رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اقتصادي: أوروبا الخاسر الأكبر من عقوبات روسيا.. واحتياطي القمح بمصر يكفي 4 أشهر

الدكتور عبد المنعم
الدكتور عبد المنعم السيد

قال الدكتور عبد المنعم السيد مدير مكتب القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية والمحلل الاقتصادي، إن العالم يشهد تداعيات كبيرة نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية، وقد تكون أوروبا الخاسر الأكبر من استمرار التوترات وفي حال لجوء الدول الأوروبية لفرض عقوبات على روسيا فإن اقتصادها سيكون معرضاً للانهيار، حيث تعتمد أوروبا في تلبية احتياجاتهم من الغاز على 38% من الواردات من روسيا ونحو 30% من احتياجاتها من النفط الخام وتعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط والغاز الطبيعي سويا في العالم. 

وقال «عبد المنعم» في تصريح لـ«الدستور» إنه حال تعطل الإمدادات وصعوبة توافر البدائل بشكل سريع فإن دول القارة الأوروبية قد تغرق في الظلام وتتضاعف فيها معدلات التضخم بالإضافة إلى تعطل النشاط الصناعي، موضحاً أن ارتفاع أسعار الغاز والنفط، وستكبد الدول الصناعية الكبرى خسائر فادحة، إذ سترتفع تكلفة منتجاتها بما يهدد وجودها في سوق المنافسة العالمي أمام الصين واليابان.

وأشار مدير مكتب القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إلى أن الاستثمارات الأوروبية في روسيا ستكون معرضة للخطر أيضا حيث تصل حجم الاستثمارات إلى 136 مليار يورو، كما أن حاملي السندات السيادية لأوكرانيا من أوروبا قد يتعرضوا لمخاطر عدم السداد في ظل ارتفاع معدل المخاطرة ويصل حجم السندات السيادية الأوكرانية إلى 23 مليار دولار.

تأثير الحرب على سوق الغاز 

وأضاف المحلل الاقتصادي أن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على سوق الغاز العالمي، ضمان السيطرة على الإمدادات العالمية منه وتقليص النفوذ الروسي في أوروبا وتوفير البدائل له من خلالها أو من خلال دول شرق المتوسط.

وأوضح أن واشنطن تسعى لتحرير أوروبا من الغاز الروسي وتعطيل تشغيل خط أنابيب «نورد ستريم 2» ومشروع «نورد ستريم» الذي سينقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا وبعض الدول الأوروبية الأخرى عبر بحر البلطيق، تم الانتهاء منه منذ أسابيع وبلغت تكلفته 11 مليار دولار وكان ينتظر القرار بشأن التشغيل إلا أن الحكومة الألمانية اتخذت قرارا بتعليق مشروع «نورد ستريم 2» ردا على الاعتراف الروسي بدونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين.

تأثير الحرب على إنتاج القمح 

وأردف أن الولايات المتحدة تعمل على زيادة صادراتها إلى أوروبا من الغاز الطبيعي والأزمة ليست فقط في الغاز والبترول من الصادر من روسيا لكنها ممتدة إلى القمح في روسيا وأوكرانيا أكبر منتجي القمح عالميا، حيث يزيد إنتاج روسيا عن 29 % من قمح العالم. 

ونوه إلى أن أمريكا والدول الأوروبية وكندا واستراليا واليابان فرضوا عقوبات على روسيا (حظر كامل بحق مؤسسة VEB) وبنكها العسكري، وطبقوا عقوبات شاملة على الدين السيادي الروسي.

وتابع: «امتدت العقوبات لتطول أشخاص وشركات وبنوك روسية ووقف التعامل على السندات السيادية الروسية في حين لم تقم الصين بفرض أي عقوبات على روسيا وقد يكون هناك مزيد من التعاون الروسي الصيني وتجد روسيا مخرج لأزمتها الاقتصادية من خلال الصين وبعض حلفائها، وبلاشك فإن الأزمة الروسية الأوكرانية لها تأثيرها علي زيادة أسعار الطاقة وزيادة معدلات التضخم في العالم كله بصفة عامة ودول أوروبا بصفة خاصة، حيث تجاوزت معدلات التضخم في أوروبا %5,5».

وأكد الدكتور عبد المنعم السيد أن مصر من أكبر الدول المستوردة عالميا للقمح، حيث أنها تستورد ٤٥% من احتياجاتها السنوية وبالتالي لاشك أن هذه الأزمة ستؤثر على مصر، إلا أن الاحتياطي الاستراتيجي المتوفر يغطي من ٣ لـ٤ شهور، كما أن الحصاد في مصر سيكون خلال شهرأبريل، وبالتالي سيكون لدينا توفير للاحتياجات حتى سبتمبر.