خطيب بالأوقاف يوضح حكم منع الزوجة من زيارة والدتها المريضة
قال الشيخ مكرم عبد اللطيف، الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف، إذا منع الرجل زوجته من زيارة والديها، لزمها طاعته، على الراجح من قول أهل العلم، إذا كان المنع لسبب شرعى أما لو منعها بدون سبب شرعي فهو آثم لأنه تسبب فى قطيعة الرحم بمنعها، أما إذا كانت الأم أو أهل الزوجة يفسدون عليه زوجته كما يحدث من أكثر الاصهار فله الحق في منعها.
جاء ذلك ردًا على سؤال ورد إليه من أحد متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول: “هل للزوج أن يمنع امرأته من زيارة والديها وخاصة اذا كانت الأم مريضة ؟ وهل للزوجة أن تطيع زوجها فى ذلك؟ وهل هذا من العقوق؟”
وقال عبد اللطيف، إن كان الأهل صالحين ولا يتدخلون فى حياة الزوجين فليس له منعها وإن منعها فهو آثم لتسببه في قطيعة الرحم وقطيعة الرحم من الكبائر وصلة الرحم واجبة.
وأكد أنه لا يجوز للزوج منع زوجته منها، لأن قطيعة الرحم من كبائر الذنوب، ولا يجوز للزوجة أن تطيعه في ذلك، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، بل تصل رحمها من مالها الخاص، وتراسلهم وتزورهم، إلا إذا ترتب على الزيارة مفسدة في حق الزوج، بأن يخشى أن أهلها يفسدونها عليه؛ فله أن يمنعها من زيارتهم، ولا تذهب إلا باذنه ويجب عليها طاعته لكن تصلهم بغير الزيارة مما لا مفسدة فيه.
وتابع: إن الأولى للزوج أن يسمح لزوجته بزيارة والديها ومحارمها، وألا يمنعها من ذلك إلا عند تحقق الضرر بزيارة أحدهم، لما في منعها من قطيعة الرحم، وربما حملها عدم إذنه على مخالفته، ولما في زيارة أهلها و أرحامها من تطييب خاطرها، وإدخال السرور عليها، وعلى أولادها، وكل ذلك يعود بالنفع على الزوج والأسرة .
وأشار إلى أن الذي ينبغي للزوج فعله أن يأذن لزوجته في رعاية أمها والمبيت معها إن احتاجت ذلك، لما فيه من البر والصلة والإحسان، لكن إن أصر على عدم ذهابها فعليها طاعته ويأجرها الله على طاعته إن شاء الله، ولا تعتبر عاصية أو عاقة لأمها، لأن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الأم والأب، وإذا تركت الذهاب إلى أمها والمبيت معها معذورة.
واختتم حديثه قائًلا: "لا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه، ولو كان ذلك لزيارة والديها، وينبغي له أن يأذن لها، حتى تتمكن من صلة رحمها، لكن إن منعها من الزيارة لزمها طاعته، وليس له أن يمنع والديها من زيارتها أو الكلام معها".
