رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فاينانشيال تايمز»: حان الوقت لـ«بايدن» من أجل صياغة سياسة جديدة للخارجية الأمريكية

بايدن
بايدن

اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في افتتاحيتها لعدد اليوم الإثنين، أن الوقت الراهن هو "الأنسب" للرئيس الأمريكي جو بايدن حتى يبادر بصياغة سياسة جديدة لخارجية بلاده تُحدد ملامح الكثير من المشهد المستقبلي للعالم خلال العقود القادمة.

وقالت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها، التي نشرتها عبر موقعها الرسمي، إن الوقت الراهن هو المثالي لبايدن للتعبير ليس فقط عن قوة الشبكات العسكرية والاقتصادية الأمريكية، ولكن أيضًا عن قوة القيم الغربية برمتها، وعلى رأسها سيادة القانون والديمقراطية واحترام الفرد وحقوق الملكية والتعددية والأسواق المفتوحة، فكما أوضحت لنا الحرب في أوكرانيا، فإن مثل هذه القيم تستحق القتال من أجلها اليوم، تمامًا كما كانت في زمن الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان، إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي قبل ثلاثة أرباع قرن من الزمان.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة بإمكانها أن تفعل الكثير للتأثير على اتجاه العالم خلال العقود العديدة القادمة، إذا كان البيت الأبيض قادرًا على استغلال هذه اللحظة لصياغة سياسة خارجية جديدة وأكثر تماسكًا.

واعتبرت أن العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا تعد بمثابة تذكير بمدى أهمية حلف الناتو، ومدى قوة الولايات المتحدة وأوروبا عندما يكونان متحالفين ليس فقط عسكريًا ولكن اقتصاديًا، كما أن رغبة ألمانيا في زيادة إنفاقها الدفاعي إلى 2% من الناتج الاقتصادي لن تقوي الناتو فحسب، بل ستعزز بايدن نفسه، لأن الولايات المتحدة تضغط منذ فترة طويلة على المزيد من الدول الأوروبية لضخ المزيد من الأموال في الحلف.

وتابعت أن الوحدة التي تعاملت بها أوروبا والولايات المتحدة مع العقوبات المالية على روسيا، أكدت أيضًا أهمية قوة النظام المالي القائم على الدولار، فالقوة الاقتصادية، في القرن الحادي والعشرين، لا سيما تلك التي تأتي في شكل شبكات مالية وتجارية وطاقة، لا تقل أهمية عن القوة العسكرية، لذلك يجب أن يستفيد بايدن من ذلك من خلال التأكيد على الحاجة إلى العمل مع أوروبا وحلفاء آخرين، عن كثب لتطوير تكنولوجيا مشتركة وإطار تجاري للمستقبل، كما أنه في مواجهة صعود الصين أيضًا، يجب أن يحمي هذا الإطار قيم الديمقراطيات الليبرالية، ويضمن ألا تصبح الأسواق المفتوحة لعبة الفائز في كل مرة.

وأفادت "الفاينانشيال تايمز" أنه وقد يشمل ذلك العمل مع الاتحاد الأوروبي بشأن استراتيجية لنظام طاقة مشترك، يضمن لأوروبا الابتعاد عن فلك النفط والغاز الروسي بطريقة آمنة ومستدامة، وقد يعني أيضًا صياغة استراتيجيات ومعايير صناعية مشتركة في مجالات النمو المرتفع مثل التكنولوجيا النظيفة، يجب أن تتضمن بالتأكيد نهجًا مشتركًا لتنظيم التكنولوجيا، مما يضمن الخصوصية والوصول العادل إلى الأسواق بحسب الصحيفة.