رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر «المواطنة» والكرامة الإنسانية

معلوم أن "المواطنة" في النهاية تمثل التعبير القانوني عن التفاعل السياسي والمجتمعي والإنساني بين الوطن والمواطن، وهو الأساس في أزمنة التحول التي نعيشها والنهوض من عثرات عقود تراجعت فيها مواصفات حقوق "المواطنة" بإهمال وبلادة إدارة من جانب معظم مؤسسات الدولة للأسف.. مع أن افتقاد المواطنة افتقاد للوطن وفق التعاريف المعنوية والرمزية وليس فقط المادية، فالمواطنة تتجلى في أهم صورها بارتقاء الاستقلال الوطني وثبات حالة الكرامة الوطنية والمساواة الكاملة في الحقوق والواجبات دون تمييز..
يذكر المفكر المصري البارز الراحل "د‏. ‏وليم سليمان قلادة" المشهود له بأنه الأب الروحي المُنظر بموضوعية علمية وبحثية لمفهوم المواطنة بامتياز‏ أن تحديد ملامح نظرية متكاملة عن المواطنة ترتكز على أهمية وعي الإنسان المواطن بأنه مواطن أصيل في بلاده، وليس مجرد مقيم يخضع لنظام معين دون أن يشارك في صنع القرارات داخل هذا النظام، ويعتبر "د‏.‏ قلادة" أن الوعي بالمواطنة نقطة البدء الأساسية في تشكيل نظرته إلى نفسه وإلى بلاده وإلى شركائه في صفة المواطنة؛ لأنه على أساس هذه المشاركة يكون الانتماء إلى الوطن‏، وهنا يربط "د‏.‏ قلادة" الشعور بالانتماء ‏"الهوية"‏ بتمتع المواطن بجميع حقوق المواطنة، وهي منظومة حقوق مدنية وسياسية واقتصادية واجتماعية...‏ إلخ‏.‏
وعليه، أرى من المناسب التوقف عند مفاهيم إدارة دولة 30 يونيو للوطنية وللمواطنة وحقوق المواطن المصري عبر التذكير ببعض آليات العمل المؤكدة لمفاهيم جديدة واقعية لها ظلال واضحة على عقل ووجدان المواطن المصري عبر تفاعلها الرائع معه.. فكانت جميعها تؤكد على دعم مفهوم "المواطنة"..
• منذ الإرهاصة الأولى بإعلان قيام دولة 30 يونيو يوم 3 يوليو 2013، كانت دعوة كل الأطراف للاتفاق على خارطة الطريق، إلى حد دعوة الأحزاب الممثلة للنظام السابق وتوجهها المرفوض والذي قامت الثورة لإسقاط نظامهم، أراها كانت إشارة هامة لاحترام مبادئ المواطنة.. 
• وضع دستور لدولة 30 يونيو، وإشارات واضحة لتفعيل قيم المواطنة فى أكثر من مادة فى الدستور المصرى 2014. ففى المادة الأولى نظام الحكم فى مصر جمهورى ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون. والمادة الرابعة السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها وهو مصدر السلطات ويصون وحدته التى تقوم على مبادئ المساواة والعدل وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين. وفى مواد أخرى يقوم النظام السياسى على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها. فى المادة 8 – 9 المجتمع المصرى يقوم على التضامن الاجتماعى والدولة تلتزم بتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين دون تمييز. كما أن الدولة تكفل تحقيق المساواة بين المرأة والرجل فى جميع الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية... "مواطنة"
• فور أحداث فض رابعة، والإنجاز الرائع بإعادة بناء وترميم بناء ما دمرته معاول الشر الإرهابية.. "مواطنة".
• فى مطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى بإصلاح الخطاب الدينى والثقافى والإعلامى.. "مواطنة".
• أن ينص توجيه بمثابة قرار رئاسى على بناء مسجد وكنيسة فى كل مجتمع عمرانى جديد.. "مواطنة".
• كان قرار الإجهاز على العشوائيات وبناء البديل الحضارى وتسكين أهاليها بنجاح هائل.."مواطنة".
• فى إصدار وتفعيل قانون "التأمين الصحى" وبداية التطبيق التجريبى الفعلي في عدد من المحافظات.. "مواطنة".
• فى إصدار قرارات الإجهاز على "فيروس سى" والتنفيذ بهذا النجاح المذهل وغيرها من المبادرات الصحية الرائعة الراعية للمرأة والطفل وذوي الهمم، ومن كانوا ينتظرون العلاج العاجل والقضاء على قوائم انتظار العلاج والعمليات، وفي تفعيل منظومة إدارية ناجحة في مواجهة "كورونا.. "مواطنة".
• إصدار القوانين والتشريعات المنظمة لبناء الكنائس، إلى جانب إصدار قرارات جمهورية بإنشاء هيئة للأوقاف الكاثوليكية والإنجيلية.. "مواطنة".
• حضور رئيس الجمهورية احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد وزيارة الكنيسة منذ أن أصبح رئيسًا لكل المصريين، والاهتمام والتوجيه ببناء الكنائس في المدن الجديدة، والعمل على تقنين أوضاع الكنائس وملحقاتها في مختلف المحافظات.. "مواطنة".
• صدور القانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن بناء وترميم الكنائس وملحقاتها تحديدا في 28 سبتمبر 2016، وسط ترحيب من كل المسئولين وأعضاء مجلس النواب والقيادات الدينية المسيحية باعتبار أن القانون الجديد ينهي مشكلة كانت قائمة منذ عدة عهود مرتبطة بالصعوبات التي تواجهها عملية بناء وترميم الكنائس.. "مواطنة".
• زيارة الرئيس السيسي الكنيسة 8 مرات لتهنئة الأقباط دعمًا وبثًا لرسائل الوحدة الوطنية بين كل أطياف الشعب، وكانت أولى هذه الزيارات لكاتدرائية العباسية في 6 يناير 2015 ووقتها وجه الرئيس حديثه للحاضرين قائلا: "كان ضرورى أجيلكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين".. أما الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى الكاتدرائية بالعباسية فكانت في شهر فبراير عام 2015 لتقديم واجب العزاء في شهداء العملية الإرهابية في ليبيا.. "مواطنة".
• وفي شهر إبريل عام 2017، كانت الزيارة الخامسة للرئيس السيسي للكاتدرائية بمناسبة تقديم واجب العزاء في شهداء الحادثين الإرهابيين بكنيستي "مارمرقس" بالإسكندرية و"مارجرجس" بأبو النجا في طنطا.. "مواطنة".
• وفي أمسية روحية تاريخية  عاشها الشعب المصري، افتتح الرئيس السيسي مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة.. وتعد هذه الكاتدرائية هي الأكبر حجما وسعة بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تقع على مساحة 63 ألف متر مربع وتتسع لأكثر من 8 آلاف شخص.. "مواطنة".
• مشاركة الرئيس السيسي في الجنازة الرسمية لشهداء الكنيسة البطرسية، والتي أقيمت في 12 ديسمبر 2016، ويومها أعلن عن منفذ العملية الإرهابية محمود شفيق محمد مصطفى، وأن العزاء لكل المصريين، قائلا "لن نترك ثأرنا"..."مواطنة". 
• وكما وعد الرئيس وعلى طريقة "مسافة السكة" كانت الضربة العسكرية الشهيرة التاريخية للوكر الداعشي المرتكب ساكنية جريمة ذبح أقباط المنيا على الأرض الليبية.. "مواطنة".
• لأول مرة يتم تمثيل الأقباط في البرلمانين برقم غير مسبوق على مدى قرن من الزمان، وتصعيد مواطنة قبطية لمنصب "نائب رئيس لمجلس الشيوخ" وتعيين محافظة قبطية.. "مواطنة".
• لأول مرة يتم تمثيل المرأة والشباب بأعداد رائعة في نقلة حضارية بديعة.. "مواطنة".
• وفي مراحل سابقة كان إقرار مشروع تنظيم مؤسسات العمل المدني وتيسير إقامة الجمعيات ونظم تشغيلها وتحقيق طفرة في مجال العمل الاجتماعي والوطني الجماهيري.. "مواطنة".
• دعم وتشجيع العمل التطوعي وتحفيز الجماهير على التعامل مع آليات التبرع الجديدة لدعم الاقتصاد الوطني ولصالح إقامة مشروعات كبرى بإنشاء "صندوق تحيا مصر".. "مواطنة".
• ويكفي انتقال البلاد من فلسفة إدارية تعتمد أطر نجاح وهمية من خلال انتشار فكر "وضع حجر الأساس" إلى آلية إدارة تقوم كل يوم بإنجازات وطنية عبقرية في كل المجالات؛ ليشهد مواطن "دولة المواطنة" الافتتاحات المفرحة والمبشرة وانطلاق العمل عقب تلك الافتتاحات مباشرة.. "مواطنة".
• الانتقال من فلسفة العمل في جزر منعزلة إلى دعم آليات العمل الجماعي في منظومات عمل وزارية ناجحة.. "مواطنة".
• إعلان الدولة على لسان الرئيس وبتوجيهاته للمشروع الأعظم "حياة كريمة" باستثمارات مهولة تقارب 700 مليار جنيه لتحقيق طفرة عبقرية في تطوير الريف المصري، والمتابع هذه الأيام لما يحدث في صعيد مصر يمكن أن يؤكد أننا بحق نعيش زمن المعجزات.. "مواطنة". 
تحية لكل الجهود الداعمة لتحقيق "المواطنة الكاملة" دعمًا لحالة الاندماج الوطني..