رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى تأسيسها.. هكذا بدأ حلم جامعة الدول العربية

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

كانت حلما فأصبحت حقيقة راسخة، تحقق إنشاؤها والاستعمار راسخ في الوطن العربي، بالرغم من وعوده المتكررة في الانسحاب منه، وترك الشعوب العربية تحيا حياة الحرية والاستقلال والكرامة. إنها جامعة الدول العربية، والتي دشنت في مثل هذا اليوم من العام 1945.

كانت الدول العربية محتلة، وكان الاستعمار يبسط نفوذه عليها رغم الاستقلالات الضعيفة بجانب جيوش الاحتلال في كل بلد. ومع ذلك، استطاعت جامعة الدول العربية أن تضع ميثاقا يلم شمل البلاد العربية، وأن تحقق استقلال كل منها.

ــ الطريق إلي تحقيق حلم الوحدة العربية
بدأت الاتصالات بين الحكومات العربية خلال الحرب العالمية الثانية، وانتهت المحادثات بين مصر والعراق بالاتفاق على الخطوط الرئيسية التي كانت أساسا لعدة مباحثات تالية مع الأردن والسعودية وسوريا ولبنان واليمن. وفي ٢٥ سبتمبر ١٩٤٤، اجتمعت اللجنة التحضيرية بالإسكندرية، وبعد مداولات طويلة انتهت في ٧ أكتوبر ١٩٤٤، أعلن قيام "جامعة الدول العربية"، بموجب وثيقة عرفت باسم "بروتوكول الإسكندرية"، وقد وقع على الوثيقة جميع أعضاء الوفود التي حضرت جلسة الإعلان.

وقد نصت مواد البروتوكول على أن الجامعة تضم الدول العربية المستقلة، وبها نص خاص بلبنان واحترام استقلاله وحدوده، ونص آخر بفلسطين وضرورة صيانة حقوق العرب فيها. وقد قوبل إعلان قيام جامعة الدول العربية بارتياح شامل في البلدان العربية، ثم أعيد النظر في هذه الوثيقة باعتبار أنها مشروع لا دستور نهائي، وتم التوقيع على وثيقة ثانية عرفت باسم "ميثاق الزعفران"، بالقاهرة في ٢٢ مارس ١٩٤٥.

تقف جامعة الدول العربية اليوم شامخة بروحها التي تسودها، وهي مصر، العراق، اليمن، السعودية، سوريا، لبنان، الأردن، ليبيا، المغرب، تونس، الجزائر، الكويت، الصومال، عمان، البحرين، جزر القمر، جيبوتي، قطر، موريتانيا، الإمارات، وفلسطين. ولعل أهم عمل في المجال السياسي لجامعة الدول العربية، أنها وضعت خطة عربية مفصلة تلتزم بها الدول العربية كلها في قضية فلسطين.

وتهيمن على جامعة الدول العربية الهيئة الإدارية ومقرها القاهرة، وتتكون من أمين عام يعينه مجلس الجامعة العربية بأكثرية ثلثي الأعضاء، ويساعده ثلاثة أمناء، وأمين مساعد عسكري، وعدد من الموظفين. وتتألف جامعة الدول العربية من إدارات عدة، أهمها: إدارة الاستعلام والنشر، إدارة المواصلات، الإدارة الثقافية، إدارة الشئون الاجتماعية والعمل، إدارة شئون البترول، الإدارة القانونية، إدارة السكرتارية، إدارة شئون فلسطين، الإدارة السياسية، الإدارة الاقتصادية، إدارة الشئون الصحية، الإدارة المالية، المستخدمين، وإدارة المراسم.

وقد حققت جامعة الدول العربية منذ أن تأسست إلي اليوم العديد من الاتفاقيات الهامة، منها اتفاقيات تعاون مع منظمات دولية، وأخرى اقتصادية عربية في نطاق الجامعة، واتفاقية الوحدة الاقتصادية، ومعاهدات ثقافية، واتفاقية لتسليم المجرمين، وللجنسية والمواصلات في شتي أنواعها، وغيرها.
 
وأهم الاجتماعات التي عقدت بمقر جامعة الدول العربية، مؤتمر ملوك ورؤساء دول الجامعة العربية الذي عقد في ١٣ يناير ١٩٦٤، بناء على اقتراح من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفيه تم التوقيع على البيان الذي أصدره الملوك والرؤساء، والقرارات التي اتخذوها لاتقاء الخطر الصهيوني، ففيه تم إنشاء قيادة عربية موحدة للجيش العربي الموحد، وإنشاء هيئة خاصة مكونة من ممثلين شخصيين للملوك والرؤساء ومعهم ممثل فلسطين، وإنشاء هيئة خاصة لاستخدام مياه نهر الأردن للتنمية. ثم استكملت أعمال هامة أخري في مؤتمر الملوك والرؤساء الذي عقد مرة ثانية في الإسكندرية في الفترة من ٥ ــ ١١ سبتمبر ١٩٦٤.

ويقول عبد الخالق حسونة، ثاني أمناء جامعة الدول العربية: “لقد وضح أن وحدة العرب ليست غاية في ذاتها، بل هي سبيل إلى حياة أشد منعة وخصبا وثراء، فتحول مفهوم الوحدة في سنوات الجامعة، من عاطفة غير واضحة إلى منهج سياسي قومي، له امتدادات إنسانية عالمية بعيدة الأثر”.