رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لهذه الأسباب لم يتجه للعالمية.. حكايات من دفتر رشدي أباظة

رشدي أباظة
رشدي أباظة

في كتابه الذي صدر تحت عنوان "الدونجوان.. أسطورة الأبيض والأسود" يحكي الكاتب الصحفي أحمد السماحي عن الكثير من أسرار دونجوان الشاشة العربية رشدي أباظة.

يقول السماحي: "لم يكن ممكناً لرجل مثل رشدي أباظة أن يسبق عمر الشريف إلى العالمية، فالطائر "الأباظي" الذي يسكنه كان يرفض دائماً التغريد خارج مصر، شئ ما كان يجذبه إلى البقاء، فرغم مشاركته في عدة أفلام أجنبية وتلقيه عروضاً مغرية للسفر إلى "هوليوود" إلا أنه كان يواجه لحظة فارقة في كل مرة يتخذ فيها قرار الرحيل، فهل كان قدر هذا "الفتى الحائر" أن يتدلى قلبه النازف على جدار امرأة مصرية بلا اسم أو رسم أو وجود؟!.

ويضيف: "السؤال يبدو كأنه يلخص حياة "رشدي" المفعمة بالحزن والأسى رغم السعادة الزائفة التي كان يراها الآخرون في عينيه، فحين أحب "آني برييه" لم يجد فيها مغامرة الخطف والقنص الأباظي، وعندما تعلق بالفاتنة "كاميليا" خطفها الموت قبل أن تصل أصابعه إلى "مفاتيح" أنوثتها، حتى مغامرته المثيرة مع "تحية كاريوكا" انتهت في لحظة هاربة من مساحات الحب والاحتياج داخل كل منهما، وبين نزوته مع "آني" وحلمه الخاطف مع "كاميليا" وعشقه الطفولي لـ "تحية" خاض "الدنجوان" عدة مغامرات سريعة لم يشعر خلالها بأن قلبه ينبض عشقاً، فبات عليه أن يواصل البحث عن امرأة بلا وجود!

ويكمل: "هكذا، ربط "القدر" قلب رشدي بأرض مصر، وبينما أصبح حلم السفر إلى هوليوود قريباً بعد الخطابات والدعوات التي تلقاها من النجم العالمي "روبرت تايلور" والنجمة "إليانور باركر" وجد "رشدي" نفلسه في مواجهة جديدة مع خطاه المرسومة، وفي اللحظة التي حزم فيها حقائبه استعداداً للتحليق، وصل إليه "أوردر" عمل من المخرج السينمائي كمال الشيخ يطلبه للاشتراك في فيلمه الجديد "مؤامرة" بطولة مديحة يسري، ودون أن يفكر توجه إلى شركة الإنتاج ليجد "الشيخ" في انتظاره، وبعد حديث ودي أكد فيه المخرج المعروف إعجابه الشديد به وتنبأ له بمستقبل رائع في السينما، حضر المساعد ومعه العقد ووقعه "الممثل الشاب" سريعاً، ثم انصرف.

ويتابع: "عاد إلى منزله وفي ذهنه ألف سؤال وبين ضلوعه ألم حبيس، فالدور الجديد "ثانوي" وخجله في مواجهة المخرج كمال الشيخ منعه من الرفض، وحلم السفر إلى "هوليوود" يتبدد بسبب فيلم لا يقدم ولا يؤخر، فكيف تستقيم "المعادلة" سأل "والدته" بحيرة فنصحته بالبقاء في القاهرة، فاستجاب وأرسل خطاباً إلى "روبرت تايلور" و"إليانور باركر" يخبرهما فيه أنه وقع عقد فيلم جديد مما سيحول دون سفره وأنه اضطر إلى تأجيل رحلته إلى وقت لاحق، وبعد عدة أيام بدأ تصوير فيلم "مؤامرة".