رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تفتح الحكومة الصومالية باب الحوار مع "حركة الشباب"؟

أرشيفية
أرشيفية

هجمات إرهابية كبرى لم ترى الصومال مثيلا لها على مدار عامين شهدا توحش حركة الشباب الصومالية ذات المرجعية الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.

من ضمن تلك الهجمات الكبرى استهداف القصر الرئاسي بالعاصمة مقديشيو في 14 يوليو الجاري، بجانب السيطرة على بعض القرى والبلدان في الصومال وخاصة التابعة لمدينة بوصاصو وسط فشل واضح من الجيش الصومالي وأعوانه من القوات الأفريقية في التعامل مع هذه الحركة التي تزداد توحشا وقوة يوم بعد يوم مهددة الأمن القومي الصومالي ومن بعده الأمن القومي الأفريقي كله.

وفي ضوء هذه التهديدات التي تمثلها حركة الشباب، خرج وزير الأمن السابق للصومال عبد الرزاق محمد عمر بتصريحات مثيرة للجدل حيث دعا الحكومة الصومالية إلى ضرورة فتح المفاوضات مع حركة الشباب.

وبعد الهجوم الشرس من الحكومة الصومالية على الوزير تراجع عن تصريحاته وقال أن الحوار الذي يدعو إليه ليس من أجل المصالحة مع حركة الشباب ولكن من أجل إيجاد وسيلة أخرى لإلحاق الهزيمة بها، حسب قوله.

لم يكن وزير الأمن الصومالي السابق هو الوحيد الذي دعا لفتح باب الحوار مع حركة الشباب بل لحقه في هذا الأمر السياسي البارز المعارض للحكومة الصومالية عبد الرحمن عبد الشكور الذي كان له تصريحات أكثر إثارة للجدل من "عبد الرازق عمر" وذلك بعد أن أكد على أن الأجهزة الأمنية الصومالية مخترقة من قبل حركة الشباب مما يسهل للأخيرة تنفيذ هجمات قوية في مناطق حساسة، متمنيا إيجاد أي حل لإيقاف هذا الإرهاب وهذا الترويع للمدنيين من أنباء الصومال، على حد تعبيره.

الفشل في التعامل مع إرهاب حركة الشباب أكده مسئول أممي بارز نقلت على لسانه مواقع أفريقية دون أن تحدد هويته كلمة قالها وهي "من الصعب جدا إيقاف هجمات حركة الشباب المجاهدين" تعليقا منه على استهداف حركة الشباب قاعدة القوات الأفريقية في مقديشيو.

هل ترضخ الحكومة الصومالية لأصوات فتح باب الحوار مع حركة الشباب؟، وهل ستقبل الحركة الإرهابية الحديث مع الحكومة التي تراها "كافرة" وتهدف لإسقاطها ومن ثم السيطرة على حكم الصومال؟، وما هو مستقبل تلك الحركة في الصومال؟.
أمان عرض هذه الأسئلة على عباس محمد صالح، الباحث السوداني المتخصص في ملف الإرهاب بأفريقيا، فقال نصا: "مستقبل حركة الشباب المجاهدين سيظل رهن ثلاث عوامل، أولا الضغوط العسكرية من قبل القوات الحكومة مدعومة بقوات (أميصوم)، ثانيا مستوى التنافس بين تيارى القاعدة وتنظيم الدولة للتأثير على الحركة وتوجيه نشاطها، ثالثا تراجع الدعم المحلى أما بسبب رغبة المجتمعات المحلية فى السلام والأمان والاستقرار أو التنافس بين تيارات الحركة، كل هذا سيحدد أما إذا كانت حركة الشباب ستزداد قوتها ونفوذها أو ستنتهي قريبا".

وأضاف لـ "أمان": أما مسألة الحوار بين الحكومة والحركة يعتمد على العوامل المذكورة اعلاها، وسوف تعمل الحكومة على تفجير صراع داخلى بين من يدعم الحوار مع الحكومة ومن يعارض ذلك داخل الحركة، والمسألة المهمة هنا أن مسألة سيناريوهات ونتائج الحوار فمطالب المجموعات الجهادية كحركة الشباب المجاهدين لا يمكن توقعها فهم لا يريدون تقاسم السلطة أو المشاركة فيها، أو حتى دمج عناصرها فى القوات الحكومية، وبالتالى أقصى ما يمكن أن يسفر عنه أى حوار بين الحكومة المركزية بالصومال وحركة الشباب المجاهدين، هو أن تعفو الحكومة عن عناصر الحركة أو تطلق سراح معتقلي الحركة إن وجدوا، مقابل ان توقف الحركة نشاطها، وهذا هو أقصى ما يمكن يتوصل اليه الطرفان إن حدث أى حوار بينهما.

من جانبه، لا يتوقع محمد توفيق رضوان، الباحث في شئون التنظيمات الإرهابية المسلحة، أي حديث بين حركة الشباب والحكومة الصومالية، وإذا تم سيكون مصيره الفشل.

ويرى رضوان في تصريحاته الخاصة لـ "أمان" أن السبب في هذا الفشل هو أن حركة الشباب لها مطالب يستحيل على الحكومة الصومالية تنفيذها في الوقت الراهن كطرد القوات الأجنبية المشاركة في الحرب عليها في الصومال، وتدمير القواعد العسكرية الأجنبية في الصومال كالقاعدة العسكرية التركية، بخلاف طلبات تتعلق بإعلان الدولة الإسلامية، وغيرها من الأمور التي يستحيل عمليا على الحكومة الصومالية تنفيذها مما يؤكد استمرار أتون الحرب في الصومال.