رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة توضح النشاط الإرهابي في مناطق العالم المختلفة خلال 2021

الباحثة مني قشطة
الباحثة مني قشطة

أجرت منى قشطة، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، دراسة بحثية حول النسخة التاسعة من مؤشر الإرهاب العالمي، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام الدولي، والذي يقدم ملخصًا شاملًا للاتجاهات والأنماط العالمية الرئيسة للإرهاب خلال عام 2021.

وتناولت الباحثة في الجزء الأول من دراستها للنسخة التاسعة للمؤشر، نظرة شاملة على حصيلة العمليات الإرهابية خلال العام المنصرم، وتداعيات جائحة فيروس كورونا على النشاط الإرهابي، والجماعات الإرهابية الأكثر فتكًا، بينما ناقش الجزء الثاني الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب عالميًا وفقًا لما ورد بالمؤشر، فيما يناقش هذا الجزء اتجاهات النشاط الإرهابي في مناطق العالم المختلفة خلال عام 2021.

وتؤكد أنه تركز معظم الأنشطة الإرهابية على مدار العقد الماضي في العراق وأفغانستان ردًا على أنشطة الولايات المتحدة وحلفائها، وبعد أحداث الربيع العربي وظهور تنظيم داعش كان هناك تصاعد في الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الأخص في سوريا والعراق، وفي الوقت نفسه في نيجيريا، وكذا شهدت منطقة الساحل أيضًا زيادة كبيرة في عدد الهجمات الإرهابية والقتلى على مدى السنوات الخمس الماضية. 

كما أشارت إلي أنه يُمثل معدل النشاط الإرهابي في الغرب جزءًا صغيرًا من إجمالي النشاط الإرهابي على مستوى العالم، فبين عامي 2007 و2021، كان هناك ١٢٦.٧٤٠ حالة وفاة بسبب الإرهاب على مستوى العالم، ومن بين هؤلاء، حدثت 865 في الغرب، أو 0.68 %فقط من الإجمالي، ومع ذلك، فإن الإرهاب في الغرب جدير بالملاحظة لأنه يحدث بالكامل تقريبًا خارج سياق الصراع أو الحرب المستمرة.

ومنذ عام 2007، كان 61 %من الوفيات في الغرب نتيجة لهجمات دينية، وكانت الهجمات الدينية الأكثر دموية في الغرب منذ عام 2007 هي هجوم الدهس في نيس في يوم الباستيل عام 2016 وهجمات باريس في نوفمبر 2015، والتي أسفرت عن 87 قتيلًا لكل منهما. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجومين، في حين تُمثل الجماعات اليمينية المتطرفة 30 %من جميع الوفيات خلال هذه الفترة، مؤكدة أن التقرير أرجع الزيادة في الإرهاب ذي الدوافع السياسية في الغرب إلى تصاعد الإرهاب اليساري المتطرف، ففي عام 2021، زادت هجمات اليسار المتطرف بشكل كبير إلى 38 هجومًا، بينما أعلنت الجماعات اليمينية المتطرفة عن هجومين فقط، ومن بين الهجمات ذات الدوافع السياسية في عام 2021، لم يُنسب أي شيء إلى أي جماعة إرهابية رسمية من اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف.

وتابعت أنه تختلف الأسلحة المستخدمة في هجمات أقصى اليسار واليمين المتطرف، حيث وجد التقرير أن أكثر من 80% من جميع هجمات اليسار المتطرف تنطوي على أجهزة حارقة وقنابل وأجهزة متفجرة أخرى، في حين أن الهجمات اليمينية المتطرفة تستخدم المتفجرات في 40%من الهجمات، ويرجح التقرير أنه تستخدم هذه الأنواع من الهجمات مجموعة واسعة من الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النارية والسكاكين والأشياء الهجومية.

ووفقًا للتقرير، تشير الباحثة بالمركز المصري، ان الجناة كانوا من اليمين المتطرف يستهدفون المؤسسات الدينية والممتلكات الخاصة والأقليات العرقية أكثر من الجناة اليساريين المتطرفين، وفي المقابل، تهاجم الجماعات اليسارية المتطرفة الشركات والشرطة والسجون في كثير من الأحيان، ومع ذلك، فإن كلا الأيديولوجيتين تستهدف المؤسسات الحكومية أو الشخصيات السياسية، وهو ما يمثل 17% من هجماتهم.

وعلى صعيد آخر، أكدت قشطة أنه وعلى الرغم من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت أكبر عدد من الوفيات بسبب الإرهاب منذ عام 2007، فقد سجلت المنطقة انخفاضًا كبيرًا في السنوات الأربع الماضية، حيث انخفضت الوفيات بنسبة 39% منذ عام 2018، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2007، مؤكدة أنه في الآونة الأخيرة، تركز النشاط الإرهابي في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فسجلت كلتا المنطقتين عدد وفيات بسبب الإرهاب أكثر من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى السنوات الثلاث الماضية. وبشكل عام، تسببت جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى في 74% من الوفيات الناجمة عن الإرهاب في عام 2021. 

وتابعت أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجلوا للعام الرابع على التوالي تحسنًا عامًا في تأثير الإرهاب العام الماضي، حيث تحسنت 16 دولة ولم تسجل ثلاث دول أي تغيير، وكانت الجزائر الدولة الوحيدة التي سجلت تدهورًا بسبب زيادة الوفيات المرتبطة بالإرهاب. 

ولفتت إلي أنه قد شكلت الوفيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 39% من إجمالي الوفيات العالمية بسبب الإرهاب بين عامي 2007 و2021، ومع ذلك، منذ هزيمة داعش، انخفض نصيب المنطقة من الإجمالي العالمي بشكل كبير، وفي عام 2021، مثلت 16% من إجمالي الوفيات، بعد جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء. وعلى الرغم من إعلان 13 جماعة إرهابية مسؤوليتها عن هجمات في المنطقة في عام 2021، إلا أن 57% أو 727 هجومًا لم تعلن عنها أي جماعة معروفة، مشيرة إلى أنه كان أكبر تحسن في الوفيات في المنطقة العام الماضي في سوريا التي سجلت 488 حالة وفاة بسبب الإرهاب، بانخفاض قدره 33% عن عام 2020. وكان الدافع الرئيس لهذا التحسن هو انخفاض الهجمات التي يرتكبها تنظيم داعش، والتي انخفضت بنسبة 34%. وقد انخفضت هجمات داعش في العراق من 353 في عام 2020 إلى 327 في عام 2021.