رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجيب محفوظ عن ثروت أباظة: «لم يفرقنا سوى الموت»

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

ربما كانت محاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ أصعب المواقف التى مرت على الأدباء والمثقفين المصريين، خاصة القريبين من أديب نوبل وقتها، ومنهم الكاتب الكبير ثروت أباظة الذى كان رئيس اتحاد الكتاب حينها.

وزار ثروت أباظة نجيب محفوظ فى اليوم التالى لمحاولة اغتياله، وكان الأخير وقتها محجوزًا فى غرفة العناية المركزة بمستشفى الشرطة.

وفور أن رأى نجيب محفوظ ممددًا على السرير أجهش بالبكاء، ولم يتمكن من الحديث، فداعبه أديب نوبل قائلًا: «أنت جاى تطمن علىّ، ولا أنا اللى هطّمن عليك».

وتحدث «أباظة» عن ذلك الموقف فى حديثه لجريدة الأهرام عام ١٩٩٤، قائلًا: «كانت لحظة علمى بالاعتداء على أستاذ نجيب محفوظ كارثة بالنسبة لى، بينى وبينه أخوة عمر وعشرة صداقة حميمة عمرها نصف قرن، لكن أقسم إننا سنظل وراء الإرهاب وسنحاربه».

وبعد وفاة ثروت أباظة كتب الأديب العالمى كلمة تأبين له وردت فى كتاب زوجته عفاف عزيز أباظة بعنوان «زوجى ثروت أباظة»، واصفًا إياه بأنه «صديق وأخ قبل أى شىء آخر».

وقال إنه عرف ثروت أباظة من خلال مقالاته التى كانت يقرأها له قبل أن يلتقيا أو يتعرفا ويصبحا صديقين، وأدهشه صغر سنه الذى لم يكن متناسبًا مع عمق كتاباته. 

وأضاف: «لم تنجح ظروف الحياة فى أن تباعد بيننا، إلى أن تمكن الموت وحده من ذلك، ولو إلى حين، يعود بعده التواصل إلى أبد الآبدين».

ولفت إلى تحول ثروت أباظة من كتابة المقالات النقدية والثقافية إلى الرواية، معتبرًا أنه كان أحد أكبر كتابها فى اللغة العربية، وكان يتميز بأسلوب جزل وغزارة فى الإنتاج. 

وتابع: «تميزت رواياته بالمستوى الفنى الرفيع الجماهيرى الواسع فى آن واحد، ولم يختلف على قيمته الأدبية أحد».