رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى الذكرى العاشرة لرحيل «شنودة».. مواقف لا تُنسى لـ«بابا الوطنية»

 البابا شنودة
البابا شنودة

«بابا الوطنية».. لقب يستحقه البابا شنودة حيًا وميتًا، فما زال اسمه مقترنًا بالمواقف الوطنية التي حرص من خلالها على الحفاظ على نسيج الأمة وعدم السماح لأي دولة أو منظمة بالتدخل في شئون الدولة بذريعة الحفاظ على حقوق الأقليات وحماية المسحيين ودور العبادة القبطية من التخريب والتطرف.

وهو ما يذكره الداعية الحبيب على الجفري، الذي كان شاهدًا على أحد تلك المواقف، وفي ذكرى رحيل البابا شنودة العاشرة، نعيد سرده، فحينما زادت حوادث التعدي على الكنائس والتجمعات القبطية والمواقف المتطرفة تجاههم في السبعينيات، حاولت الدول الأجنبية والاتحاد الأوروبي وكذلك بابا الفاتيكان استمالته بدعوى مساعدة المسحيين، فكان رد شنودة الثالث، الملقب بـ«بابا العرب»، صارمًا ووقف وقفة صلبة في وجههم وقال لهم: «لا تتدخلوا حتى لو حرقت جميع كنائسنا، فلو حرقت سنصلي في المساجد مع إخواننا المسلمين».

وهو أول من قال: «لأن أعيش في وطن دون كنائس خير لي من أن أعيش في كنائس بلا وطن»، التي أصبحت مقولة تمثل الوطنية وتبرهن عليها، واقتبسها عنه الرئيس السيسي ليحيي ذكراه ويشيد بفضله أثناء الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية في يونيو من عام 2019.

واستخدمها البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية: «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن» عقب الاعتداء على الكنائس بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، لوقع تأثيرها على قلوب المسيحيين الذين لا زالوا يربطون على قلوبهم بحب البابا شنودة.

ويسجل للبابا شنودة أيضًا حفاظه على الوطن إبان ثورة يناير، حيث رفض أي ممارسة عقب تفجير كنيسة القديسين بمحافظة الإسكندرية في 1 يناير 2011 بتمام الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة، أثناء احتفال المصريين بليلة رأس السنة الميلادية، لتكون النواة التي يبنى عليها ما جرى في 25 يناير 2011.. وفى حوار للإعلامية لميس الحديدي أجرته مع البابا شنودة في المقر البابوي، تطرق خلاله إلى الدعوة لتظاهرات 25 يناير، وقال البابا نصاً في الحوار الذي مُنعت إذاعته في هذا الوقت على التليفزيون المصري: «لا نوافق على تلك التظاهرات ونريد السلام للبلد، ولكن ليس كل مظاهرة يسكتونها بالعنف والقمع ولكن الوضع السليم هو معرفة الأسباب».