رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسعار الذهب.. رحلة «الأصفر النفيس» خلال عام من الارتفاعات

الذهب
الذهب

رحلة مُضطربة خاضها الذهب خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري متأثرًا باضطرابات عالمية بعضها كان استمرارًا لجائحة كورونا التي تسببت في موجة تضخم كبرى وارتفع معها سعر المعدن الأصفر.

ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية والتي زادت من الأعباء المالية في العالم وبدأ معها الذهب يسجل ارتفاعات قياسية جديدة، وزادت أسعار الذهب بنسبة 2.5% إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عام.

إلا أن اليومين الماضيين بدأت أسعار الذهب في مصر تسجل ارتفاعات قياسية لم تسجلها في تاريخها حيث كسر عيار 21 –الأكثر تداولًا في مصر- حاجز الـ1000 جنيه، مع توقعات باستمرار الارتفاعات الحالية، مع قرارات الحكومة برفع أسعار الفائدة، ومع التغييرات الكبيرة التي تحدث في الذهب رصدت «الدستور»  في السطور التالية رحلة «الأصفر النفيس» خلال عام من الارتفاعات.

استقرار مُقلق 

استقرت أسعار الذهب طوال شهر يناير الماضي عند متوسط 800 جنيه للذهب عيار 21 – أكثر الأنواع المتداولة في السوق المصري حسب الخبراء-، وبدأ العام الجاري عند سعر 790 جنيه للذهب عيار 21.

ورغم ارتفاع معدلات التضخم العالمية التي تسببت بها جائحة كورونا منذ انتشارها في العالم بداية من عام 2020، بعد خروجها من مدينة ووهان الصينية 2019، إلا أن أسعار الذهب كانت ترتفع وتتراجع في حدود طبيعية، كما قال عريان بديع ، صاحب محل ذهب، موضحًا «أسعار الذهب كانت مستقرة في مصر وكان ارتفاعها وانخفاضها في حدود 10 جنيه فقط، ولم يكن لجائحة كورونا تأثير كبير على أسعاره خلال العامين الماضيين».

وكان أعلى مستوى وصل له الذهب خلال يناير الماضي هو 805 جنيهات للذهب عيار 21، و690 لعيار 18، ووصفه الخبراء بأنه أعلى مستوى وصل له الذهب مقارنة بالشهرين السابقين ليناير.

ورغم التوترات التي سادت في سوق الذهب في يناير مع قرارات وزير التموين بتغيير دمغة الذهب إلى الليزر، وحالة القلق التي سيطرت على المواطنين بسبب دمغة المشغولات الذهبية في المنازل، إلا أن حركة السوق حينها لم تتأثر كما أكد عريان بديع في حديثه مع الدستور، وقال مسؤولون إن الدمغ بالليزر لن يؤثر على الأسعار، بل يرفع من قيمة المشغولات الذهبية.

بداية الأزمة 

خلال شهر فبراير، ووسط التوترات العالمية مع الحرب روسيا وأوكرانيا، شهدت أسعار الذهب قفزات سعرية كبيرة خلال شهر فبراير عالميًا ومحليًا.

بدأ الارتفاع الكبير في اليوم الأول للحرب، وبالتحديد في 24 فبراير 27 جنيها، وصل سعر الذهب في نفس اليوم إلى 860 جنيه لعيار 21، و 737 جنيها لعيار 18، وارتفع الطلب على الملاذات الآمنة لتسجل الأسعار العالمية للذهب عند أعلى مستوى في عام عند 1966 دولار مقابل 1908 دولار قبل بدء الحرب الروسية الأوكرانية.

 وزادت أسعار الذهب بنسبة 2.5% إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عام إذ أقبل المستثمرون على الملاذات الآمنة بعد بدء غزو قوات روسية لأوكرانيا في أعقاب أوامر من الرئيس فلاديمير بوتين بتنفيذ ما وصفها بأنها عملية عسكرية خاصة.

وشهدت أسعار الذهب عالميًا ارتفاعًا بنحو 6% خلال شهر فبراير ليحقق أعلى ارتفاع شهرى منذ مايو 2021.

وبلغ سعر جرام الذهب في نهاية فبراير المنصرم لعيار 21 (الأكثر تداولا بالأسواق) مستوى 841.84 جنيه (53.48 دولار)، بينما سجل سعر جرام الذهب عيار 18 مستوى 721.57 جنيه (45.84 دولار).

وقال رفيق عباسي الرئيس السابق لشعبة الذهب باتحاد الصناعات في حديثه لـ"الدستور"، إن ارتفاع أسعار الذهب الحالي مرتبط بالحرب الروسية الأوكرانية مع ارتفاع سعر الدولار في السوق المصري، موضحًا أنه لا يستطيع التنبؤ بوضع الذهب خلال الفترة القادمة وإذا كان سيتراجع لمستواه السابق قبل الحرب الروسية الاوكرانية أم لا.

وقفزت أسعار الذهب بأكثر من 2.5% إلى أعلى مستوى منذ أكثر من عام، وبنحو 9.5% منذ بداية فبراير 2022 مع تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية.

ارتفاعًا تاريخيًا 

واستمرت أسعار الذهب في الارتفاع متأثرة بالزيادة العالمية للمعدن النفيس بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، وزاد السعر في مصر بنسبة تتراوح بين 8-10% منذ اندلاع الحرب، وقال إيهاب واصف رئيس شعبة تصنيع المعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية في تصريحات إعلامية، إن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 20% منذ بداية العام، منها حوالي 8% منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وارتفع  سعر الذهب عالميًا ارتفع بقيمة 200 دولار للأوقية بنسبة 10% 

وتفاقمت الأوضاع بشكل أكثر مع نهاية مارس الجاري، مع قرار الحكومة المصرية برفع سعر الفائدة، ففي اجتماع مفاجئ أمس الاثنين أعلن البنك المركزي المصري، رفع أسعار الفائدة بنسبة 1 في المئة، وعلى خليفة تحريك أسعار الفائدة ارتفع سعر الدولار مقابل الجنيه، فبعد أن كان يتم تداول الدولار مقابل نحو 15.64 و 15.74 جنيه في غالبية البنوك، فتسبب القرار في أن يسجل الدولار مستويات هي الأعلى منذ عام 2017 حينما بلغ سعر صرف الدولار مستوى 19.60 جنيه.

وارتفع الذهب في قفزة تاريخية وسجلت أسعاره بعد ارتفاع سعر الدولار في البنوك أعلى سعر في تاريخه بمصر في تعاملاته الصباحية.

وقال عريان بديع ، صاحب محل ذهب، إن أسعار الذهب ارتفعت خلال الشهرين الأخيرين بقيمة 300 جنيه للجرام بنسبة تراوحت بين 20 % إلى 30% خلال الثلاث الشهور الأخيرة فقط.