رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مبادرة لكل المصريين».. «حياة كريمة» تخدم 58 مليون مواطن من أهالي الصعيد

حياة كريمة
حياة كريمة

"مبادرة عالمية على أرض مصرية".. هكذا وصف الكثير من المحللين طبيعة مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2018، لتحسين حياة المواطنين في القرى الأكثر فقرًا.

وكان لمحافظات الصعيد نصيب الأسد في المبادرة التي استفاد منها 58 مليون مواطن حتى الآن في 20 محافظة بالجمهورية، واستحوذت قرى الصعيد على النصيب الأكبر من مشروعات "حياة كريمة" بنسبة 96.8% من إجمالي الاعتمادات الموجهة للمبادرة بـ39 مليار جنيه خلال عام 2021-2022.

وتنوعت أنشطة "حياة كريمة" بالصعيد بين إعادة تأسيس وتأهيل البنية التحتية من منازل وطرق وتوصيل الكهرباء والماء والغاز وتطوير المدارس، وبين تنمية الإنسان نفسه وتوفير وظائف للسيدات والرجال على حد سواء، والاهتمام بصحتهم من خلال القوافل الطبية.

الدستور في السطور التالية عرضت مساهمات مبادرة "حياة كريمة" في تطوير وتنمية الصعيد، وتواصلت مع بعض المستفيدين والمسؤولين عن المبادرة.

صالح غانم رئيس قرية كومير والرئيس السابق لقرية النجوع بمحافظة الأقصر قال إن “حياة كريمة” غيرت حياة المواطنين والقرى على حدٍ سواء فتبدلت المنازل والشوارع والخدمات بغيرها على مستوى مختلف تمامًا، مشيرًا إلى أن أغلب مواطني القرى الفقيرة بالصعيد كانوا يعيشون في بلوكات تعصف بها الرياح وتحطهما الأمطار مبنية من الطوبة الخضراء ومكونة من  دور واحد لا يوجد بأغلبها دورات مياه، ويعيش بها 7 أو 8 أفراد في مساحة لا تتعدى 60 مترًا.

وأوضح أن برنامج  "حياة كريمة" عمل على تطوير هذه المنازل فتم تجديدها بالكامل وبنائها بالحجارة وبناء سقف يتحمل تحولات الطقس ومن الداخل تم تشييد دورات مياه بأفضل المواصفات وتركيب سيراميك في المنزل كله وإدخال الكهرباء والمياه للمنازل التي كانت محرومة منها.

وأشار إلى أن المبادرة لم تهتم فقط بتطوير المنازل ولكن تم تدشين عدة مبادرات ساهمت في توفير فرص عمل للمواطنين في الصعيد، أبرزها مبادرة توفير مراكب الصيد لصغار الصيادين وبناء ثلاجات تساعدهم في حفظ الأسماك بها والتي غيرت حياة العشرات من الأسر، منوهًا بأن حياة كريمة ساعدت في تحسين مستوى الدخل بإنشاء مصانع جديدة تساعد في تطوير المهنة الرئيسية للقرية، والاستفادة من كافة وسائل التنمية الاقتصادية صناعيًا وزراعيًا وتجاريًا.

وحسب الإحصائيات، انخفض معدل البطالة ليصبح 6.5% بدلًا من 13.5 في صعيد مصر، كما تراجعت معدلات الأمية بشكل كبير بفضل مبادرة حياة كريمة.

وضخت الحكومة ثلثي استثمارات حياة كريمة في صعيد مصر، ونفذت  8100 مشروع باستثمارات تصل إلى 180 مليار جنيه، ووفرت مشروعات المبادرة أكثر من 600 ألف فرصة عمل للشباب في محافظات الصعيد.

كما زادت معدلات الاستثمارات العامة بنسبة 500% وزيادة في نمو الاستثمارات الخاصة بنسبة 55%، كما انخفض معدل الفقر بنسبة 3.8 % في ريف الوجه القبلي، وانخفض معدل البطالة ليصبح الآن 6.5 % في الصعيد.

ولم ينصب اهتمام "حياة كريمة" على تنمية وتطوير المنازل والشوارع فقط، ولكن الاهتمام بصحة المواطن والتأكد من خلوه من الأمراض كان هدف مهم.

وحققت وزارة الصحة عددًا من الإنجازات بمشروعات التنمية الصحية بمحافظات الوجه القبلي بلغت تكلفتها 78.3 مليار جنيه وذلك بهدف تحسين المؤشرات الصحية بالصعيد من خلال المبادرات الرئاسية، هذا بالإضافة إلى مشاركة فعالة حياة كريمة، وتنفيذ مشروع التأمين الصحي الشامل.

وقالت حنان محمود، إحدى المستفيدات من قوافل "حياة كريمة" الطبية التي تجوب القرى: "كنت مريضة بفيروس سي دون علمي، ومن خلال القافلة الطبية التي أجرت لي كشف طبي وحصلت على عينة من دمي علمت بإصابتي بالفيروس".

وتابعت: "علمت بعد إصابتي أنني سيتم علاجي بالمجان حتى تمام الشفاء، وبالفعل حصلت على جرعات علاجي كاملة دون مقابل، وبعد انتهاء جرعة العلاج لثلاثة أشهر تم إجراء تحليل جديد لي والتأكد من القضاء على الفيروس".

وبعد انتهاء حنان من جرعة علاج فيروس سي، أجرت تحليل (PCR) بالمجان للتأكد من شفائها، قائلة: "تحليل البي سي آر في المعامل مكلف جدًا والعلاج الذي حصلت عليه بالمجان يُباع في الصيدليات بمبالغ كبيرة لم أكن أستطيع تدبيرها، وأشكر الرئيس السيسي على اهتمامه بالقوافل الطبية التي أنقذتنا من المرض دون أي تكلفة".

الاهتمام بالتعليم الأساسي جزء من استراتيجية الرئيس لتنمية المواطن المصري، واهتمت مبادرة حياة كريمة بتطوير المدارس وتوفير مستلزمات الدراسة لمن لا يستطيع من الأطفال تدبيرها.

وقال محمد السعداوي -أحد المستفيدين من مبادرة حياة كريمة-  إن تدبير احتياجات أبنائه الثلاثة المدرسية كل عام كانت مكلفة، مضيفًا: «كنت اضطر لشراء بعضها والتغافل عن البعض الآخر، وعندما علمت عن قيام مبادرة حياة كريمة بتوزيعها مجانًا تمنيت أن أكون واحدًا من المستفيدين».

تجول مسؤولي مبادرة حياة كريمة في بعض الأحياء الفقيرة، وتسلم الطلاب جميع الأدوات المدرسية بشكل مجاني منها حقيبة مدرسية وأقلام جاف ورصاص وكراسات، وعلق سعداوي «الأدوات التي حصلت عليها وفرت لي أكثر من 600 جنيه».

وأوضح أن مبادرة حياة كريمة تقدم العديد من الأنشطة الخدمية والتنموية التى من شأنها توفير حياة كريمة للفئات الأكثر احتياجًا وتحسين ظروف معيشتهم، وبالفعل قدمت دعمًا كبيرًا  للأهالي في المحافظات كافة لبدء العام الدراسي دون أية عقبات، موضحًا «المستلزمات التي حصل عليها أبنائي رغم أنها مجانية إلا أنها ذات جودة عالية».