رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تحتضن المغتربين.. كيف وفرت الدولة فرص العمل لأبنائها بعد عودتهم؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مع التداعيات السلبية لأزمة فيروس كورونا المستجد على العالم أجمع منذ أن انتشر من عامين كان من ضمنها عودة الكثير من المغتربين إلى دولهم الأم خوفًا من المستقبل المجهول، وفتحت مصر ذراعيها لأبنائها ليعودوا وسط أهلهم ومرحبة بهم بل وفتحت أبواب الرزق وفرص العمل لهم.

وفي جولة للرئيس عبد الفتاح السيسي أثناء تفقده عددًا من المشروعات بمصر القديمة والقاهرة التاريخية، والحديث مع المواطنين والأسر التي تصادف وجودهم أثناء مروره، وقال أحد المواطنين للرئيس السيسي: «أنا شاكر أفضالك يا ريس إني قابلتك، بقالي 17 سنة في الكويت بس دلوقي شغال في بلدي، سبت الغربة وأنا مش عارف أربي عيل ولا أي حاجة، بس دلوقتي بشكر حضرتك إنك فتحت لينا مجال في الشغل».

وبالفعل عقب أزمة فيروس كورونا شرعت وزارة الهجرة والعديد من الوزارات الأخرى في سرعة استيعاب العمالة المصرية العائدة، والعمل على حل أزماتهم وتوفير فرص عمل لهم، وعملت على دمج هذه العمالة بالمشروعات القومية في مختلف المحافظات، كما أطلقت العديد من المبادرات التي أسهمت في تلبية احتياجاتهم.


مبادرة نورت بلدك
ومن هذه المبادرات التي تم إطلاقها مبادرة نورت بلدك، حيث أطلقت وزارتا الهجرة والتخطيط والتنمية الاقتصادية موقعًا إلكترونيًا يحمل نفس الاسم في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة استيعاب العمالة المصرية العائدة من الخارج المتضررة من جائحة كورونا.

ويهدف هذا الموقع لتكوين قاعدة بيانات دقيقة تتضمن المعلومات الرئيسية عن العائدين من الخارج والمتضررين إثر جائحة كورونا، والمهن التي يمتهنونها والمهارات المتوفرة لديهم، وما يختارونه من طرق التعاون، سواء تمويل المشروعات التي يعتزمون إطلاقها أو التدريب للتحويل الوظيفي، أو توفير فرص العمل المختلفة.

وقامت وزارة الهجرة بالتعاون مع وزارات الدولة ومؤسساتها في التأهيل والتدريب للمصريين العائدين من الخارج وطرح فرص العمل المتاحة في محافظاتهم بالتعاون مع وزارات التخطيط والتنمية الاقتصادية والتجارة والصناعة والتنمية المحلية.

بداية ديجيتال

وفي يناير من العام الماضي انطلق تدريب أول مجموعة ضمن مبادرة "بداية ديجيتال" التي اطلقتها وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي بمصر، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، من 18 محافظة حول الجمهورية في المرحلة العمرية بين 18 وحتى 45 سنة.

وتهدف هذه المبادرة لتوفير التدريب المهني وخدمات التوظيف الإلكتروني للشباب المصري والمصريين العائدين من الخارج، ممن فقدوا وظائفهم مؤخرًا بسبب جائحة كورونا، وتطوير مهاراتهم وربطهم بالخدمات التي تقدمها الحكومة المصرية وبرنامج الأغذية العالمي والقطاع الخاص، مشيدة بحرص شبابنا على التسجيل وتعلم المهارات.


ابدأ مشروعك
ومن خلال مبادرة ابدأ مشروعك التي أطلقتها وزارة القوى العاملة والتي جاءت استجابة لتوجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بالعمالة المصرية العائدة من الخارج، وتوفير وضع لا يشعرها بأنها تركت مجال عملها في أي دولة ولا يوجد لها فرص في بلدها مصر.

وتستهدف تنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظة التي تستهدفها، ومبادرة "مشروعك" التابعة لوزارة التنمية المحلية، حيث تعمل على تقريب فرص الاستثمار، وتحقيق النجاح في عمل مشروعات تعمل على النهوض بالاقتصاد المصري، حتى ولو كانت في بدايتها صغيرة.

خبير اقتصادي: المشروعات القومية وبرنامج الإصلاح الاقتصادي وفروا ملايين فرص العمل
أكد الدكتور علي الادريسي، الخبير الاقتصادي، أن المشروعات القومية كان لها الدور الأكبر في توفير فرص العمل، حيث استوعبت وقدمت ٥ مليون فرصة عمل وقدرت تستوعب قدر كبير من العمالة، والجزء الآخر من قدرة توافر فرص العمل هو القطاع الخاص والاستثمارات الجديدة لهذا القطاع.
وأوضح الادريسي، في تصريح لـ«الدستور» أن المجمعات الصناعية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر كان لها دور هي الأخرى في توافر فرص العمل للعديد من العمالة وكذلك المصريين العائدين من الخارج من بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، وكذلك الحال بالنسبة لملف ريادة الأعمال كل هذه الملفات استطاعت أن تستوعب قدر هائل من العمالة.

وأضاف أن التنمية التي تمت في محافظات مصر ساعدت في إقامة العديد من الاستثمارات فيها وتوفير فرص العمل لأبناء هذه المحافظات، من جانب الاستثمارات الحكومية أو القطاع الخاص، مضيفًا أن برنامج الإصلاح الهيكلي الذي كان الغرض الرئيسي منه رفع نسبة مساهمة قطاعي الزراعة والصناعة في الناتج المحلي ما جعل هذا البرنامج يتحرك على أساس توطين الصناعة في مشروعات كلا القطاعين وبالتالي استوعبت قدر كبير من العمالة وتقدم فرص عمل جديدة لأن هذه المشروعات تتميز أنها كثيفة العمالة وبالمتعلقة بقطاع الزراعة على وجه التحديد.