رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصبي: دستور 2014 لفت الأنظار إلى القضیة السكانیة وربطھا بالتنمیة المستدامة

الدكتور عبد الهادى
الدكتور عبد الهادى القصبى

أعلن  الدكتور عبد الهادى القصبيي،  رئيس منتدى البرلمانيين العرب للسكان والتنمية، عن افتتاح أعمالَ المنتدى من داخلِ مجلسِ النوابِ المصري العریق، والذي تأسس عام 1866، مؤكدا أنه في حقبةِ التنمیةِ المستدامةِ وأجندتِھا الأممیة 2030 یتضاعف الاھتمامُ مجددًا بالقضیةِ السكانیةِ في ظلِ توقعاتٍ  عالمیةٍ وعربیةٍ ومحلیة.

ورحب القصبي، فى بداية كلمته بالمستشار الدكتور رئیسَ مجلسِ النوابِ المصري حنفي جبالي، وبكلا من الدكتورة ھالة السعید وزیر التخطیط والتنمیة الاقتصادیة، والدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي وبنوابُ البرلماناتِ المصریةِ والعربیةِ والآسیویةِ والأفریقیةِ و ممثلو صندوقِ الأممِ المتحدةِ للسكان و صندوقِ الیابان الائتماني و الاتحادِ الدولي لتنظیمِ الأسرة فى الاجتماعِ السنوي لمنتدى البرلمانیین العرب للسكانِ.

وقال، إن التنمیة باعتباره الإطارَ الدولي الرسمي للجانِ البرلمانیة المعنیةِ بشئونِ السكانِ والتنمیة، والذى ینعقدُ ھذا العامِ في بلدِ الأمنِ والأمان مصر "مصر ھبة النیل".

وأضاف أن قضایا التنمیةِ والسكانِ تطرحُ نفسَھا بقوةٍ على أجندةِ الاھتمامات على الصعیدِ العالمي والإقلیمي والدولي والمحلى وھو الأمرُ الذى دعى الأممَ المتحدةَ إلى تأسیسِ وكالةٍ دولیةٍ متخصصةٍ للتعاملِ مع تلك القضیةِ وتداعیتِھا، متمثلةً في "صندوقِ الأممِ المتحدة" الذى تأسس عام 1969 ،وھو الصندوقُ الذى یلعبُ دورًا مھمًا في تحقیقِ أھدافِ التنمیةِ المستدامةِ العالمیة 2030، وخاصةً تلك الأھدافَ المعنیةَ بالسكانِ بصورةٍ مباشرةٍ كالصحةِ والتعلیمِ والمساواةِ وغیرِھا.

وابع، أن عالمیاً هناك توقعاتٌ بارتفاعٍ مستمرٍ في عددِ سكانِ العالمِ لیقفزَ من 7.7 ملیار نسمة في المرحلةِ الراھنة إلى 5.8 ملیار نسمة في عام 2030 ثم 7.9 ملیار نسمة عام 2050 لیصلَ إلى 2.11 ملیار نسمةٍ عام 2100، موضحا أنه یتضاعفُ أیضًا الاھتمامُ بقضایا النموِ السكاني المتصاعدِ عالمیًا، بعد أن عصفت جائحةُ كورونا COVID19 بالمكاسبِ التى تحققت فى مجالِ القضاءِ على الفقرِ والقضاءِ التامِ على الجوع حیث عاد 140 ملیونَ نسمةٍ إلى براثنِ الفقرِ من جدیدٍ وخاصة فى الدولِ النامیة، وعاد 800 ملیونِ شخصٍ في العالمِ للمعاناةِ من الجوع، وبطبیعةِ الحال ظھرت انعكاساتٌ سالبةٌ على الفئاتِ المھمشةِ ونظمِ الأمنِ الغذائي وتدھورِ الخدماتِ الصحیةِ والتعلیمیة على وجھِ الخصوص.

وأستطرد، أنه على المستويين العربي والأفریقي، فإن القضیةَ تطرحُ نفسَھا فى أشكالٍ وإشكالیاتٍ عدیدة، فقد ارتفع عددُ سكانِ الوطنِ العربي من 355 ملیونَ نسمة عام 2010 إلى ما یزید على 437 ملیونَ نسمة عام 2021 ویُتوقع أن یصل إلى 520 ملیون عام 2030، وتواجھ الدولُ العربیةُ والافریقیةُ ذاتَ التحدیاتِ العالمیة، بالإضافةِ إلى عدمِ الاستقرارِ والصراعاتِ الداخلیةِ وحالاتِ النزوحِ القسري والتھجیرِ الاجباري واللاجئین والھجرةِ غیرِ الشرعیة، ومع جائحةِ كورونا تراجعت الخدماتُ واتضحت ھشاشةُ نظمِ الأمانِ الاجتماعي والحمایةِ الاجتماعیة وتفاقمت مشكلاتُ الفقرِ والبطالة.

وقال: “أما على مستوى مصر فإن الدستورَ المصريَ 2014 قد لفت الأنظارَ بقوةٍ إلى أھمیةِ القضیةِ السكانیةِ وربطھا بالتنمیةِ المستدامةِ في مادتِھ رقم (41 (التي ألزمت الدولةَ بوضعِ برنامجٍ سكاني یھدفُ إلى تحقیق التوازنِ بین النموِ السكاني والمواردِ المتاحة ویكتسبُ التحدي السكاني في مصرَ أبعادًا ضاغطةً على التنمیةِ السكانیة في ظل معدلاتِ نمو سكاني تتصاعد وتفوق المعدلاتِ العالمیة حیث ارتفع عددُ السكانِ من 13 ملیون نسمة عام 1920 إلى 7.32 ملیون نسمة عام 1970 لیقفز الى 103 ملايین نسمة في فبرایر عام 2022، وھو ما یعني تحدیًا لتوفیر الخدماتِ التعلیمیةِ والصحیةِ والإنسانیةِ والاجتماعیة ویكفي أن نشیرَ إلى أن حصةَ المیاه التي كانت تصلُ مصرَ عام 1920، في ظل تعداد سكاني 13 ملیون نسمة، ھي ذاتُھا حصةُ مصر بعد أن تضاعف عددُ السكان عشرةَ أضعاف، وھو ما یعني فقرًا مائیًا محققا وقد تحملت الدولةُ المصریةُ أعباءً جساما واتخذت إجراءاتٍ عدیدة كان آخرُھا أولَ أمس عندما أطلق الرئیس عبد الفتاح السیسي رئیسُ جمھوریة مصر العربیة، المشروعَ القوميَ للأسرةِ المصریةِ بھدفِ الارتقاءِ بجودة حیاةِ المواطن”.

واختتم القصبي، باأن القضیةَ السكانیةَ بأبعادِھا المختلفةِ، أصبحت تشكل خطرًا داھمًا على معظمِ شعوبِ العالم، مما یتطلبُ تضافرَ الجھودِ الحكومیةِ وغیرِ الحكومیةِ في مختلفِ دولِنا على وجھ السرعة، فالأمر أصبح جادا وخطیرا، وقد یمثلُ ھذا الملتقى الكریمُ، فرصةً واعدةً لطرحِ مساھماتٍ برلمانیةٍ متمیزةٍ لدعمِ المخططین وواضعي السیاسات، واقتراحِ بدائلَ ومداخلَ ابتكاریةٍ غیرِ تقلیدیةٍ لتوظیفِ المكونِ السكانى والقوةِ البشریة، لدعمِ أھدافِ التنمیةِ المستدامةِ سعیاً لتحقیقِ رخاء الحیاةِ لشعوبِنا جمیعاً.