رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصوفية يحتفلون بالليلة الختامية لمولد السلطان أبو العلا

الصوفية يحتفلون بالليلة
الصوفية يحتفلون بالليلة الختامية لمولد السلطان أبو العلا

تتواصل ليالي الفرح هذه الأيام بقاهرة المعز، احتفالاً بالذكرى السنوية لسيدي الشيخ السلطان أبو العلا بحي بولاق أبو العلا، وقد شهد الاحتفال إقامة عدد من المحاضرات في علوم التصوف وكيفية الاسترشاد من أهل العلم الذين أناروا سبيل المعرفة حتى أصبحوا مصابيح الدجى يستنير بهم كل من أراد الله به خيرا، بإبعاده من فتن الدين وتعريفه بأهل الدين.

ويحتفل تجمع آل البيت الشريف واتحاد القوى الصوفية، مشيخة عموم السادة الرفاعية بمولد سيدى السلطان أبو العلا بمنطقة بولاق أبو العلا اليوم الخميس، بالليلة الختامية لمولد سيدي السلطان ابو العلا رضي الله عنه.

ويقول عبد الله الناصر حلمي، الأمين العام لاتحاد القوى الصوفي، الصوفية يحتفلون الليلة بسيدي الحسين أبو علي بن سيدي حسن الأكبر وهو الشقيق الأكبر لسيدي أحمد البدوي رضى الله عنهم الذي تولى العناية به وصحبه في رحلته إلى بلاد الحجاز ثم إلى مصر الإمام الحسين حيث عاش وتربى ودفن بها.

وأضاف: "وقد قال عنه سيدي فخر الدين الشيخ محمد عثمان رضي الله عنه أن سيدي السلطان من أكابر أصحاب المراتب الختمية من أمثال سيدي محيي الدين بن عربي وكان صاحب أحوال وكرامات ظاهرة وهي مراتب الختمية والعرائس والذخائر والدنانين وقل أن يجود الزمان بمثلهم وستوالي رايات العز الكتابة عنه في الأعداد القادمة".

"حسن أبوعلى" اسم لا يعرفه البعض ولكنه الاسم الحقيقى لسيدى "أحمد أبوالعلا" صاحب مسجد" السلطان أحمد أبوالعلا"  بشارع 26 يوليو ببولاق ابو العلا، الذي اصطلح الناس على تسميته فيما بينهم بسيدى أبوالعلا، نظراً للكرامات التى بالغ الصوفيون فى نسبها إليه، حتى أطلقوا عليه لقب "السلطان" وهو ليس سلطاناً ولا ملكاً، ولا حتى أميرًا، ولكن بسبب صلاحه وكراماته أصبح عندهم سلطاناً للمتصوفين.

"قف على الباب خاشعاً.. حسن الظن والتجى.. فهو باب مجرب.. لقضاء الحوائج"، كلمات صوفية تستقبل زائر مسجد "السلطان أحمد أبوالعلا" بترحاب شديد، تحاول أن تخرجه من الواقع المادى المحيط به، من قسوة الظروف التى تثقل صدره، إلى عالم آخر روحانى يمتاز بالصفاء، الشىء الوحيد الحقيقى فيه هو علاقة الإنسان بربه القائمة على الحب.

مشاهد الصوفية لا تقتصر على الكلمات بل تمتد إلى إحساس داخلى يتسرب إلى نفسية الزائر، الروائح الخفيفة التى تعم أنفه من جراء البخور الذى يغطى كل أنحاء المسجد، أو الأضواء التى تغشى بصره والمعلقة على مقام "السلطان أبوالعلا"، جنباً إلى جنب أنواع مختلفة من الورود علقت على قبة الضريح، التى تخفى وراءها امرأة عجوز ربطت "طرحة" صغيرة على رأسها وجلست على أحد "الكراسى" تناجى ربها بصوت خافت يتقطع ما بين دموع غزيرة لا تراها العين بل تشعر بها، وركن آخر تشاهد فيه شاباً سودانياً جلس وتربع على الأرض وأخذ يرتل أدعية لعل روحه تقترب من باب السماء.

مسجد "السلطان أحمد أبو العلا" يمثل خير شاهد على جمال العمارة الإسلامية، فالمسجد الذى تم بناؤه عام 890 هجرياً - 1486 ميلادياً فى عهد السلطان المملوكى "قايتباى"، أُقيم على طراز مدرسة ذات أربعة إيوانات متعامدة غنية بالنقوش التى تخلب الأنظار، أما المنبر الذى احتل مكاناً مميزاً فهو من الخشب النقى المطعم بالعاج ومحرابه مكسو بالرخام، وامتازت جوانبه وأبوابه بتقاسيم فريدة، وأهميته تعود إلى اسم صانعه المكتوب على الباب بما نصه: "نجارة العبد الفقير إلى الله تعالى الراجى عفو ربه الكريم (على بن طنين) بمقام سيدي حسين أبو على.. نفعنا الله".