رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

5 مراحل.. كيف اغتالت إسرائيل عناصر «فتح» في الضفة الغربية؟

عملية اغتيال ثلاثة
عملية اغتيال ثلاثة فلسطينيين في نابلس بالضفة الغربية

أعلنت وحدة «يمام» الخاصة، التابعة لجهاز الشرطة الإسرائيلي، صباح اليوم، الثلاثاء، اغتيال ثلاثة فلسطينيين داخل مدينة «نابلس» المحتلة في الضفة الغربية، بدعوى مشاركتهم في عمليات إطلاق نار ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

واستشهد الثلاثة فلسطينيين جراء إطلاق قوات «يمام» الإسرائيلية النيران عليهم داخل سيارتهم، خلال وجودهم في «نابلس»، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.

عملية اغتيال في الضفة الغربية

في السياق ذاته، كشفت مصادر فلسطينية، لصحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية، أن الثلاثة فلسطينيين ينتمون لكتائب «شهداء الأقصى» - الذراع العسكري لحركة فتح الفلسطينية – وهم: أدهم مبروك، محمد الدخيل، وإبراهيم النابلسي.

وتثير عملية الاغتيال الإسرائيلية في نابلس تساؤلات كثيرة حول عودة تنفيذ مثل تلك العمليات داخل الضفة الغربية – مثلما كان يحدث خلال الانتفاضة الثانية - بينما كانت إسرائيل تنفذ عمليات الاغتيال، خلال السنوات الماضية، داخل قطاع غزة المحاصر.

ومرت عملية وحدة «يمام» الخاصة الإسرائيلية بعدة مراحل لتنفيذها، كما شهدت تعاون وثيق مع جهاز الأمن العام «الشاباك»، والوحدات المختلفة في الجيش، سعيًا لقتل الفلسطينيين.

تعقب الفلسطينيين

بدأ جهاز الأمن العام الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي بتعقب ثلاثة عناصر فلسطينية تابعة لفرقة إطلاق النار، ممن كانت هوياتهم معروفة لدى الشاباك.

وكانت السلطات الإسرائيلية رصدت مشاركة الثلاثة فلسطينيين في أربع عمليات إطلاق نار ضد القوات الإسرائيلي في مدينة نابلس، وكذلك داخل أماكن مختلفة في الضفة الغربية.

المرحلة الأولى: مقاتلين ماهرين

بعد تدقيق المعلومات تبين أن الثلاثة فلسطينيين مسلحين بعدة بنادق وذخائر، ومن ثم أكدت التقديرات الإسرائيلي أنهم سيردون بإطلاق النار إذا ما تمت محاولة إيقافهم.

لذلك تقرر اختيار فريق من المقاتلين المهرة للغاية من وحدة «يمام»، لإتمام المهمة الموكلة لهم في المرحلة الأولى لها، خاصةً أن العناصر الفلسطينية غيروا سياراتهم، خلال الأيام القليلة التي سبقت العملية، وتحركوا بشكل مطلوب في جميع أنحاء الضفة الغربية.

المرحلة الثانية: معلومات استخباراتية

تقرر عودة العناصر القتالية من «يمام» إلى مكان القوة الأساسي، وذلك بعد تلقي معلومات استخبارية دقيقة من «الشاباك» حول موقع الفلسطينيين الثلاثة داخل نابلس.

وجاء القرار الإسرائيلي بعودة القوات إلى مكان القوة الأساسي، في ظل وجود قوات داخل مناطق المرحلة الثانية والثالثة، في حالة الحاجة إلى التعزيز أو الإنقاذ وغيرها.

المرحلة الثالثة: ما قبل الاشتباك

بعد التأكد من التمركزات الدقيقة للقوات الإسرائيلية، دخلت عناصر من وحدة «يمام» إلى منطقة الاشتباك، وتم التعرف على السيارة ومتابعتها، والتحقق من وجود الثلاثة فلسطينيين داخلها، وأنهم مسلحين بالبنادق.

واستعد الفلسطينييون لتنفيذ عملية ضد القوات الإسرائيلية الموجودة في المنطقة، في ظل وجود سيارات أخرى في الطريق.

الأسلحة التي تم ضبطها مع العناصر الفلسطينية

المرحلة الرابعة: تبادل إطلاق النار 

وقعت الاشتباكات بين الفلسطينيين والعناصر الإسرائيلية، واعترض عناصر «يمام» طريق سيارتهم.

وقالت التقديرات الإسرائيلية الأولية إنه في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان الفلسطينييون تمكنوا من إطلاق النار، لكن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت نيران كثيفة تجاه سيارتهم وتمكنوا من إصابة الفلسطينيين.

وكذلك، تمكنت قوات الجيش الإسرائيلي من إيقاف سيارة عناصر كتائب شهداء الأقصى، إذ كشفت تقارير فلسطينية إنه تم إطلاق نحو 80 رصاصة.

المرحلة الخامسة: نهاية عملية الاغتيال

بعد انتهاء الحادث، انسحبت القوات الإسرائيلية بسرعة من مكان العملية، قبل أن تندلع أية أعمال عنف أو اشتباكات أخرى مع المارة الفلسطينيين.

وأكدت التقديرات الإسرائيلية أن الحادث لا يزال قيد التحقيق من قبل الدائرة المسؤولة عن العمليات في الضفة الغربية.

ترحيب إسرائيلي واسع

في السياق ذاته، أشاد بيني جانتس وزير الجيش الإسرائيلي، بحادث اغتيال عناصر خلية فلسطينية،  داخل مدينة نابلس المحتلة. 

وتابع جانتس: "وجهت بتكثيف عمليات البحث عن منفذي عمليات إطلاق النار في الضفة الغربية مؤخًرا لإحباطهم، وأن يتم الانتشار والبقاء على أهبة الاستعداد والتواجد في النقاط المركزية بالضفة".

وكذلك، رحب نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعملية اغتيال الثلاثة فلسطينيين، قائلا: "لا حصانة لأحد وكل من يحاول أن يضرنا، سنضره".

عناصر كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلح لحركة فتح

تهديدات بالانتقام

وقال تال ليف رام المراسل العسكري بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، إن الساعات القادمة خطيرة في الداخل الإسرائيلي، موضحًا: "من الممكن أن يكون هناك أفراد آخرون من نفس الخلية التى كانت في السيارة، وسيحاولون تنفيذ عملية انتقامية".

وكذلك، هددت كتائب «شهداء الأقصى» الذراع العسكري لحركة فتح، بالرد على عملية إسرائيل باغتيال ثلاثة من عناصرها في مدينة نابلس.

وقالت، في بيان، "دماء الشهداء لن تذهب هدرًا، والرد قادم وسيقابل الدم بالدم".

وأكد أحمد الطيبي عضو الكنسيت الإسرائيلي من القائمة العربية المشتركة، أن عملية الاغتيال هي عمل إرهابي، مشيرًا إلى أن إنهاء الاحتلال هو الحل لوقف العنف وليست عمليات الاغتيال.

وأوضح الطيبي: "الاغتيالات والإعدامات هي عمل إرهابي، وهذا الاغتيال هو الأكثر إجرامية في السنوات الأخيرة".