رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عصر المساواة».. مستفيدو دمج ذوى الهِمم: «شكرًا للرئيس الأب»

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

٦ سنوات مضت على إطلاق المبادرة الرئاسية لدعم ودمج وتمكين ذوى الهمم، التى بذلت خلالها أجهزة ومؤسسات الدولة جهودًا كثيرة لتوفير التأهيل اللازم لهذه الفئة، وإتاحة الخدمات التعليمية والصحية وفرص العمل لهم، بشكل ميسر يضمن العدالة وتكافؤ الفرص فى التمتع بكل الحقوق، كغيرهم من سائر أفراد المجتمع.

فتحت شعار: «دمج- تمكين- مشاركة»، أطلقت القيادة السياسية، فى مايو ٢٠١٦، مبادرة «دمج»، بهدف إنهاء كل أشكال التمييز ضد ذوى الهمم بمختلف أنواعها ودرجاتها، من خلال تحقيق الدمج الكامل مع أبناء المجتمع من الأصحاء، فى مختلف نواحى الحياة.

«الدستور» التقت مستفيدين بهذه المبادرة، إلى جانب مسئولة إحدى أهم المؤسسات المشاركة فيها، للتعرف على ما تتضمنه من أنشطة، وتأثيرها على ذوى الاحتياجات الخاصة، وغيرها من التفاصيل فى السطور التالية.

كريم أحمد: الدعم غير المسبوق حقق حلمى بالوقوف على المسرح

منذ نعومة أظافره، حلم كريم أحمد مصطفى، البالغ ٣٣ عامًا، ومصاب بـ«متلازمة داون»، بأن يكون فردًا فاعلًا فى المجتمع، وأن يحصل على شهادة جامعية ويعمل فى وظيفة مستقرة، ويمارس هوايته المفضلة بالوقوف على خشبة المسرح أمام الجمهور، فضلًا عن مشاركة أعماله اليدوية فى معارض دولية. وتحول حلم «كريم» إلى حقيقة، بعدما انضم للاستفادة من مبادرات الدولة لدمج ذوى الهمم، فى وقت مبكر من عمره، حينما التحق بمؤسسة «أولادنا»، التى أعادت اكتشاف مواهبه مع زملائه من ذوى الهمم، وسلطت عليها الضوء فى العديد من المحافل المحلية والدولية.

وأوضح: «قبل سنوات، كنت أتمنى الوقوف على خشبة المسرح، والمشاركة بأعمالى اليدوية فى معارض دولية تضم جنسيات من مختلف دول العالم، والحلم تحقق الآن، بفضل الدعم غير المسبوق من الدولة، والتشجيع والدعم المستمر من (ماما سهير)، رئيسة مؤسسة (أولادنا)، إلى جانب المساندة من الأسرة بالطبع». ويشارك «كريم» حاليًا فى معرض إعادة التدوير والمنتجات الحرفية، المنعقد على هامش الأسبوع العربى للتنمية المستدامة، الذى تنظمه وزارة التخطيط، بالتعاون مع جامعة الدول العربية.

 كما شارك ضمن مجموعة من المواهب الشابة من ذوى الهمم، فى مسرحية «كنز الدنيا»، قبل أيام، التى يخرجها الفنان أشرف عبدالباقى، وأتاحت له فرصة طالما تمناها لاستعراض موهبته فى التمثيل. من جانبها، قالت إيمان الزهيرى، والدة «كريم»، إنها حرصت على الاهتمام بنجلها ودعمه فى مراحل التعليم المختلفة، ومساعدته على اكتشاف ما يتمتع به من مواهب، وتنميتها منذ الصغر، بمساعدة الجمعيات والمؤسسات الأهلية المعنية بدعم ذوى القدرات الخاصة. 

وأضافت: «واجهت فى البداية صعوبات تتعلق بتقبل المجتمع ظروف نجلى، لكنى أصررت على حصوله على كل حقوقه، وألحقته بإحدى مدارس التربية الخاصة، إلى جانب مدرسة (دى لاسال الفرير) لتعلم الأشغال اليدوية والحرفية». واختتمت حديثها بتوجيه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الإنسان والأب، على دعمه لأبنائه من ذوى الهِمم، متابعة: «أقول له: بنحبك يا ريس، وولادنا بيحبوك، لأنهم لمسوا صدق المشاعر والاهتمام الحقيقى الكبير بهم، لأول مرة فى تاريخ مصر».

آية تلتحق بـ«آداب حلوان».. وآلاء موهوبة فى السباحة

لم تمنع الإصابة بـ«صغر الرأس» الأختين آية وآلاء مجدى زكى، من تحقيق أحلامهما الدراسية والفنية، والتحقت الأولى بكلية الآداب قسم تاريخ، وتدرس الثانية فى الصف الثانى بالمرحلة الثانوية. 

وتدير الشقيقتان حاليًا ركنًا فى أحد معارض وزارة التخطيط، تعرضان فيه مشغولاتهما اليدوية من المنتجات المعاد تدويرها. 

وقالت أمل فؤاد، والدة «آية» و«آلاء» إن صغر حجم الرأس من الإعاقات شديدة الصعوبة، ولا تنال القدر المطلوب من الاهتمام، رغم حاجة أصحابها الشديدة للدعم، وهو ما اضطرها إلى إلحاق البنتين بمدرسة دمج خاصة وليست حكومية.

 وأضافت أنه مؤخرًا مع تزايد اهتمام الدولة بتوجيهات من الرئيس السيسى بدمج ودعم ذوى القدرات الخاصة، التحقت «آية» بجامعة حلوان، وحظيت باهتمام كبير من جانب إدارة الجامعة، التى خصصت مركز تميز لذوى القدرات الخاصة، وسط دعم ومساندة من طاقم هيئة التدريس.

وأشارت إلى أن نجلتيها بدأتا مبكرًا تنمية مواهبهما وقدراتهما فنيًا ورياضيًا، لتنشيط وتحسين نفسيتهما، خاصة «آلاء»، التى كانت انطوائية بعض الشىء، لا تختلط ولا تتحدث إلى غرباء، بسبب القلق والخوف من الرفض. لكن بمجرد فوزها بأول ميدالية فى رياضة السباحة، أصبحت «آلاء» أكثر إقبالًا على الحياة، وتتعامل بثقة مع الناس.

مؤسسة «أولادنا»: نتعاون مع 6 وزارات

أوضحت سهير عبدالقادر، رئيس مؤسسة «أولادنا» لذوى القدرات الخاصة، أن المؤسسة تعمل، منذ نشأتها، على تعزيز الدمج الفنى والمجتمعى لذوى القدرات الخاصة، بشكل فعال وإيجابى فى المجتمع.

وأضافت أن ذلك يتحقق عن طريق توفير الأنشطة والفعاليات التى تعمل على تنمية قدراتهم ومواهبهم، من خلال مجموعة من الأنشطة، التى تقام لمدة ٢٠ يومًا كل شهر، على مدار السنة.

وتابعت «سهير»: «فى نهاية العام، يُقام ملتقى دولى لفنون ذوى القدرات الخاصة، بهدف دمجهم، ليس فقط على المستوى المحلى، إنما أيضًا دمج مع أقرانهم من مختلف دول العالم، لتوسيع نطاق دوائر علاقاتهم الإنسانية»، لافتة إلى تعاون المؤسسة مع أكثر من ٦ وزارات لدعم جهودها فى تأهيل ودمج تلك الفئة من المجتمع.

مساعدة 3 آلاف مدرسة وتأهيل 200 مركز

تضمنت المبادرة الرئاسية لدعم ودمج وتمكين ذوى الهمم دعم ٣ آلاف مدرسة للتربية الخاصة والدمج، وتدريب ٣ آلاف معلم داخل تلك المدارس.

ودعمت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ٢٦ مدرسة من مدارس التربية الخاصة، وقدمت الدعم التكنولوجى الكامل لمدارس الصم وضعاف السمع، التى يبلغ عددها ١٩٩ مدرسة تخدم ١٥ ألف طالب وطالبة على مستوى الجمهورية. يضاف إلى ذلك تطوير وتحسين أساليب التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات داخل مدارس التربية الفكرية، وعددها ١٦٧ مدرسة و٢٢٧ فصلًا ملحقًا، لخدمة ٢٠ ألف طالب من ذوى الإعاقات الذهنية على مستوى الجمهورية.

وبالنسبة للطلبة ذوى الإعاقات البسيطة، أطلقت الدولة مشروع «مدارس الدمج»، ضمن المبادرة الرئاسية لدعم وتمكين متحدى الهمم، بهدف تحسين الفرص التعليمية للطلبة داخل مدارس التعليم العام، وتطوير أساليب التعليم باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل تلك المدارس.

ويساعد هذا المشروع فى دمج الطلاب ذوى الإعاقات البسيطة، ما يساعد على خلق فرص تعليمية متساوية، وتم التطبيق بالفعل فى ١٦٨ مدرسة كمرحلة أولى، تمهيدًا لتعميمها فى جميع محافظات الجمهورية.

وتتضمن المبادرة كذلك تأهيل ٢٠٠ مركز مجتمعى متكامل للدمج، وتحويل ٣٠٠ منشأة حكومية إلى منشأة عالية الإتاحة باستخدام التكنولوجيات المساعدة.

انتهاء أول مسح قومى شامل لحصر الأعداد.. مارس المقبل

يُجرى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أول مسح قومى لذوى الهمم فى مصر، منذ ٢٩ يناير الماضى، ولمدة شهرين، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بإعداد قاعدة بيانات شاملة، بهدف تدقيق حصر أعداد ذوى الهمم على مستوى الجمهورية. 

وتُجمع البيانات المتعلقة بالمسح بواسطة ٣٠٠ باحث ومراجع ومشرف، على عينة قوامها ١١١.٨ ألف أسرة ممثلة لجميع محافظات الجمهورية، باستخدام أجهزة الحاسبات اللوحية «التابلت». 

وتغطى استمارات المسح كل الجوانب المتعلقة بذوى الهمم، ما بين نوع الهمة، ودرجة الصعوبة، والأجهزة التعويضية المستخدمة، ودرجة الإتاحة البيئية، ونسبة التغطية بخدمات التعليم والصحة، وغيرها من البنود التى يستهدف المسح تغطيتها للوصول إلى قاعدة بيانات شاملة ودقيقة. 

ومن المقرر الانتهاء من أعمال المسح ميدانيًا، فى نهاية مارس المقبل، على أن تُعلن النتائج الأولية مطلع يوليو المقبل، والنتائج النهائية خلال سبتمبر على أقصى تقدير.

مليار جنيه لتنفيذ مشروعات التمكين خلال عامين

قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن تعامل الدولة مع قضية ذوى الاحتياجات الخاصة شهد تحولًا جذريًا، خلال السنوات الأخيرة، بعدما أولت اهتمامًا كبيرًا بتحقيق الحماية للفئات الأولى بالرعاية، باعتبارهم جزءًا رئيسيًا من محددات برامج وخطط التنمية.

وكشفت عن ضخ أكثر من مليار جنيه لتنفيذ عدد ضخم من المشروعات التنموية لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة، ودعم جهود الدولة لدمج وتمكين تلك الفئة من المواطنين، على مدار العامين الماليين الماضيين.