحة" داخل مصر، واعتمدت تلك الأبحاث على فتوى تراثية لابن تيمية حول قتال الطائفة الممتنعة، وتنظيرات أخرى حول التكفير وشرعية الحكم ومن يتولاه.

وتضمن بحث عقيدتنا الجهادية حصرًا للطوائف المستحقة للقتال، وهما "الطائفة الممتنعة" و"أهل الملل الأخرى"، وعرف الكاتب الطائفة الممتنعة بأنهم "أهل البغي"، معتبرًا أنهم يقاتلون مع عدم تكفيرهم، وهو نفس التعبير الذي استخدمه المتحدث باسم تنظيم لواء الثورة، صلاح الدين يوسف، فى حواره المنشور عبر صفحة "ق" للإعلام المحسوبة على التنظيم.

ومن المفارقات فى بحث "عقيدتنا الجهادية" أن يعتبر أن "القتل" مجرد وسيلة لـ"تحقيق السلام العالمي، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كافة مناشط الحياة السياسية والاقتصادية والعسكرية والأخلاقية، والدفاع عن المستضعفين والمظلومين"، على حد تعبير الكاتب.

ويضيف الكاتب: "إن الإسلام دين سلام، وعقيدة حب، ونظام يستهدف أن يظلل العالم كله بظله، وأن يقيم فيه منهجه، وأن يجمع الناس تحت لواء الله إخوة متعارفين متحابين، وهو حتى في حالة الخصومة يستبقي أسباب الود في النفوس بنظافة السلوك وعدالة المعاملة، انتظارا لليوم الذي يقتنع فيه خصومه بأن الخير في أن ينضووا تحت لوائه الرفيع".

واعتبر طه، أنه إذا تمت تسمية التنظيمات الإرهابية "حركات جهادية دفاعية"، فلا بد أن يتم تغيير مفهوم كلمة "دفاع"، ليشمل التمرد على الأنظمة السياسية القائمة والحواجز الاقتصادية والطبقية والعنصريـة.

وبرر "كاتب عقيدتنا الجهادية" أن قتال قوات الجيش والشرطة هو من باب المعاملة بالمثل، وأن ما سماه "الجهاد" مستمر إلى آخر الزمان، زاعمًا أن القتال المشروع لا يتضمن قتال المسيحيين أو غيرهم من "أهل الكتاب" ما لم يعتدوا على المسلمين أو يبدأوهم بالقتال على حد وصفه.

وهاجم "طه" تنظيم داعش معتبرًا أنه جر جميع أتباعه لحرب كبرى ولم يستطع حمايتهم، معتبرًا أنه ينبغى "الخداع" ووضع الخطط المناسبة قبل بدء القتال.

وفى بحثه الثاني المسمى "قتال الفئة الباغية" يؤصل الكاتب لقتال الجيش والشرطة من نفس الزاوية التى اعتمد عليها "ابن تيمية" فى فتواه بقتال من وقف مع التتار من جيوش المسلمين فى زمنه، معتبرًا أن نطق الشهادة لا تكفى لـ"عصمة الدماء" لأنهم لا يفهمون الإسلام بصورة صحيحة على حد وصفه.

ويشير طه إلى أن الأنظمة الحاكمة فى المنطقة العربية هم "أهل بغي" من مخلفات الاستعمار، وينبغي قتالهم والثورة عليهم، على حد تعبيره.

وقال إنه ينبغي قبل القتال الدعوة بالوسائل السلمية، وعدم الحكم بـ«الكفر أو الردة» على «أهل البغي» فى حال قتالهم.


وفى هذا البحث أيضًا هاجم "طه" الدواعش، واصفا إياهم بـ"الخوارج" المصابين بالعمى السياسى وعدم الاستقرار والاغتراب النفسي، والتلذذ بتحشيد الأعداء، مضيفًا أنهم مصابون بالكبر الذي يدفعهم إلى السطحية فى النظر إلى النصوص الشرعية، والولع بفكرة التغيير بالقوة.

وهاجم مفتى الجمهورية، الدكتور شوقي علام، وغيره من علماء الأزهر، واصفًا إياهم بأنهم "علماء السلاطين" يدافعون عن الأنظمة بغض النظر عن الجرائم التى ترتكبها، ويحاولون إضفاء الصفة الشرعية على الأنظمة فى كل حين، على حد تعبيره.

وادعى أنه لا سبيل لحل المشاكل الموجودة فى الأوطان العربية إلا عبر الثورة المسلحة والتخلص من هيمنة الأنظمة العربية، ذاكرًا أن هذه الثورة لن تفلح إلا إن كانت على جميع النواحي السياسية والاقتصادية والدعوية والعسكرية التى سماها "الجهادية".

وواصل "طه" حديثه قائلًا إن الثورة المسلحة عمل "شرعي"، وإن الحكام الذين لا ينبغى الثورة عليهم هم الذين يحكمون بـ"كتاب الله" فقط.

ولفت "طه" إلى أنه ينبغي تجنيد 5% من الشعب ليكونوا قادرين على إحداث التغيير، مضيفا أن "الحركة الإسلامية" نجحت فى ذلك فى فترة ما، لكن محاولتها للحكم أجهضت، فى إشارة منه لتجربة الإخوان فى الحكم عام 2013.

وحذر "طه" التنظيمات الجديدة من الانغلاق على نفسها والتحول إلى ميليشيات لا تقبل الآخر، معتبرا أن مفاتح النصر هو الشرعية المستمدة من «المقاومة الشعبية»، داعيا إياهم للتحول إلى "حرس ثوري" على نفس الطراز الإيراني.

كما دعا "طه" لواء الثورة والحركات الأخرى إلى عدم الحديث عن المحاكم الشرعية والانعزال عن المجتمع، والاستفادة من التجارب الجهادية الأخرى خارج مصر، والاستفادة من وسائل الإعلام الجديدة فى الانتشار والترويج للفكر، بالإضافة إلى عدم السعي لنقل المعارك إلى دول أخرى عبر الهجمات والتفجيرات الإرهابية، على حد قوله.

ويلاحظ اعتماد معد البحثين على كتب الإخوانيين محمد وسيد قطب المعروفين بانتمائهما للإخوان، وعلى تفسير المنار لمحمد رشيد رضا أستاذ مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا، وغيرهم من المفكرين المحسوبين على تيار الإخوان.