رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل اقتصادي يحذر من ادخار الدولار: الدول تسعى للتحرر

محمد عبد الوهاب
محمد عبد الوهاب

حذر محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، من المبالغة في ادخار الأموال بالدولار أو اليورو فقط -  فالغد لا أحد يدري كيف ستكون شمسه-، موصيا بأن يكون الادخار بمجموعة من العملات، وننصح منها اليوان الصيني أو الذهب أو الأصول العقارية.

وتوقع عبد الوهاب أن يشهد سوق المال المصري إقبالا من قبل المستثمرين العرب خلال الفترة المقبلة نظرا لاضطرابات في الأسواق الأوروبية، كما أن أسعار الأسهم مغرية للاستثمار نتيجة لانخفاض ها الشديد.

وأكد عبد الوهاب، أنه مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيش اليوم فترة من أضعف الفترات في تاريخها على مستوى القيادة السياسية، مما ترك أثرا كبير على السياسات الاقتصادية  للولايات المتحدة كما لم يكن من قبل.

وتابع عبد الوهاب: "إن أمريكا التي استمدت قوتها دوما من نفوذها السياسي المحمي بالقوة العسكرية والهيمنة على الاقتصاد العالمي أصبحت تلك القوة والهيمنة على المحك في اختبار ربما هو الأسوأ منذ الاعتراف بالولايات المتحدة في 1783م حتى خلال مرورها بأزمة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي".

وأشار عبد الوهاب، إلى أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية واتخاذ الدولار كعملة عالمية بعد قمة بريتون وودز في يوليو 1944 وبعدها في السبعينات، حيث قرار فك ارتباط الدولار بالذهب واعتماد الدولار فقط كعملة لتبادل النفط في العالم، وما أعقب ذلك من سيطرة على الاقتصاد العالمي والمبالغة من قبل الفيدرالي في طباعة تلك الورقة الخضراء حتى بلغ في 10 فبراير عام 2021 مقدار الدولار المتداول في السوق 2.10 تريليون دولار منها 2.05 تريليون على هيئة أوراق الاحتياطي الفيدرالي والباقي عبارة عملات معدنية وأوراق بنكية أقدم.

وأرجع عبد الوهاب، حالة الضعف التي يعيشها العالم اليوم إلى المغالاة في احتساب القوة وعدم مراعاة باقي دول العالم ومدى تأثرها بحركة الدولار وطباعته وقرارات الفيدرالي على باقي الاقتصاديات، وكل ما كان يهم هو مصلحة الولايات المتحدة فقط.

وقال عبد الوهاب: "نرى أمريكا صاحبة الكلمات الكبرى حول الاقتصاد الحر والديمقراطية، تلك المبادئ التي سريعا ما تناستها بمجرد أن تتعارض مع مصالحها وما المعركة الاقتصادية التي تقودها ضد روسيا ببعيد، حيث قرارات التأميم فى كل دول أوروبا لأموال الروس وتجميد ممتلكاتهم لمجرد أنهم ينتمون إلى روسيا بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا عن الأسباب التى دفعت روسيا للهجوم على أوكرانيا، ولكن فى مضمونها نجد نفس المبررات ساقتها أمريكا ضد أفغانستان والعراق وغيرهما تحت المصطلح الواسع للأمن القومي ولكن هنا واقع الأمر ان ضرب أوكرانيا ضد مصالح الولايات المتحدة، ولذلك فلتذهب كل المبادئ إلى الجحيم".

واستطرد عبد الوهاب: "لكن ما كان مقبولا بالأمس أصبح اليوم غير مقبول، فالعالم اليوم انقسم على أمريكا حتى الأوروبيين يرفضون سياسة القطيعة الكبرى لأن روسيا تمدهم بأكثر من 40% من استهلاكهم من الغاز والمواد الخام التى تدخل فى كافة صناعاتهم".

ولفت عبد الوهاب إلى أنه اليوم لأول مرة بدأنا نسمع عن محاولات هنا وهناك لاعتماد عملات جديدة فى التبادل التجارى بين الدول، مثل اليوان الصيني الذي تسعى أكبر الدول المصدرة للنفط فك ارتباط البترودولار إلى سلة من العملات منها اليوان الصيني.

وأوضح أنه لا يمكن إغفال أن الصين هي أكبر سوق للنفط في العالم، والسعودية وهي ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم يتباحثان حول آلية لربط النفط باليوان، حسب ما صرحت به العديد من المواقع ومن قبلهما كانت روسيا والهند، فاليوم تتشكل قوى اقتصادية جديدة، ولا ننسى أيضا الظهور القوى للعملات الرقمية المشفرة.

وشدد المحلل الاقتصادي، على أنه منذ استصدار قرار إيقاف روسيا عن استخدام نظام سويفت المالى العالمي وهي ثاني أكبر مستخدم في العالم بعد الولايات المتحدة والدول المنافسة الأخرى جميعها تضع نفسها محل روسيا، ماذا لو انقلبت علينا الولايات المتحدة هل سيتحمل اقتصادنا مثل الاقتصاد الروسي المكتفى ذاتيا وصاحب الفائض فى الميزان التجارى والدولة الأقل ديونا في العالم؟.

وأكد عبد الوهاب، أن القوى الاقتصادية في العالم في إطار إعادة التشكيل، وممارسة المزيد من الضغط على الغطرسة الأمريكية المتمثلة في نفوذها الدولاري.