رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ضربات الجيش المصري توجع التنظيم»

حادث «كنيسة حلوان».. ارتباك عناصر «داعش سيناء» بعد سقوط القيادات

هروب - أرشيفية
هروب - أرشيفية

بينما بدأ المسلمون الاستعداد لصلاة الجمعة، أبى من يزعمون أنهم يرفعون راية التوحيد أن تستكمل هذه الصلاة، وذلك عندما قرروا تنفيذ عملية إرهابية جديدة يستهدف خلالها المسيحيين، هذه المرة كانت على إحدى الكنائس البعيدة إلى حد ما عن التجمعات الأمنية الكبرى، إنها كنيسة «مارمينا» بحلوان، ليقوم بتنفيذ استراتيجية جديدة لم يستخدمها من قبل داخل محافظات الجمهورية حيث لم يكن عبر تفجير عبوة ناسفة، أو حزام ناسف يرتديه «انتحاري»، بل من خلال هجوم «مجموعة مقاتلة»، أسفر عن عدد من الشهداء والمصابين.
العملية تثبت أن «داعش» ماض في استراتيجيته، والتي بدأها قبل عام باستهداف دور العبادة المسيحية، والتي انطلقت بتفجير الكنيسة البطرسية، في ديسمبر العام الماضي، ثم تبعها تفجيرين متزامنين بكنيستي المرقسية بالإسكندرية، ومارجرجس بطنطا، وعمليات قتل طالت عددا من المسيحيين المصريين في مدينة العريش بشمال سيناء، مما اضطر عشرات من الأسر الفرار.
ومنذ ديسمبر 2016، قُتل أكثر من 100 شخص في اعتداءات استهدفت 3 كنائس وحافلة تقل أقباطًا بالصعيد، وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هذه الاعتداءات، متوعدًا بالمزيد من خلال إصدار مرئي في فبراير الماضي، وهو ما أعقبه بالفعل عمليات قتل بسيناء والصعيد، وتفجير كنيستين بطنطا والإسكندرية.
الإصدارات السابقة المرئية أو المكتوبة التي نشرها التنظيم فيما يخص مصر، كانت تُنسب إلى تنظيم «ولاية سيناء»، إلا أن الإصدار الذي أعقب حادث «البطرسية» نُسب إلى «داعش مصر»، الأمر الذي يوحي بعدة رسائل، رغب التنظيم في بثها، أهمها، أن التنظيم يتمدد داخل محافظات القاهرة.
وتعد هذه العملية هي الأولى من نوعها، التي يقوم بها إرهابي بتنفيذ عملية في قلب القاهرة، بسلاح ألي يتجول به في الشارع، التطور الحالي في عملية «مارمينا»، هو محاولة محاكاة عمل هذه المجموعات المسلحة في محيط القاهرة والدلتا لعمل ذات المجموعات التابعة للتنظيم في سيناء، وهي الاستراتيجية التي تقوم على هجوم مسلح بأسلحة خفيفة، ومن ثم الهرب.


ويحلل ذلك عدد من خبراء في شؤون الحركات المسلحة، بأن عمليات التأمين المشددة التي قامت بها أجهزة الشرطة للكنائس، دفعت داعش لتغيير استراتيجيته من التفجير، إلى المواجهة المباشرة، لنشر فكرة إشاعة الخوف والرعب متساوية، بل إن مساحة القتل في محيط الكنائس، أو الأماكن المستهدفة سيكون أكثر، باعتبار عدم قدرة أي جهاز أمني على تغطية مساحات ضخمة من نطاقات ومحيطات الأماكن المتوقع استهدافها، وهو ما يتطلب تقنيات مراقبة، ومجموعات رصد، وكمائن كثيفة ومتعددة. 
ويستخدم التنظيم القاهرة، كعاصمة جديدة لنقل إليها، في ظل الخسائر التي لحقت بتنظيم «داعش سيناء»، على أيدي الجيش المصري، والتي أطاحت بأكثر من 500عنصر من التنظيم إما قتيل أو سجين، والقبض على أخرين كما تم تدمير أعداد كبيرة من الأنفاق والسيارات الدفع الرباعي التي كان يستخدمها التي بلغت في أقل تقدير إلى أكثر من 100 عربة -حسبما أعلن العقيد تامر الرفاعي المتحدث باسم القوات المسلحة-، مما دفع التنظيم إلى وضع سيناريوهات أخرى لوقف النزيف التي كان يتعرض له خلال الأيام الماضية، بوضع ثلاث استراتيجيات مختلفة، ظهرت جليًا في الرسالة التي بثها التنظيم في أعقاب عملية حلوان، حيث تحدث شخص «ملثم» هو أحد منفذي الهجوم، ووجه رسالة إلى عناصر التنظيم في سيناء، قال فيه "دماؤكم دماءنا وأبناؤكم أبناءنا"، وأنه "سيثأر لهم"- في إشارة إلى تنفيذ الهجوم الإرهابي-.
ليؤكد أن ذلك جاء ضمن الاستراتيجيات التي حصلت عليها «الدستور»، جاء أولها أن يقوم التنظيم بالاستعانة بالعناصر التي هربت من ليبيا، باتجاه الصحراء الغربية مصر، لكون هذه المنطقة أصبح مكان يختبى به الإرهابيون، ظهر ذلك جليًا في العملية التي قام بها إرهابيون في 20 نوفمبر الماضي ضد رجال الأمن، ليبدوأ تسللهم إلى القاهرة، لتنفيذ عمليات إستهداف الكنائس.
فرغم التضييق الأمني الكبير على تلك الخلية الإرهابية إلا أنها واصلت مخططاتها دون توقف على أمل محاولة إفساد الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وقد نجحت قوات الأمن في 19 ديسمبر الجاري في القبض على أحد فرق الخلية الإرهابية المتخصصة في استهداف الكنائس، واعترفوا رسميا بتلقيهم تعليمات من جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية في سيناء وتدريبات من أجل ضرب الكنائس في مصر بالتزامن مع احتفالاتها بالكريسماس، كما كشفوا عن تلقيهم تمويلات من إرهابيين بالدوحة وإسطنبول تساعدهم على التجهيز لتلك العمليات.
أما الاستراتيجية الثانية، فكانت محاولات التنظيم لتنفيذه اختراق للجماعات التي تتواجد معه في سيناء، لتعويض الخسائر التي يتلقها ليل نهار والتي على إثرها انهار التنظيم، وهو ما كشفته مصادر، تحدثت فيه على أن أن تنظيم داعش سيناء خطط لإختراق جماعة جند الإسلام -أحد الجماعات التي قررت أن تتنقم من التنظيم-، عبر إرسال شخص يدعى أحمد ابو داوود يتظاهر أنه ترك داعش سيناء ويريد الإلتحاق بجماعة جند الإسلام لقتل أكبر عدد من الجماعة وفشل المخطط بسبب تسريب عناصر من التنظيم للمخطط.
أما الاستراتيجية الأخيرة، كشفها أحد الهاربين من التنظيم، الذي تمكن من الهروب بتجاه قطاع غزة، بقوله إن التنظيم أعلن خلال الأيام الماضية، لعناصره للهروب بتجه جنوب سيناء، ومنها الانتقال إلى جنوب مصر، حيث محافظات الصعيد لاعداد وتخطيط خلية جديدة، لتعويض ما خسره التنظيم خلال الأيام الماضية.