رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حماية المستقبل».. «الدستور» تتابع بدء تلقى أوراق العائدين من أوكرانيا للدراسة فى مصر

العائدين من أوكرانيا
العائدين من أوكرانيا للدراسة فى مصر

بدأت وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، أمس، فى استقبال الطلاب المصريين العائدين من أوكرانيا بمقر الوزارة، من أجل تقديم أوراقهم لاستكمال دراستهم فى مصر، وذلك وفقًا للضوابط التى أقرها مجلس الوزراء وبالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى.

«الدستور» تابعت بدء توافد الطلاب على وزارة الهجرة، مع انطلاق المدة المحددة لتقديم الأوراق، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بدراسة أوضاع الطلاب المصريين الدارسين بالجامعات الأوكرانية والحرص على مستقبلهم.

وزيرة الهجرة: التقديم لمدة أسبوعين بحضور مندوب مجلس الجامعات الخاصة والأهلية

قالت نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، إن تسلم وفحص الأوراق يكون بحضور مندوب مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، وذلك الإجراء سيتم يوميًا ما عدا يومى الجمعة والسبت لمدة أسبوعين، من الساعة ١٠ صباحًا إلى ٣ عصرًا، مشيرة إلى أن استقبال أوراق الطلاب العائدين يجرى بمقر الوزارة «منطقة المهندسين ٩٦ شارع أحمد عرابى الدور العاشر» لمن قاموا بالتسجيل عبر الروابط المعلنة مسبقًا من جانب وزارتى الهجرة والتعليم العالى، حيث إن الرابط الخاص باستمارة التسجيل الموحدة للطلاب الدارسين فى أوكرانيا: «https://forms.gle/٤nYrQMhja٤gMYotT٨».

وأضافت أن الاستمارة الموحدة تم طرحها لتسجيل الطلاب الدارسين فى أوكرانيا لبحث ودراسة مطالبهم، وتشمل التفاصيل الخاصة بالطلاب «السنة الدراسية- التخصص- مكان الإقامة، إلخ»، وعلى جميع الدارسين فى أوكرانيا الراغبين فى التحويل للجامعات المصرية سرعة استيفائها، والاهتمام بدقة البيانات المقدمة، مؤكدة أنه تمت موافاة وزارة التعليم العالى بكل البيانات، ويتم التنسيق معها فى هذا الشأن.

وشددت الوزيرة على أهمية الالتزام بكل الضوابط التى أعلنها مجلس الوزراء، مع إحضار كل الأوراق الثبوتية: «جواز سفر مسجلة عليه الإقامة فى أوكرانيا قبل ٢٤ فبراير الماضى، وكذلك إثبات قيد فى السنة الدراسية والتخصص بالجامعات الأوكرانية»، لافتة إلى حرص القيادة السياسية على توفيق أوضاع العائدين من أوكرانيا من الراغبين فى استكمال دراستهم بمصر. وسبق أن صرّح الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، بأن الوزارة مستمرة فى التنسيق مع جميع الوزارات والمؤسسات المعنية فى الدولة لمساعدة الطلاب الدارسين بالجامعات الأوكرانية فى ظل الظروف الاستثنائية التى تمر بها أوكرانيا حاليًا، وبما يحقق تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، مشيرًا إلى أن البوابة الإلكترونية لموقع الجامعات الخاصة والأهلية أعلنت عن الأماكن الشاغرة بكل الكليات بالجامعات الخاصة والأهلية؛ للاطلاع والتعرف عليها، وذلك من خلال الرابط: «https://www.cpnu-admission.edu.eg/».

.. وطلاب: نتمنى إلغاء «الاختبار التأهيلى»وتأجيل التقييم والتساهل فى «الأوراق الثبوتية»

ذكر محمد على إنه بعد فراره من أوكرانيا إلى الحدود الرومانية، تكفلت الدولة بإعادته إلى مصر حفاظًا على سلامته، لكنه كان مهمومًا بمستقبله الدراسى والعلمى أكثر من سلامته الشخصية، لذا لم يكن يود العودة على الإطلاق، لكنه استجاب فى النهاية بسبب خوف أسرته عليه والسيناريوهات السيئة للحرب الأوكرانية- الروسية.

وأضاف أنه مضى على وصوله مصر نحو ١٠ أيام، وخلال تلك الفترة كان قلقًا بسبب عدم معرفته هل سيعود مرة أخرى إلى أوكرانيا أو يبحث عن جامعة أوروبية تطرح حلولًا للفارين من نيران الحرب، سواء للطلاب الأوكران أو الجنسيات المختلفة التى تدرس فى الجامعات الأوكرانية، لكن سرعان ما طرحت وزارة التعليم العالى المصرية خطوات لتقنين أوضاعهم، واستئناف الدراسة.

وأوضح أنه أمضى نحو ٤ سنوات فى الدراسة فى أوكرانيا، الأولى كانت تحضيرية ليعرف فيها المصطلحات الطبية والكيميائية باللغتين الأوكرانية والإنجليزية، وأساسيات التشريح ووظائف الجسم وغيرها من الأمور التى أهلته للالتحاق بكلية الطب.

ورأى أنه لا توجد ضرورة لاشتراط الوزارة إخضاعهم لاختبار تأهيلى، لأن منهج التعليم فى مصر مختلف عما كانوا يدرسونه فى أوكرانيا، معتبرًا أنه من الأفضل تقييمهم بعد عام على انضمامهم لجامعة مصرية. 

كما رأى أنه من الأفضل تسهيل دخولهم جامعة أهلية أفضل من الخاصة، لتفهمه أنه يستحيل دخولهم جامعة حكومية بسبب الفجوة الكبيرة بين تنسيق دخول الطب فى مصر والمجموع الذى تسمح به أوكرانيا، فقد كان حاصلًا على ٧٨٪، وكان الحد الأدنى للقبول بكليات الطب فى الجامعات الحكومية حينها هو ٩٥٪.

وقال إنه يصعب عليه دخول جامعة خاصة لأن مصروفاتها قد تفوق الـ٢٠٠ ألف جنيه فى العام الواحد، فى حين أنه كان يدفع ١٠٠ ألف جنيه فقط فى أوكرانيا شاملة الإقامة والنفقات، معتبرًا أن نفقات الجامعات الأهلية فى مصر هى الأقرب لنفقات التعليم فى أوكرانيا.

أما أحمد الحداد، طالب بكلية الطب بجامعة بولتافا فى أوكرانيا، فقال إنه قرر الذهاب إلى المجلس الأعلى للجامعات وجامعة عين شمس، لمعرفة الخيارات المتاحة أمامه لاستكمال الدراسة، بعد أن فقد الأمل من فكرة الدراسة «أونلاين»، وشعر بأنه يتحرك نحو المجهول.

وأضاف «الحداد» أنه يقدر اهتمام الدولة بجميع العائدين من أوكرانيا، وسعيها لحل مشكلاتهم، مطالبًا بإيجاد حل لمشكلة من فقدوا أوراقهم الثبوتية خلال رحلة العودة، موضحًا: «زوجتى طالبة بالفرقة الثالثة.. وليست لديها أوراق رسمية لأننا تحركنا فورًا مع بدء الحرب».

وأشار إلى أن الخيار المتاح أمامهم هو البحث عن دولة أخرى لاستكمال دراستهم، فإن لم يستطيعوا التوصل لحل فى مصر، سيسافرون إلى جورجيا أو رومانيا، لتشابه نظام التعليم فى الدولتين مع النظام الأوكرانى.

وقال محمود حربى، طالب فى الفرقة الخامسة فى كلية الطب بجامعة «إيفانو فرانكوفيسك» فى أوكرانيا، إن كليته أبلغته باحتمالية عودة الدراسة فيها «أونلاين» قريبًا، لكن هذا الأمر لم يحسم بعد، وقد تمنع الحرب حدوثه.

وأضاف «حربى» أنه يشعر بالخوف من أن يتأخر فى تقديم أوراقه لإحدى الجامعات المصرية، إن انتظر وعد جامعته الأجنبية باستئناف الدراسة أونلاين، لافتًا إلى أن الطلاب العائدين من أوكرانيا أصابتهم الحيرة، موضحًا: «خايفين نقدم فى مصر وجامعاتنا ترجع تانى.. والعكس».

ورأى أن أصعب الشروط فيما يخص الجامعات المصرية هو تقديم الأوراق خلال ٣ أشهر، معتبرًا أنه «إن تحسنت الأوضاع فى أوكرانيا قبل ٣ أشهر.. فالأفضل لنا هو العودة». ولفت إلى أن المصروفات التى سيدفعونها فى مصر كبيرة، وفى المقابل هم سددوا بالفعل ثمن الدراسة فى أوكرانيا.

وطالب بتوضيح معلومات معينة، مثل موعد بدء الدراسة، متسائلًا: «هل سننتظر العام الجديد؟.. وهل سأحرم من التقديم فى مصر إن انتظرت وعد جامعتى الأوكرانية؟».

وتابع: «بالنسبة للطلاب الذين ليست لديهم أوراق ثبوتية بسبب تعنت الجامعات الأوكرانية فى استخراجها وانقطاع السبل، كيف سيكملون دراستهم؟».

وذكرت ياسمين عتمان، طالبة بالسنة الخامسة فى كلية الطب البشرى بجامعة كييف الأوكرانية، أنها أمام خيارين أحدهما هو الالتحاق بإحدى الجامعات المصرية لاستكمال دراستها أو انتظار عودة الدراسة فى أوكرانيا بعد انتهاء الحرب.

وقالت إنها تدرس السفر إلى رومانيا أو جورجيا لاستكمال الدراسة فى إحداهما لتشابه نظامهما الدراسى بأوكرانيا، مؤكدة أنها ستضطر فى كل الأحوال لإعادة سنة دراسية مرة أخرى.

وتابعت: «تحويل الدراسة إلى مصر أزمة كبيرة بالنسبة لعدد كبير من الطلاب لأن شروطه صعبة جدًا، وأصعبها الرجوع سنة أو اثنتين فى سنوات الدراسة». 

وأكدت تسنيم أحمد، طالبة فى إحدى الجامعات الأوكرانية، أنها ستقدم أوراقها فى إحدى الجامعات المصرية لاستكمال دراستها لأن جامعتها فى «خاركوف» تم تدميرها بالكامل أثناء الحرب، وبالتالى فإن خيار العودة للدراسة «أونلاين» ليس متاحًا.

وذكرت أن دخولها إحدى الجامعات المصرية بمثابة «فرصة ذهبية»، مشيرة إلى أنها تبحث حاليًا عن جامعة مناسبة من حيث القرب من مسكنها وعدد الأماكن الشاغرة فيها.