رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضحايا زكى رستم: صفع ماجدة وأفقدها الوعى فى تصوير «أين عمرى»

زكى رستم
زكى رستم

تميز الفنان الراحل زكى رستم بقدرته الفائقة على الاندماج فى الشخصية التى يجسدها، وهذا بشهادة مكتشفه، الفنان الراحل يوسف وهبى، الذى قال عنه: «إنه مؤسس مدرسة الاندماج»، ورغم مميزات هذه الموهبة فإنها كانت لها عيوب أيضًا، مثل «صفع ماجدة الصباحى».

بعدما حصل «رستم» على البكالوريا، قرر الالتحاق بكلية الحقوق، وأجبرته وفاة أبيه محرم بك رستم، على البحث عن عمل بعدما طاردت الديون عائلته.

كان يحب ممارسة رياضتى رفع الأثقال والمصارعة، وذات يوم أخبره زميله فى النادى بأن الفنان يوسف وهبى كان يتدرب على المصارعة فى جمعية «أنصار القوة»، قبل أن يصبح ممثلًا وصاحب فرقة مسرحية، حسبما تؤكد راوية راشد فى كتاب «يوسف وهبى: سنوات المجد والدموع».

توجه «رستم» وصديقه للمسرح لمقابلة يوسف وهبى، واقتنع الفنان الكبير بموهبة الشاب، وكلفه بتجسيد شخصية «القيصر» فى مسرحية «راسبوتين»، بعدما لاحظ إتقانه اللغة العربية ودرايته الكبيرة باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وقال يوسف وهبى: «يعيش رستم الشخصية التى يؤديها متغافلًا عن الواقع الذى يعيش فيه».

وحكت الفنانة ماجدة الصباحى، فى مذكراتها، أن زكى رستم كان يندمج فى تجسيد الأدوار بشدة، سواء خارج التصوير أو داخله.

وحدث أثناء تصوير فيلم «أين عمرى»، الذى كانت تجسد فيه شخصية زوجته وهو يغار عليها بشدة، حسب الأحداث، أن رآها تتناول طعامها مع الفنان يحيى شاهين، فنظر لها بغضب، وسألها: «واقفة كده ليه؟».

ابتسمت ماجدة متعجبة من سؤاله، فأخبرها المخرج أحمد ضياء الدين بأن «رستم» يتقمص الشخصية خلال التصوير وخارجه، فتحدثت معه ماجدة بلطف، وقالت له إنها زوجته داخل الفيلم فقط وليس خارجه.

وظل الفنان زكى رستم طوال مدة تصوير الفيلم يعاملها كأنها زوجته، كلما رآها تقف مع شخص ينظر لها نظرة حادة، وتقول: «بدأت أخاف منه».

وتكرر الأمر فى أحد مشاهد الفيلم، الذى يطالب فيه زكى رستم الفنان يحيى شاهين بأن يبتعد عنها وإلا سيقتله، وعندما ترفض يصفعها على وجهها، فاختلط عليه الأمر، وصفعها صفعة قوية للغاية: «لم يعطنى مثلها فى حياتى إلا شقيقى مصطفى الصباحى».

فقدت ماجدة الوعى عندما شاهدت دمها ينزف، وعندما استردت وعيها وجدت زكى رستم يبكى: «سامحينى يا بنتى، أنا عنيف، أنا وحش».

تورم وجه ماجدة وتوقف التصوير لمدة يوم، وفى أثناء وجودها فى منزلها هاتفها زكى رستم وهو يبكى: «سامحينى يا بنتى، أنا لا أعى تصرفاتى، وأندمج فى الشخصية ولا أستطيع الانفصال عنها».

طلبت «ماجدة» من «رستم» الترفق بها حتى ينتهى تصوير الفيلم، وقالت له: «سامحتك وأقدر موقفك، لكن برفق حتى لا أموت قبل أن ينتهى الفيلم».