رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«نيويورك تايمز»: النزاع الروسى-الأوكرانى يهز سلسلة الإمداد العالمية

الغزو الروسى لأوكرانيا
الغزو الروسى لأوكرانيا

هزت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا سلسلة الإمداد العالمية، التي مازالت لم تتعاف من التأثيرات السلبية لجائحة فيروس كورونا المستجد، ما أضاف إلى التكاليف المرتفعة وتسبب في تأخير الشحنات بجانب تحديات أخرى تواجهها الشركات التي تحاول نقل البضائع حول العالم.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، أن النزاع المسلح في أوكرانيا تسبب بالفعل في إلغاء أو تغيير مسار بعض الرحلات الجوية، ما يضع ضغوطا على قدرة نقل البضائع كما يزيد من المخاوف حول المزيد من الاضطرابات في سلسلة الإمداد، ما من شأنه تهديد الإمداد العالمي من منتجات مثل البلاتينيوم والألومنيوم وزيت عباد الشمس والصلب وإغلاق المصانع في أوروبا وأوكرانيا وروسيا، كما أن النزاع رفع أسعار الطاقة لتزداد على إثره تكاليف الشحن.

وأدى الصراع أيضًا إلى اندلاع صراع بين الشركات العالمية بينما تقطع تجارتها مع روسيا امتثالا لأوسع عقوبات اقتصادية تم فرضها على قوة اقتصادية كبرى منذ نهاية الحرب الباردة.

وتأتي التحديات الجديدة للتجارة العالمية بعد أكثر من عامين من الاضطرابات والتأخيرات والأسعار المرتفعة أمام الشركات التي تستخدم سلاسل التوريد العالمية لنقل المنتجات حول العالم، ورغم أن العواقب الاقتصادية للنزاع المسلح والعقوبات الشاملة ضد روسيا لم تتضح بعد، فإن العديد من القطاعات تستعد لتفاقم الوضع السيئ بالفعل.

ولفتت الصحيفة إلى أن الشركات ذات سلاسل الإمداد المُعقدة، مثل صناع السيارات، بدأوا يتأثرون بالعواقب، مشيرة إلى شركة "فولكس فاجن" الألمانية التي أعلنت تعليق عمليات الإنتاج في مصنعها الرئيسي للسيارات الكهربائية، كما أعلنت اليوم الثلاثاء أنها قد تُجبر أيضا على وقف الإنتاج في عدة مصانع أخرى بينها المصنع الرئيسي في مدينة وولفزبرج الألمانية خلال الأسابيع المقبلة بسبب العجز في قطع الغيار.

وأوضحت الصحيفة أن صناع السيارات قد يواجهون أيضا عجز في عدد من المواد الخام الهامة للغاية في صناعاتهم؛ نظرا لأن أوكرانيا وروسيا من أكبر المصادر في العالم للبلاديوم والبلاتينيوم وكذلك الألومنيوم والصلب والكروم.

ويواجه صناع أشباه الموصلات أيضا قلقا مماثلا حيث يراقبون المخزون العالمي من مواد النيون والزينون والبلاديوم الضرورية لصناعاتهم، وكذلك الوضع لمصنعي رقائق البطاطس ومستحضرات التجميل الذين قد يواجهون عجز في زيت عباد الشمس، والذي يتم إنتاج كميات هائلة منه في روسيا وأوكرانيا.

ويمتد تأثير النزاع اقتصاديا إلى بعض الصناعات الأخرى من خلال العراقيل التي تواجه شبكات الطيران التي تستخدمها الشركات لنقل البضائع على مستوى العالم، وكذلك توقف كل موانئ الشحن في البحر الأسود عن العمل، ما تسبب في وقف عشرات من سفن الشحن.

وأشارت الصحيفة إلى أن التأثيرات الفورية ستكون بسبب عراقيل الطيران بين آسيا وأوروبا، حيث يتعين على الطائرات الآن الالتفاف حول المجال الجوي الروسي، بعد حظر الرحلات الجوية بين روسيا والعديد من دول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، وهو ما تسبب بالفعل في إبطاء مسارات الشحن الجوي التجاري.