رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مستقبل وطن للدراسات» يستعرض ردود الفعل تجاه استمرار الحشد الروسى لأوكرانيا

النائب محمد الجارحى
النائب محمد الجارحى

أصدر مركز مستقبل وطن الدراسات السياسية والاستراتيجية برئاسة النائب محمد الجارحي، الأمين العام المساعد، أمين شباب الجمهورية بالحزب، تقريرا حول: الأَزْمَة الأُوكرانيَّة وَتصاعد الصِّراع الرُّوسيّ الأورُوبيّ الأَمْرِيكيّ (الأبعَاد وَالتَّطَوُّرات وَالأسباب وَرُدود الأفعَال وَالسيناريُوهات المُحتملة).

وتناول مركز الدراسات في تقريرة ردود الفعل تجاه استمرارِ الحشد الرُّوسيّ: وقال التقرير منذُ اندلاعِ الأَزْمَة، وَاتِّجاه رُوسيا إلى حشدِ قُوَّاتها عَلَى الحدودِ الأوكرانيَّة، تتوالى التَّصرِيحات وَالاجتماعات وَالقِمم فِي محاولةٍ لِاحتواءِ المَوقِفِ تارة، وَلِلتهديد تارة أُخْرَى، وَفيما يلي عرضٌ لآخر رُدود الأفعال الصَّادِرة عَن الولايات المُتَّحدة وَالدُّول الأورُوبيَّة وَالردّ الرُّوسيّ عَلَيها:

الولايات المُتَّحدة الأَمْرِيكيَّة:

من جانبه، حذَّرَ الرَّئِيسُ الأَمْرِيكيّ جو بايدن، الأربعاء 19 يناير 2022، رُوسيا مِن أنَّها ستواجه "كارثةً" فِي حال غزَتْ أوكرانيا، مُقدِّرًا فِي الآنِ نَفْسِهِ أنَّ نظيرَه الرُّوسيّ"فلاديمير بوتين"، "لا يريدُ نشوبَ حربٍ وَاسِعةِ النطاقِ"، وَقالَ البيت الأبيض فِي بيانٍ:"إِنَّ الرَّئِيسَ جو بايدن كانَ وَاضِحًا مَعَ الرَّئِيس الرُّوسيّ فلاديمير بوتين، مُلوِّحًا بِفَرْضِ عقوباتٍ شديدةٍ وَصَارِمةٍ عَلَى رُوسيا فِي حال عبور قُوَّاتها الحدود مَعَ أوكرانيا"، كَمَا حذَّرَ البيت الأبيض مِن أي نوعٍ مِن الهجمات الرُّوسيَّة عَلَى أوكرانيا، بِمَا فِي ذَلِكَ الهجمات الإلكترونيَّة وَالتكتيكات شبه العَسكَريَّة.

فيما حذَّرَ وزيرُ الخَارِجيَّة الأَمْرِيكيّ أنتوني بلينكن، مِن أنَّ رُوسيا قد ترسلُ مزيدًا مِن القُوَّات إلى حدودِها مَعَ أوكرانيا وَتشنُّ هجومًا "فِي غضون مهلة قصيرة جدًّا". وَحثَّ"بلينكن"، الَّذِي زارَ العاصمةَ الأوكرانيَّة كييف، الأربعاء 19 يناير 2022، الرَّئِيسَ الرُّوسيّ"فلاديمير بوتين"، عَلَى اختيارِ طريقٍ سِلْميّ، وَذَلِكَ وسط مَخاوف متزايدة مِن أنَّ رُوسيا تستعدُّ لِغَزْوِ أوكرانيا. وَبِالتزامن مَعَ هَذَا، أكَّدَت الولايات المُتَّحدة تقديم 200 مليون دُولَار إضافيَّة مُساعدات دفاعيَّة لِأوكرانيا، وَرفعَ المَسؤُولون الأَمْرِيكيّون مُستَوى التَّهديد قائِلِين:"إِنَّ الأَزْمَةَ الَّتِي تختمرُ بِبطْءٍ وصلَتْ إلى مرحلةٍ جَديدةٍ خطيرةٍ"، وَقالَت السكرتيرة الصِّحافيَّة لِلبيت الأبيض "جين ساكي": "نعتقدُ أنَّنا –الآنَ-فِي مرحلةٍ يمكنُ لِرُوسيا أنْ تشنَّ فِي أي وقتٍ هجومًا عَلَى أوكرانيا أودُّ أنْ أقولَ إِنَّ هَذَا أمرٌ جديٌّ أَكثَر مِن السَّابِقِ".

بريطانيا:

في سياق متصل، حذَّرَ وزيرُ القُوَّات المُسلَّحة البريطانيَّة جيمس هيبي، مِن حربٍ سيموتُ فيها الآلافُ حَسب قَوْلِهِ، إِذا قامَتْ رُوسيا بِغَزْوِ أوكرانيا، وَوصلَتْ مُساعداتٌ عَسكَريَّة بريطانيَّة إلى أوكرانيا، الأربعاء 19 يناير 2022، تتضمنُ أسلحةً مُضادة لِلدبابات لِمُساعدة كييف فِي الدفاعِ عَن نَفْسِها مِن غَزْوٍ رُوسيٍّ مُحتمَلٍ. وَقالَ وزيرُ الدفاع الأوكرانيّ لِشؤون التَّكامل الأورُوبيّ:"إِنَّ المُساعدات البريطانيَّة لِبلادِهِ سيتمُّ استخدامُها حصريًّا لِلدفاعِ عَن النَّفْسِ وَحماية قُوَّاتنا، وَحماية البنية التَّحتيَّة الحيويَّة، وَحماية المدنيين".

وَأعلنَ رَئِيس هَيْئَة أركان الدفاع البريطانيّ"توني راداكين"، أنَّه أعدَّ خُطَّة لِسيناريُوهات الإجراءات العَسكَريَّة،فِي حال غَزْو رُوسيّ مُحتمَل لِأوكرانيا، مُشيرًا إلى أنَّه يشعرُ بِقلقٍ عميقٍ مِن الأوضاعِ عَلَى الحدودِالرُّوسيَّةالأوكرانيَّةفِي ظلِّ حشد رُوسيا المَزعُوم لِقُوَّاتها فِي المِنطقةِ.

وَنشرَتْ وزارةُ الخَارِجيَّة البريطانيَّة بيانًا جاءَ فِيه: "تتوفر لَدَينا مَعلُومات تفيدُ بِأنَّ الحكُومةَ الرُّوسيَّةَ تسعى إلى تنصيبِ زعيم مُوالٍ لِرُوسيا فِي كييف تزامنًا مَعَ التَّفكيرِ فِي ما إذا يجبُ غزو أوكرانيا وَاحتلالها"، وَأشارَتْ إلى أنَّ "الحكُومةَ الرُّوسيَّةَ تنظرُ فِي إمكانيَّة ترشيح النَّائِب السَّابِق فِي البرلمان الأوكراني"يفغيني موراييف"؛ ليتولى هَذَا الدورَ"، وَأضافَتْ أنَّ "الاستخبارات الرُّوسيَّة عَلَى اتِّصالٍ مَعَ عددٍ مِن الساسةِ الأوكرانيين السَّابِقين يشاركُ بعضهم فِي التَّخطيطِ لِلهجومِ عَلَى أوكرانيا"، دون نَشْر أيَّة وثائقَ أو أدلةٍ أُخْرَى تؤكدُ هذهِ الاتِّهامات.

 ألمانيا:

بينما أكَّد مُستشار ألمانيا أولاف شولتس، رَفْض بلادِهِ تزويد أوكرانيا بالأسلحةِ، وَذَلِكَ بعدَ أنْ قرَّرَتْ بريطانيا إمداد أوكرانيا بِمزيدٍ مِن أسلحةِ "الدفاعِ عَن النَّفْسِ" وَالتَّدريب؛ بِسبب تخوُّف لندن مِن حدوثِ غَزْوٍ رُوسيٍّ مُحتمَلٍ لِلجُمْهُوريَّة السوفيتيَّة السَّابِقة، وَفِي أعقاب لِقاء مَعَ الأمين العام لِحلف شَمال الأطلسي (ناتو) "ينس ستولتنبرج"، قالَ"شولتس"فِي برلين، يوم الثلاثاء 18 يناير 2022:"إِنّ الحكُومةَ الألمانيَّةَ تتبعُ منذُ سنواتٍ عديدةٍ استراتيجيَّة لها نَفْس التَّوجُّهِ فِي هذهِ القَضِيَّة، وَمِن ضمن ذَلِكَ أنَّنا لن نُصدِّرَ أسلحةً فتاكةً"، مُطالِبًا رُوسيا بِتخفيضِ عدد قُوَّاتها عَلَى الحدودِ مَعَ أوكرانيا، وَمُحذِّرًا إياها مِن تحمُّلِ تكاليف بَاهِظة فِي حال غَزْو أوكرانيا.

فرنسا:

شدَّدَ الرَّئِيسُ الفرنسيّ"إيمانويل ماكرون"، عَلَى ضرورةِ الحِوَارِ مَعَ موسكو؛ لِعودةِ استقرارِ المِنطقةِ، عَلَى أنْ يكونَ الحِوَارُ بِشروطٍ أورُوبيَّة.

رُوسيا:

فِي مقابل جميع التَّصرِيحات وَالتَّعليقات السَّابِقة، خرجَتْ رُوسيا لِتعلنَ أنَّ كلَّ هذهِ التَّصرِيحات مَاهي إلا وسيلةٌ لِاستفزازِها؛ حيث صرَّحَت المُتحدِّثةُ بِاسم الخَارِجيَّة الرُّوسيَّة"ماريا زاخاروفا"،فِي تصريحاتٍ لها يوم الخميس 20 يناير 2022، قَائِلةً: "إِنَّ التَّصرِيحات الغَربِيَّة حولَ تحضيراتِ رُوسيا لِهجومٍ مَزعُومٍ عَلَى أوكرانيا هي غطاءٌ لِاستفزازِنا"، وَأضافَتْ: "التَّصرِيحات الغَربِيَّة حولَ تحضيراتِ رُوسيا لِغَزْوِ أوكرانيا المُزعَم هي غطاءٌ إعلاميٌّ لإعدادِ الاستفزازاتِ، ففِي الوقتِ الحَاضِرِ، أصبحَتْ وسائل الإعلام الغَربِيَّة وَالأوكرانيَّة، وَكذلك المَسؤُولون، أَكثَر نشاطًا فِي تكرارِ التَّكهنات وَإطلاقِها حولَ الغَزْو الرُّوسيّ المَزعُوم الوشيك لِأوكرانيا. بِهذه الطريقةِ صاغوا ذَلِكَ. نحنُ مُقتنعون بأنَّ الغرضَ مِن هذهِ الحملةِ هُوَ إنشاءُ غطاءٍ لِإطلاقِ الاستفزازاتِ عَلَى نطاقٍ وَاسِعٍ .. بِمَا فِي ذَلِكَ الاستفزازات ذات الطبيعة العَسكَريَّة، وَالَّتِي يمكن أنْ يكونَ لها عواقب مأساويَّة عَلَى الأَمن الإقليميّ وَالعالَميّ".وَنوَّهَتْ"زاخاروفا"، بِأنَّ رُوسيا تدعو الدُّولَ الغَربِيَّةَ إلى وَقْفِ الحملةِ المُعاديةِ لِرُوسيا حولَ الوَضْع فِي أوكرانيا.

كَمَا خرجَتْ موسكو لتردَّ عَلَى الاتِّهامات المُوجَّهة إليها مِن قِبل بريطانيا؛ حيث أكَّدَتْ موسكو، يوم الأحد 23 يناير 2022، أنَّ اتِّهامات بريطانيا حولَ سَعْي رُوسيا المَزعُوم لِتَنصيبِ رَئِيس مُوالٍ لها فِي كييف "هُرَاء وَدليل جَديد عَلَى أنَّ الناتو هُوَ مَن يُصعِّدُ التَّوتُّرَ حولَ أوكرانيا"، وَقالَتْ وزارةُ الخَارِجيَّة الرُّوسيَّة، فِي بيانٍ، أنَّ "التَّضليل الإعلاميّ الَّذِي نشرته وزارةُ الخَارِجيَّة البريطانيَّة يمثلُ دليلًا جديدًا عَلَى أنَّ دُول الناتو بقيادةِ الأنجلوسكسونيين هي الَّتِي تقومُ بِتَصعيدِ التَّوتُّر حولَ أوكرانيا"، وَدعت الخَارِجيَّة الرُّوسيَّة نظيرتها البريطانيَّة إلى "وَقْف الأنشطةِ الاستفزازيَّة وَالتَّخلي عَن نَشْر الهُرَاءِ"، بِحسب البيان.