رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تُحيي ذكرى القديس ألبينو

ذكري القديس ألبينو
ذكري القديس ألبينو من أنجيه الأسقف

تحيي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الثلاثاء، ذكرى القديس ألبينو من أنجيه الأسقف. 

وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولد القديس ألبينو فى عام 470م في مدينة موناكو بفرنسا، من والدين غنيين وشريفي النسب. أظهر منذ صغره ما سيحصل عليه يوماً لأنه كان يتجنب اللذات والأباطيل الزائلة ويتمسك بما يقوده على سبيل التقوى والفضيلة فكان يحتمل سباً وتعييراً من رفاقه وهو فرحان بذلك. 

وتابع: وكان يداوم الترداد إلى الكنائس ويصلى بلا انقطاع وينطلق إلى الأماكن المنفردة ويتأمل هناك في الأشياء السماوية. وإذ رأى نفسه غير قادر أن يكرس ذاته بجملتها لله وهو في العالم. 

وواصل: وترك والديه وترهب في دير واخذ يسير سيرة تقشف مع الصوم والسهر بالصلاة وكان اشد تواضعاً من جميع الرهبان، ولما بلغ من العمر الخمس والثلاثين عين رئيساً في ذلك الدير. وأخذ بتدبير الرهبان بحكمة عظيمة وحلم لا مثيل له. وبعدما قضى في هذه الخدمة خمساً وعشرين سنة ما أراد الله أن يترك هذا السراج العظيم مخفياً تحت المكيال. فحرك اكليروس مدينة انجيه والعامة الذين كانوا محتاجين إلى راع صالح، فعين ألبينو اسقفاً عام 529م. 

وأكمل: وأخضع عنقه لهذا الحمل الثقيل وشرع إذ ذاك يظهر جزيل النعم التي كانت مخفية في نفسه مذ صغره. فكان منعكفاً على الوعظ وإرشاد المؤمنين ومكثراً من زيارة المرضى والفقراء والأرامل واليتامى والمسجونين باذلاً كل الوسع في مساعدتهم. وحارب بقوة ضد زيجات المحارم المتكررة في العائلات الكبيرة. وإذ سمع ذات يوم ان امراة تدعى إيثيري حبست بأمر الملك على أنها كانت مديونة لأحد الاشخاص ووضعت بين ايادي جنود فاسقين قام مسرعاً وانطلق على السجن واخرجها بشجاعة فقاومه أحد الجنود واخذ يشتمه. فنفخ ألبينو بوجهه فسقط حالاً ميتاً واخرج المرأة وساعدها في سداد ديونها، وصنع معجزات أخرى كثيرة منها ابرأ بإشارة الصليب رجلاً يده يابسة واقام صبياً من الموت ورد البصر لخمسة عميان. وذات يوم استعان به أناس كانوا محبوسين في برج انجيه.

واستطرد: فانطلق يعتذر إلى القاضي عنهم طالباً أن يعتقهم فأبى القاضي وقال له صلى إلى الله لعله ينجيهم. فانصرف القديس من عنده وأخذ يصلى من أجلهم سائلاً من الله نجاتهم من السجن، ولما كان الليل سقط حجر كبير وهدم جانباً من السجن فخرجوا كلهم وجاؤا شاكرين للقديس ألبينو وأوعدوه بأنهم لا يعودون بعد الى الذنوب.

وأضاف: وفك يوماً امراة كان قد اعتراها الروح الشرير. ويماً أخر مات أحد خدامه ولم يكن هو حاضراً. فعلم بموته واراد أن يحضر دفنته. فلما جاؤا ليدفنوه لم يستطيعوا ان يحركوا جسده إلى أن جاء ألبينو وحينئذ حملوه ودفنوه. ولسمو فضائله وكراماته كان جميع أهالي فرنسا يكرمونه ويحترمونه وجمع مجمعاً وفيه استأصل رذائل عديدة من المسيحيين ورسم بعض رسومات راجعة إلى مجد الله وخلاص النفوس. ولما صار عمره ثمانين سنة رقد في الرب يوم 1 مارس عام 550م. ودفن جسده باحتفال عظيم في كنيسة القديس موريسيوس. 

واختتم: وبعد ذلك نقل من قبره ودفن في كنيسة شيدت على اسمه، وهو موجود الأن هناك وقد بنى على اسمه كنائس أخرى عديدة في فرنسا، وكان موته في منتصف القرن السادس الميلادي.