رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مأساة فريق تصوير «عذاب الحب».. ارتدوا النايلون أسفل ملابسهم وانفجار هز فندق إقامتهم

فاروق الفيشاوي ومديحة
فاروق الفيشاوي ومديحة كامل

تعاقد المنتج السينمائي والموزع اللبناني طنوس فرنجية مع مدير التصويرسعيد شيمي على تصوير فيلم "عذاب الحب" إخراج علي بدرخان، والفيلم غنائي استعراضي صور ما بين الإسكندرية ولبنان، وكان من بطولة عماد عبدالحليم ومديحة كامل، وكانت المرة الأولى التي يقف فيها فاروق الفيشاوي أمام كاميرات السينما.

يحكي سعيد شيمي عن الموقف في كتابه الصادر حديثًا عن دار الهالة تحت عنوان "حكايات مصور سينما.. الغريب والخفي أثناء عمل الأفلام" فيقول:" السفر والتصوير في لبنان كان مقلقًا وخاصة بعد أن قامت الحرب الأهلية هناك عام 1975، ولكن طنوس أكد لنا أن الأمور العامة تسمح بالتصوير، وبالفعل بدأنا لفيلم في الإسكندرية صيفًا بالملابس الصيفية للأبطال على الشاطئ، في جو من الغناء والاستعراضات، ثم تأخر السفر إلى لبنان لتكملة التصوير لأسباب عديدة، منها تصاريح لبنان نفسها، والقلاقل التي كانت تحدث بين الحين والآخر، لكننا سافرنا أخيرًا إلى هناك في شهر ديسمبر في عز الشتاء والبرد والثلج في الجبال.

يواصل شيمي: "مشاهد الفيلم كان من المفترض أنها متسلسلة، وتتم الأحداث في أوقات متقاربة- أي صيفًا- لكن التصوير في الجو شديد البرودة أتعب الممثلين وهم يرتدون الملابس الصيفية، ونحن نرتب لتظهر الصورة والشمس مشرقة والزمن صيفًا، ومع الأسف أصبح الممثلون يرتعشون من البرد، والتمثيل "باظ"، والحب طار في المشاهد، وبدلًا منه جاء البرد والإنفلونزا، توقفنا لأيام، ثم فكر أحدهم في شىء مجنون، أن نلف الممثلين بالنايلون تحت الملابس لمنعهم من البرد، وحدث وأكملنا التصوير في المناظر الخلابة في جبال لبنان بين أشجار الأرز والخضرة الشاحبة في الشتاء".

ويواصل:" كنا نقيم في فندق بحي راقٍ يسمى "الحمراء" في قلب بيروت، وفي ليلة ونحن نيام بعد تعب اليوم اهتزت أسرتنا، وسمعنا صوت انفجار شديد ومهول، جرينا للخروج من الفندق، لكن منعنا من الخروج حراسه، ففي خارج الفندق دارت معركة بالأسلحة الثقيلة بعد تفجير مقر حزب من أحزاب لبنان كان مقره قريبًا من الفندق".

ويستطرد: "اجتمعنا مع المنتج طنوس وطلبنا منه تسهيل السفر والإسراع فيه، ثم نكمل التصوير في الأقصر ونغير الأحداث، وقلنا له إنه من الممكن أن يفجر الفندق نفسه في اليوم التالي، لكن طنوس يحب بلده ويريد أن يتم تصوير الفيلم فيه، فأتى بصاحب الفندق وأفهمنا أننا في أمان، وما حدث لا شىء أمام ما حدث سابقًا". 

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب