رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عالم أزهرى: شيوخ الصوفية القدامى اهتموا بالأخلاق أولًا

د.محمد إبراهيم العشماوى
د.محمد إبراهيم العشماوى

قال الدكتور محمد إبراهيم العشماوى، أستاذ الحديث وعلوم بجامعة الأزهر، إن شيوخ التصوف القدامى، كانوا يلتزمون بالكتاب والسنة، حيث لم يكن شيوخنا الأكابر من أولياء الله تعالى وشيوخ الطريق رضي الله عنهم يهتمُّون إلا بالأخذ بأيدي الناس في طريق الله، وتحقيقهم بذلك، ولم يهتمُّوا قط بمراسم التصوف ومظاهره، فلم يسجلوا لأنفسهم طريقة رسمية، بل كانوا يفرون من ذلك، واهتموا بالأخلاق . 

وتابع «العشماوى» قائلا: شيوخ التصوف القدامى، ولم يأخذوا العهود على الناس؛ ليكاثروا ويفاخروا بعدد الأتباع والمريدين، ولم يفرضوا على الناس إتاوات على سبيل العادة، بل كانوا يعطون ولا يأخذون، واختاروا أن يكونوا من أهل اليد العليا لا اليد السفلى، ولم يتكبروا على أحد بكونهم أشرافا أو شيوخًا أو أبناء شيوخ، ولم يحولوا طريق الله إلى مغنم ومأثم، ولم يقربوا الأغنياء والوجهاء على حساب الفقراء والبسطاء، بل كان الجميع عندهم سواء، لأن مقصودهم الله، لا أحد سواه، وكان المقدم عندهم أهل العلم والفضل، لا أهل الرعونة والجهل.

وأضاف " العشماوى" أن بعض شيوخ التصوف القدامى نفع الله بهم عباده، وجمع القلوب حولهم، وهدى بهم خلقا كثيرا، ورفع ذكرهم حتى كانوا أجلَّ من الملوك جلالة، وأعز سلطانًا، وأفخم مظهرًا، واليوم خلف من بعدهم خَلْفٌ، غيروا وبدلوا، فتركوا ميراث الآباء الحقيقي من العلم والعمل والحال، واهتموا بالمراسم والمغانم، يأخذون عرَض هذا الأدنى، ويقولون سيُغفر لنا، فانتهى الحال إلى ما قال شيخ شيوخنا الشيخ سلامة العزّامي، ونقله عنه شيخنا الخطيب في مقدمة (شرح الحِكَم ): "كان التصوف حالًا، فصار مقالًا، وكان احتسابًا، فصار اكتسابًا، وكان تجريدًا، فصار ثريدًا، وكان سِقَمًا، فصار لُقَمًا، وكان عمارة للصدور، فصار عمارة للقدور، وكان اتباعًا للسلف، فصار اتباعًا للعَلَف.. إلى آخر ما قال، وهو كلام نفيس لا يخرج إلا من أهل التحقيق، ثم قال ما حاصله: إنهم أخلدوا إلى التراب. 

وتابع "العشماوى": أن هناك بعض الشيوخ قنعوا بالألقاب، كشيخ الطريقة، وشيخ السجادة، وقد أفتى كثير من المحققين بأن هؤلاء قطاع الطريق على عباد الله، وأن أخذهم البيعة حرام وباطل.