رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فعاليات ذكرى هدم الخلافة».. كتاب يكشف أسرار حزب «التحرير»

جريدة الدستور

نشر حزب "التحرير" الإسلامي، كتيبًا جديدًا، جاء تحت عنوان "فعاليات ذكرى هدم الخلافة"، يستعرض من خلاله العديد من الفعاليات التي نظمها في الدول التي ينشط بها في آسيا وبعض الدول الإسلامية الأخري، مستحضرًا من خلاله ذكرى سقوط الخلافة العثمانية عام 1924، مطالبًا بضرورة التوجه للعمل لأداء هذا الفرض بإقامة الخلافة، مدعيًا أنه لا وجود للإسلام وجودًا مؤثرًا إلا بالدولة؛ حسب زعمه.

استعرض الحزب خلال كتيبه، الذي خرج بطبعته الأولى، الفعاليات التي دعا لها في مارس الماضي، متطرقًا في مقدمته إلى عصر الصحابة الأوائل، وبيان حالهم في حياة الرسول، وما كانت عليه المدينة ومكة، وطرق بيعتي العقبة الأولى والثانية، مرورًا بكيف نشأت الدولة الإسلامية على يد الرسول في المدينة، وفق الكتيب.

ويحتوي الكتيب على 309 صفحات، بالإضافة إلى 22 موضوعًا، تبدأ بتعريف الحزب، مرورًا بالدول التي أقيمت بها الندوات والفعاليات كـ"إندونيسيا، وماليزيا، وبنجلاديش، وباكستان، وقرغيزستان، وتركيا واليمن، وسوريا، ولبنان، وفلسطين".

وزعم الحزب، خلال كتيبه، أن "الخلافة فرض"، مستدركًا كلمة قائد أو ما يعرف بأمير الحزب المدعو "عطاء بن خليل أبوالرشتة"، بأن "الخلافة هي البضاعة والصناعة، هي العزُّ والمنعة، هي حافظةُ الدين والدنيا، هي الأصلُ والفصل.. ولو علمت الخـلافةُ أرضًا وراء المحيطين شرقًا وغربًا لخاضت عُبابَهما تدعو إلى الله".

وخلال الكتيب، لفت الحزب إلى أنه دعا إلى فعاليات جماهيرية عامة في جميع البلاد التي يعمل فيها، وتضمنت "المؤتمرات، والندوات، والوقفات، والمظاهرات، والمسيرات، وطاولات الحوار أمام الجامعات، وحملات الزيارات المكثفة للناس في بيوتهم ومحلاتهم وأماكن اجتماعهم وتجمعهم، وتوزيع النشرات، والبيانات الصحفية، والمطويات"، منوهًا إلى أن هذه الفعاليات نظمت في دول "فلسطين، والسودان، واليمن، وباكستان، وتركيا، وبريطانيا، والأردن، وتونس، وكينيا، وبنجلاديش، وماليزيا، وتنزانيا، وهولندا، وأمريكا، وسوريا، وإندونيسيا، ولبنان"، حسب الكتيب.

وفي خاتمة الكتيب، زعم الحزب أن الدولة الإسلامية ليست رغبة تستأثر بالنفوس عن هوى، أو خيالًا يداعب الأحلام، بل هي فرض أوجبه الله على المسلمين، وأمرهم بأن يقوموا به، وحذرهم عذابه إن هم قصروا في أدائه.

يذكر أن الحزب تم إنشاؤه في القدس عام 1953، على يد الشيخ القاضي تقي الدين النبهاني، وتأثر بانهيار حال العالم الإسلامي بعد سقوط الخلافة الإسلامية العثمانية في إسطنبول عام 1924، وله عدد من الأنشطة داخل بعض دول العالم الإسلامي، واتخذ منهجًا فكريًا مخالفًا لأغلب الجماعات والأحزاب الإسلامية، إذ يتبنى المنهج الماتريدي، نظرًا لكون مؤسسة "النبهاني" نشأ في بيت صوفي.

وأعلن عدد من الدول العربية والإسلامية حظر أنشطته بداخلها، ومنها "مصر، وليبيا، والعراق، وتونس،" التي كان يعتبرها منطلقًا رئيسيًا في شمال إفريقيا، بالإضافة إلى وجود مريدين وأتباع له في وسط آسيا خاصة أوزباكستان، ووجود أنشطة مكثفة له في ماليزيا وإندونيسيا.

ودخل الحزب المحظور في مصر صراعًا مع الدولة، بدأ منذ أحداث "الفنية العسكرية"، لارتباط مؤسس تنظيم الفنية العسكرية بالحزب، حسب تقارير أجهزة الأمن المصرية، وعلاقته القوية بتقي الدين النبهاني، حيث إنه أحد أقاربه، وتم اعتقال عدد من أفراده بتهمة الاشتراك في الواقعة التي أسفرت عام 1974 عن سقوط 24 قتيلا وأكثر من 60 جريحا في أحداث الفنية العسكرية.

وخلال عام 2002، ألقي القبض على 26 من أعضاء الحزب، في القضية المعروفة إعلاميًا آنذاك بـقضية "حزب التحرير الإسلامي"، وقضت محكمة أمن الدولة العليا بسجن 12 منهم لمدة 5 أعوام، بينهم 3 بريطانيين، وسجن 7 آخرين 3 أعوام، وسجن 7 آخرين لمدة عام.