رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تقضي معركة تحرير درنة على الإرهاب في المنطقة؟

جريدة الدستور

* مصر تؤمن الحدود الغربية.. وشاركت ليبيا في دحر الإرهاب بدرنة
* خبير استراتيجي: الجيش سيقف في وجه المتسللين وتخفق محاولاتهم لتنفيذ عمليات إرهابية

تعد معركة تحرير درنة معقل الجماعات الإرهابية شرق ليبيا، من قبضة الإرهابيين، التي أعلن عنها الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، بإطلاق عملية عسكرية موسعة لتحريرها من الإرهاب، الهدف الرئيسي الذي سيقضى على الإرهاب ويصب في صالح مصر التي تؤمن الجانب الغربي لها مع الحدود الليبية لمنع تسلل العناصر الإرهابية وتنفيذ عمليات إرهابية.

قوات الجيش الليبي، شنت مطلع الشهر الماضي، عدة ضربات بالمدفعية الثقيلة على مواقع للإرهابيين، حيث أعلنت السرية الثالثة التابعة للكتيبة 321 مدفعية ذاتية الحركة، استهداف مواقع المجموعات الإرهابية في منطقة التبّة بمحور الظهر الحمر، كما كشفت مجموعة عمليات عمر المختار التابعة للقيادة العامة للجيش، أن القوات المسلحة التابعة لها، تعاملت مع مواقع للجماعات الإرهابية بالمدفعية الثقيلة في المدخل الغربي لمدينة درنة، ما أدى إلى تدمير مواقع ومراصد للإرهابيين.

وللتصدي للإرهاب، شنت القوات المسلحة المصرية، ضربات جوية لاستهداف مواقع للإرهابيين منتصف العام الماضي قرب مدينة درنة الليبية، وجاءت بالتنسيق الكامل مع الجيش الوطني الليبي الذي شارك في الغارات الجوية، إذ أعلنت القوات المسلحة أن القوات الجوية نفذت ضربات على معسكرات لمتشددين في ليبيا تأكدت مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ الهجوم، تزامنا مع تصريحات أدلى بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشن بضربات ضد معسكرات الإرهاب، توعد من خلالها باستهداف أي معسكرات في الداخل أو الخارج يجري بها تدريب مسلحين لضرب مصر، مطالبًا بمعاقبة الدول التي تدعم الإرهاب دون مجاملة أو مصالحة، وذلك ردًا على الهجوم الإرهابي الذي وقع في محافظة المنيا وأدى إلى استشهاد 29.

ونفذت القوات الجوية 6 طلعات لاستهداف 6 تمركزات للعناصر الإرهابية بمدينة درنة، دمر على أساسها المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة في ليبيا، بالإضافة إلى استهداف قوات مرتبطة بالقاعدة في عدد من المواقع.

وتسعى مصر وجيشها لتأمين الجهة الغربية وحدودها عقب العملية الإرهابية التي وقعت في واحات مصر بمنطقة الكيلو 135 أواخر أكتوبر الماضي، وتبنتها جماعة تُدعى "أنصار الإسلام"، الذي أسفر عن استشهاد 16 فردا من ضباط وجنود الشرطة المصرية، بالإضافة إلى مقتل قائد العملية الإرهابية، وزعيمها المدعو أبو حاتم عماد الدين عبدالحميد، الذي كلفه هشام عشماوي بالانتقال إلى الواحات وجعلها محطة لاستقبال مجموعات من ليبيا تابعة للمرابطين لبدء عمليات إرهابية واسعة بالمحافظات.

في الجهة المقابلة، سعت التنظمات الإرهابية المتواجدة في درنة، عبر التليجرام، إلى التشكيك في تحرير المدينة، والقضاء على البؤر الإرهابيةإذ قاموا بتدوال ما صرّح به مسؤول الإعلام بمجلس شورى مجاهدي درنة، محمد المنصوري، بنفي معركة الكرامة لقوات الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، باستئصال الإرهاب من جذوره داخل المدينة، في محاولة منهم إلى طمأنة عناصرهم ورفع روحهم المعنوية فقط. 

وتعدّ درنة الساحلية الواقعة شرق بنغازي، هي المدينة الوحيدة التي توجد خارج سيطرة قوات الجيش الليبي في شرق البلاد، حيث لا تزال تحت سيطرة جماعة مجلس شورى مجاهدي درنة، ويسعى الجيش الوطني الليبي إلى استعادتها من قبضة الإرهابيين، ومجلس شورى درنة، الذي يضم في صفوفه عددا من القيادات الإرهابية الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي.

من جانبه، قال اللواء نبيل ثروت الخبير الأمني، ووكيل جهاز المخابرات سابقًا، إن أي محاولة أو عمل جاد للقضاء على الإرهاب ليس في مصلحة الدولة المصرية فقط بل في مصلحة العالم أجمع وليس دولة بعينها، مؤكدًا أنه مع قرب معركة تحرير درنة من الإرهاب سيتصدى الجيش المصري لمحاولات الإرهابيين لتسلل داخل مصر من الناحية الغربية.

وأضاف الخبير الأمني، في تصرحات خاصة لـ" أمان"، أن القوات المسلحة المصرية تقف في وجه المتسللين وعلى استعداد كامل لهذا، وستخفق كل محاولاتهم في الدخول إلى مصر عن طريق الجهة الغربية والحدود المصرية الليبية، ووأد أي محاولة لتنفيذ عمليات إرهابية مثلما حدث في السابق، موضحًا أن مصر أصبحت اليد الطولة في مواجهة الإرهاب، طالما يؤدي إلى خطر في الداخل.

وأشار اللواء نبيل ثروت، أن هناك عدد من الدول تساعد التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، بالإضافة إلى دعمها للإرهاب بشكل أساسي، في محاولة منها لحمايتها في بعض الأمور التي يوكلوها لهم، مؤكدًا أنه ثبت بالدليل القطعي فشل تلك السياسة تمامًا مثلما حدث في تنظيم القاعدة بأفغانستان.

ولوح الخبير الأمني، أن من يعتمد على هذه المنظمات الإرهابية، مآله إلى الفشل الذريع، نظرًا لكونها جماعات مرتزقة، مؤكدًا أن الدول التي تمد التنظيمات الإرهابية بالسلاح والمال، ستعلم مدى خطروة ذلك عليها في وقت لاحق.

بدوره، أكد أحمد بان الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، أن ما يحرك الجانب المصري هي خطوط الأمن القومي المصري، بالإضافة إلى كون الحدود الغربية أصبحت تمثل تهديدًا مباشرًا للدولة المصرية، حيث انطلقت عبر الحدود الغربية محاولات متعددة لاختراق الساحة المصرية.

وأضاف بان، في تصريحات لـ"أمان"، أنه يكفي أن نذكر قام القوات الجوية المصرية بشن العديد من الضربات الجوية التي دمرت أكثر من 1000 سيارة دفع رباعي كانت تحمل في المتوسط 5 عناصر، لافتًا إلى أن القوات الجوية أجهضت تسلل 5 آلاف عنصر إرهابي للدولة المصري، وهذا يعد جهد ضخم أمني كبير من قبل القوات المسلحة المصرية.

وأوضح الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن تأمين الدولة المصرية لا يقف عند الحدود فقط، بل يصل إلى اكتشاف أماكن التهديد والدخول إليها وتنفيذ عميلتت نوعية فيها، مشيرًا إلى أنه بالنظر في واقع الدولة الليبية الآن لا تقف على جيش ليبي موحد ونظام سياسي واحد، ومن ثم يمكن التنسيق مع طرف موحد بالشكل الذي يعطي الحق للدولة الصرية لتنفيذ عمليات نوعية في الداخل لحماية أمنها، لأن الفوضى في النهاية تؤذي الدولة الجارة.