رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأزمة في أوكرانيا: ما أهداف الولايات المتحدة وروسيا والصين؟

أعلن مسؤولون أمريكيون أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا،وأنه بات لديها فعليا 70 % من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه. إذ حشدت موسكو 110 آلاف جندي على حدود أوكرانيا، ويمكن أن تمتلك القدرة الكافية لشن هجوم في غضون أسبوعين.

أشار المسؤولون إلى أن الاستخبارات الأمريكية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس، إلى الغزو الكامل، بينما تنفي روسيا أي نية لديها لغزو أوكرانيا وتشدد على أنها تريد ضمان أمنها فحسب.

تورط القوى العظمى في الأزمة في أوكرانيا يتجاوز الحدود الجغرافية ويكشف النقاب عن أهداف بعيدة المدى لكلا من الولايات المتحدة وروسيا والصين، وموقفهما من الحرب في أوكرانيا.

أهداف الولايات المتحدة

اهتمام إدارة جو بايدن الحازم بالأزمة ومجرياتها ينبع من رغبة الإدارة الأمريكية في ترميم مكانة الولايات المتحدة، والرئيس بعد صورة الهزيمة التي أعقبت الانسحاب من أفغانستان في أغسطس الماضي، فالاهتمام الأمريكي الكبير يمكن قراءته أنه محاولة لخلق توازن في صورة “دعم الولايات المتحدة لحلفاءها”، والتي تأثرت بعد الخروج من أفغانستان، والتي تم قراءتها في حينه أنه "تخلي أمريكي عن الحكومة الأفغانية الحليفة لها".

الهدف الثاني، هو رغبة إدارة “بايدن” في تحقيق إنجازات قبيل الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل، من أجل المحافظة على أكثرية ديمقراطية في المجلسين “الشيوخ والنواب”.

الهدف الثالث، هو عودة التحرك الأمريكي لترسيخ نظام عالمي جديد، ففي واشنطون يفهمون أن الصراع ليس مجرد أزمة محلية في بين روسيا وأوكرانيا، بل هو صدام واسع من أجل ترسيخ نظام عالمي جديد؛ من جهة، تقف في واشنطن وحلفاءها في جهة، ومن الجهة الأُخرى تقف الصين وروسيا، وإيران.

أهداف روسيا والصين

بالنسبة لروسيا والصين، فإن الهدف الرئيسي لهما هو ضعضعة مكانة أمريكا كقوة عظمى وتغيير أنظمة العالم في كل المجالات: العسكرية والجغرافية والسياسية والاقتصادية، والتي تحكّمت بها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية. 

الهدف الأول لروسيا،هو تثبيت هيمنتها في المناطق المجاورة لحدودها، والهدف البعيد، هو إبعاد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي [الناتو]، من مناطق نفوذها، وبالأحرى شرق أوروبا وشرق ووسط آسيا.

الهدف البعيد لروسيا، يتطابق مع هدف الصين، التي تريد إبعاد الولايات المتحدة من شرق آسيا ومنطقة المحيط الهادئ، والانتصار على تايوان التي يشبه وضعها وضع “أوكرانيا مع روسيا” إلى حد كبير.

في إطار تحقيق الأهداف السابقة لكل الأطراف، فإن مسألة التصادم لاتزال واردة، مع حقيقة أن كل طرف يريد تحقيق أهدافه دون التنازل، ولكن في الوقت نفسه لايزال الحل الدبلوماسي على الطاولة.