رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أطقم القوافل الطبية فى «حياة كريمة»: «أنقذنا مئات المواطنين»

القوافل الطبية
القوافل الطبية

لم تكتف المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بالاهتمام بالبنية التحتية وبناء المساكن فى القرى فقط، بل وجهت اهتمامها لحماية صحة المواطنين بالتوازى، بما يتوافق مع تخصيص محور كامل فى استراتيجية التنمية المستدامة «رؤية مصر ٢٠٣٠»، يستهدف تمتع المصريين بحياة صحية سليمة.

وتدعم مبادرة «حياة كريمة» مخطط الدولة لتنفيذ هذا المحور، من خلال إطلاق قوافل طبية تجوب القرى المستهدفة، وتقدم خدماتها العلاجية للمواطنين.

ولا يقف دور القوافل الطبية عند توقيع الكشف على المواطنين، لكنها توفر أيضًا العلاج بالمجان، وتحوّل الحالات التى فى حاجة إلى عمليات جراحية إلى المستشفيات، وتُسهل إجراءها على نفقة الدولة.

«الدستور» حاورت عددًا من أفراد الأطقم الطبية المشاركة فى القوافل الطبية، وبعض المستفيدين منها، للتعرف على الخدمات الطبية المقدمة من خلالها، وغيرها من التفاصيل فى السطور التالية. 

آلاء بسيونى: نوفر 250 صنفًا دوائيًا عالى الجودة بالمجان

قالت آلاء بسيونى، مسئولة الإمداد الطبى للأدوية فى القوافل الطبية بمحافظة كفرالشيخ، إن القوافل الطبية استطاعت الوصول للمواطنين فى القرى الأكثر فقرًا، التى تعانى من نقص فى الخدمات الطبية.

وأضافت: «نعفى المواطنين من مشقة البحث عن خدمات علاجية خارج قراهم فى مستشفيات المدن، ونذهب نحن إليهم بالقوافل الطبية التى توفر لهم أطباءً فى جميع التخصصات التى يحتاجون لها كما توفر لهم الأدوية بالمجان».

وكشفت عن أن دورها فى القوافل هو إمدادها بالأدوية التى يحتاجها المرضى، مهما كان تشخيص مرضهم، وجميعها بالمجان، متابعة: «جميع الأدوية التى يتم صرفها للمواطنين من أفضل الأنواع المتوفرة فى سوق الدواء العالمية، وتُباع بعيدًا عن القوافل الطبية بأسعار مرتفعة، لكن يحصل عليها المواطن بثمن تذكرة الكشف التى لا تتعدى جنيهات قليلة».

وأوضحت أن عدد الأصناف المتوافرة فى القوافل الطبية ٢٥٠ صنفًا دوائيًا تغطى جميع التخصصات الطبية، إلى جانب اعتماد مستلزمات طبية ودوائية جديدة ضمن القوافل الطبية، منذ تفشى وباء «كورونا»، على رأسها المستلزمات المخصصة لمكافحة العدوى مثل القفازات والكمامات، التى يتم توزيعها على المواطنين مع الأدوية بالمجان.

وأشارت إلى أنه يتم الإعلان عن القوافل الطبية فى القرية، قبل قدومها بعدة أيام، ليكون لدى أهلها علم بموعدها والتخصصات التى توفرها ومكان وجودها، على أن تقدم خدماتها بواقع يومين فى الأسبوع.

حنان محمود: عالجونى من فيروس «سى»

لم تكن تعلم حنان محمود أنها مصابة بفيروس «سى» إلا بعد أن فحصها الأطباء، ضمن إحدى القوافل الطبية التى كانت موجودة فى قريتها.

وقالت «حنان»: «سمعت فى المسجد أن هناك قافلة طبية فى القرية، وأنها توفر تحاليل فيروس سى، فاصطحبتنى ابنتى للاطمئنان على أنفسنا»، وبالفعل سحبوا منى عينة دم، ثم طلبوا رقم هاتف محمول للتواصل فى حالة إيجابية العينة.

وأضافت: «بعدها بأسبوع جاءتنى مكالمة يطلبون فيها منى التوجه إلى أحد المستشفيات القريبة منى لإجراء تحليل PCR، بعد تأكيد التحليل الأول أننى مصابة بالفيروس، وسلبية عينة ابنتى».

وواصلت: «جهزت بعض الأوراق الشخصية التى طُلبت منى، لاستكمال علاجى على نفقة الدولة من الفيروس، وبالفعل حصلت على جرعات علاجى كاملة دون مقابل، وبعد انتهاء جرعة العلاج لـ٣ أشهر، أجريت تحليلًا جديدًا وتأكد شفائى من الفيروس».

وأكملت: «فى المستشفى وجدت عشرات الحالات التى اكتشفت إصابتها بفيروس كورونا، عن طريق القافلة الطبية، وتم علاجنا جميعًا بالمجان».

ونوهت إلى أن تحليل الـ«PCR» فى المعامل الخارجية مكلف جدًا، لكنها خضعت له بالمجان ضمن «حياة كريمة»، بجانب الحصول على علاج باهظ الثمن بالمجان، موجهة الشكر للرئيس السيسى على اهتمامه بأهل القرى، وتوفير قوافل طبية أنقذتهم من المرض.

إبراهيم جاد الحق: علاج شهرى لأصحاب الأمراض المزمنة

أكد إبراهيم جاد الحق، الرئيس السابق لقطاع القوافل الطبية بمحافظات الدقهلية ودمياط وكفرالشيخ، أن القوافل أنقذت أرواح المئات من المواطنين فى القرى، خاصة التى لا يتوافر بها مستشفى حكومى أو وحدة صحية، وإن وُجدت فهى تعانى من نقص الإمكانات.

وأضاف: «القوافل توفر أطباءً فى جميع التخصصات الطبية، وبها جزء مخصص لصحة المرأة، مثل خدمات تنظيم الأسرة، والكشف المبكر عن الإصابة بسرطان الثدى».

وعن كيفية اختيار القرى التى يتم إرسال القوافل الطبية إليها، بيّن أن الاختيار يستند إلى دراسة يجريها المسئولون عن القرى وعدد السكان ومستوى المعيشة ومدى توافر الخدمات الطبية، ليتم فى النهاية اختيار القرى الأكثر احتياجًا، وبعد موافقة وزارة الصحة يتم توجيه القوافل لها لتقدم خدماتها بواقع يومين كل أسبوع. وواصل: «دور القوافل الطبية توقيع الكشف الطبى على المواطنين وصرف العلاج بالمجان بعد تشخيص المرض، مع صرف علاج شهرى للمواطنين الذين يعانون من أمراض مزمنة، ولا يوجد لديهم تأمين طبى. أما الحالات التى فى حاجة إلى عملية جراحية فتتم إحالتها إلى أقرب مستشفى».

ونبه إلى عقد أطقم القوافل الطبية ندوات تثقيفية للمرضى، حول أهمية تنظيم الأسرة، وخطورة عادات مثل «ختان الإناث»، وكذلك عن فيروس «كورونا» وغيره من الأمراض المعدية، لتنوير المواطنين بكيفية التعامل معها، ومنع انتشارها، علمًا بأن كل قافلة تضم ١٢ طبيبًا فى جميع التخصصات وممرضة وطبيب تثقيف صحيًا.

زينب عوض:أسهمنا فى اكتشاف مبكر لأمراض خطيرة

شددت زينب عوض، مشرفة تمريض فى القوافل الطبية، على أن سكان القرى التى تجوبها هذه القوافل فى حاجة ماسة للرعاية الطبية، وهو ما توفره لهم القافلة بالفعل، خاصة مع إمدادها سياراتها المتنقلة بكل ما يلزم للكشف على المريض، بدءًا من جهاز قياس الضغط إلى جانب الأدوية، فضلًا عن سرير الكشف.

وقالت مشرفة التمريض: «اكتشفنا إصابة بعض المستفيدين من الخدمات بأمراض مزمنة منذ سنوات بعيدة، ولم يكن لديهم علم بذلك، ولولا وجود هذه القوافل التى وفرت لهم الرعاية الطبية والأدوية اللازمة، كان من الممكن أن تتسبب تلك الأمراض فى وفاتهم، كما اكتشفنا حالات لشباب مصابين بفيروس سى، وأطفال مصابين بالسكرى، وحتى إصابات بالبلهارسيا، ووفرنا العلاج للجميع».

وكشفت عن عملها فى القوافل الطبية منذ ٢٠١٦، ورغم كثرة العمل وصعوبة التنقل بين القرى التى تجوبها القوافل، إلا أنها سعيدة بتقديم المساعدة للمواطنين، حتى مع انتشار فيروس «كورونا»، ووسط قلق العالم، كانت سعيدة بدورها فى توعية المواطنين بالفيروس، وكيف يتفادون انتقال العدوى، وأهمية الالتزام بالنظافة الشخصية، وذلك بعد عودة القوافل للعمل عقب أشهر من الإغلاق العام.

وأضافت: «عندما كانت تأتينا حالات مشتبه فى إصابتها بكورونا، كنا نوفر لها التحاليل اللازمة بالتعاون مع المستشفيات القريبة، كما كنا نساعد فى توفير سرير فى مستشفيات العزل إذا احتاجت الحالة ذلك».

وبينت طبيعة عملها، قائلة: «تساعد الممرضة الطبيب أثناء الكشف على الحالة، وتتولى قياس الضغط ودرجة الحرارة للمرضى، وتدوين بياناتهم، وتنفيذ جميع تعليمات الطبيب طوال فترة التعامل مع المريض».

سعاد إبراهيم:خضعت لجراحة «مياه بيضاء» فى عينى دون مقابل

ذكرت سعاد إبراهيم، إحدى المستفيدات من خدمات القوافل الطبية، أنها كانت مصابة بمياه بيضاء على العين، ومنعتها حالتها المادية من إجراء عملية لإزالتها، لأن تكلفة إجراء العملية للعين الواحدة تتجاوز ٥ آلاف جنيه.

وأضافت: «القافلة الطبية التى كانت تجوب قريتى تكفلت بحالتى، ووجهتنى إلى المستشفى المناسب للخضوع للعملية بالمجان».

وقالت ابنتها «منال»: «ذهبنا إلى القافلة، وتم توقيع الكشف الطبى على أمى، وهناك طلبوا بعض الأوراق الشخصية، منها بطاقة الرقم القومى، وبحث اجتماعى عن الحالة».

وأضافت: «بعد أن قدمنا الأوراق، أجروا لها العملية فى العين الأولى، دون أن ندفع جنيهًا واحدًا، وبعد ذلك حدد لنا الطبيب موعدًا لإجراء الجراحة فى العين الأخرى بعد أشهر، وتكلفت القافلة بثمن العملية، وتركيب العدسات التى أعادت لأمى بصرها من جديد، بعد سنوات من الشقاء بسبب ضبابية الرؤية».

وتوجهت الأم وابنتها بالشكر للرئيس السيسى على اهتمامه بصحة المواطنين فى القرى، وتسهيل إجراء الكشف والعلاج وإجراء العمليات الجراحية، دون أن يتكلف المواطنين جنيهًا واحدًا.