رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جانتس" يقترح مساعدة إسرائيل للجيش اللبناني.. ما الأهداف؟

الجيش اللبناني
الجيش اللبناني

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس خلال الخطاب الذي ألقاه في الجلسة الختامية للمؤتمر السنوي الـ15 لمعهد دراسات الأمن القومي في 2 فبراير الماضي، أنه نقل في نهاية يناير بواسطة أطراف في اليونيفيل اقتراحاً بتقديم مساعدة إسرائيلية محددة للجيش اللبناني، الذي يعاني نقصاً في المواد الأساسية. 

أعلن "جانتس" أنه خلال العام الماضي اقترح أربع مرات مساعدة لبنان بسبب الخوف من تحوّل لبنان إلى "جزيرة من عدم الاستقرار"، وانطلاقاً من الإدراك بأن المواطنين اللبنانيين ليسوا أعداء إسرائيل.

مقترح “جانتس” لاقى كثيراً من الانتقادات، والتي نادت “جانتس” بضرورة اهتمامه بفقراء بلده أولاً، وهناك من رأى أن الوقت قد فات لإنقاذ لبنان.

أزمة لبنان والمنافسة الإقليمية

يعاني لبنان أزمة اقتصادية منذ أغسطس 2019، دفعت نحو 70% من السكان إلى حد الفقر، وأدت إلى انهيار قيمة الليرة اللبنانية بنحو 90%، ولم تنجح الإصلاحات التي قامت بها الحكومة اللبنانية من أجل إنعاش الاقتصاد اللبناني. 

في الأسابيع الأخيرة، ظهرت مداولات تم وصفها من قبل المراقبون بأنها "المنافسة على لبنان"، والتي تشكلت على ما يبدو بين إيران ووكلائها في المنطقة، وبين المعسكر المؤيد لأمريكا في الشرق الأوسط.

الأزمة اللبنانية وتداخل أطراف متعددة بهدف كبح جماح حزب الله، ليس مؤكداً أنه سيؤثرعلى النفوذ الإيراني وإلحاق الأذى بمكانة حزب الله في لبنان، فمعروفاً لدى كل الفاعلين قوة سيطرة حزب الله على المستوى العسكري، فضلاً عن تواجد الحزب في داخل المجتمع والاقتصاد اللبناني، وهو لاعب أساسي في السياسة الوطنية، ومن الصعب تفكيك كل هذا.

أهداف المُقترح

المقترح الإسرائيلي بمساعدة لبنان له هدف استراتيجي رئيسي وهو وجود لبنان مستقر ومزدهر وموالٍ للغرب، ومنع السيطرة الكاملة لحزب الله على الدولة، وتحويلها إلى جزء من المحور الشيعي بقيادة إيران في المنطقة.

الموقف الإسرائيلي يتفق مع الموقف الأمريكي الذي يرى ضرورة تعزيز قوة الجيش اللبناني كقوة وطنية لبنانية قادرة على مواجهة الأطراف المتطرفة، والمحافظة على الهدوء الداخلي، فيما تقدم الولايات المتحدة مساعدة كبيرة إلى الجيش اللبناني منذ سنة 2006 وصلت إلى حد 2.5 مليار دولار، بينها عدة مئات من ملايين الدولارات حوّلت في السنة الأخيرة شملت وسائل قتالية وتدريبات.

من جهتها، أبدت إسرائيل طوال سنوات قلقها الشديد إزاء طبيعة المساعدة المقدمة إلى الجيش اللبناني، وحرصت على التأثير في نوع هذه المساعدات من خلال المطالبة الواضحة بألاّ تشمل وسائل قتالية يمكن أن توّجه ضدها في وقت الحرب.وهو ما يعني أن ن اقتراح تقديم مساعدة إلى الجيش اللبناني يعكس تبدلاً في الموقف الإسرائيلي، وبالطبع يلقى رفضاً جماهيرياً وسياسياً داخل إسرائيل.

هل يقبل لبنان؟

حقيقة أن الطلب الإسرائيلي تكرر أربع مرات، فهذا يعني أنه تم رفضه على الأقل ثلاث مرات، وإلا لم يكن سيتم تقديمه للمرة الرابعة، وليس واضحاً بعد ما إذا كان تم رفض الطلب للمرة الرابعة أم لا، لكن المؤشرات لا توحي بالقبول اللبناني.

في الأشهر المقبلة، ستجري انتخابات عامة للبرلمان اللبناني وانتخابات رئاسية أيضاً، ومن الصعب افتراض أن يقوم الجيش اللبناني بقبول مساعدة من إسرائيل، ويعرض نفسه لموجة انتقادات عنيفة.