مدينة اللهب: ما الأهمية الاستراتيجية لـ«خاركيف» في الحرب الروسية ـ الأوكرانية؟
بينما بدت العملية العسكرية الروسية في إقليم دونباس الشرقي في أوكرانيا، لكن بعد يوم من الحرب، احتدمت المواجهة بين كييف وموسكو، لتصل إلى 3 مدن أوكرانية أخرى هى خاركيف في الشمال الشرقي وأوديسا (ثاني أكبر مدن سكانياً وتقع بالجنوب الغربي) وخيرسون في الجنوب (قرب شبه جزيرة القرم).
ومساء السبت، تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيشين الأوكراني والروسي في خاركيف، وهى إحدى المدن التي لها أهمية خاصة لدى الطرفين، وسبق أن حذر مسؤولون غربيون من أن سوف تتعرض لهجوم روسي، وخلال السطور التالية سنتعرف على خاركيف.
الطبيعة الديموغرافية لـ"خاركيف"؟
وخاركيف (Kharkiv) المعروفة أيضًا، باسم خاركوف ثاني أكبر مدينة وبلدية في أوكرانيا من حيث السكان، وتقع في الشمال الشرقي من البلاد على بُعد 25 ميلاً من الحدود مع روسيا، وآخر تعداد سكاني لها 1433886 (تقديرات عام 2021).
ووفقاً لإحصاءات 2001 كان 62.8% من سكان المدينة من الأوكرانيين ونحو 32% من الروس، (أوكرانيون من أصل روسي)، لكن يعتقد أن نحو 48% من سكان المدينة يتحدثون اللغة الروسية بالنظر إلى أن كثير من الأوكرانيين يتحدثون الروسية.
وخاركيف هى مدينة استراتيجية عند التقاء ثلاثة أنهار، وكانت ساحة لبعض أكثر المعارك المروعة في الحرب العالمية الثانية بين ألمانيا النازية والاتحاد السوفييتي.
أهمية خاركيف الاستراتيجية
خاركيف لديها أهمية استراتيجية كبرى، حيث تلعب الصناعة دوراً مهماً في اقتصاد خاركيف، وهي متخصصة في المقام الأول في الآلات والإلكترونيات، حيث إن هناك المئات من المنشآت الصناعية في جميع أنحاء المدينة.
كما أن المدينة الأوكرانية تعد معقل للصناعات العسكرية الأوكرانية، بما في ذلك الدبابات والعربات المدرعة، بما في ذلك Morozov Design Bureau وMalyshev Tank Factory (رواد إنتاج الدبابات في العالم من الثلاثينيات إلى الثمانينيات)، وشركة خرترون المتخصصة في صناعات (الفضاء، ومحطات الطاقة النووية، وإلكترونيات الأتمتة)، وشركة Turboatom (متخصصة في صناعة توربينات محطات الطاقة المائية والحرارية والنووية)، وأنتونوف (مصنع الطائرات العملاقة متعدد الأغراض).
تأسست خاركيف في 1654 كحصن وبعد هذه البدايات المتواضعة، نمت لتصبح مركزاً رئيسياً للصناعة والتجارة والثقافة الأوكرانية في الإمبراطورية الروسية.
أهميتها بالنسبة لروسيا
كانت خاركيف أول عاصمة للجمهورية الاشتراكية السوفييتية الأوكرانية من ديسمبر 1919 إلى يناير 1934، وبعد ذلك انتقلت العاصمة إلى كييف.
أثرت الاضطرابات الموالية لروسيا في أوكرانيا 2014 على مدينة خاركيف التي وقعت إثر عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش من قِبَل المعارضة الموالية للغرب.
