رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد عقل

أحمد عقل، راحت له المخرجة إنعام محمد علي تطلب منه يؤدي دور محدش يصلح له في مصر غيره.
خليني الأول أكلمك شوية عن أحمد عقل الممثل اللي بـ أشوفه من معلمين الشغلانة، واللي له ما يقرب من 200 عمل، ترك في أغلبها بصمة، حتى لو مش هو الشخصية الرئيسية أو البطل زي ما بـ يقولوا.
أفتكر له دور في "الإرهاب والكباب"، الموظف اللي بـ يسيب شغله ويصلي في أوقات الصلاة وغير أوقات الصلاة، الفيلم اللي قال فيه التعبير الشهير "ثكلتك أمك"، كمان أفتكر له عم غمراوي في أمريكا شيكا بيكا، الراجل اللي بـ يدور ع السفر، وتكون نهايته الموت في الغربة والتوهة.
كمان عقل هو العمدة الصعيدي في "اللص الذي أحبه"، اللي بـ يواجه مشكلة في التعامل مع بنت عصرية، ثقافتها مختلفة عنه، وهو جسد الارتباك دا بـ منتهى السلاسة.
إنما لما إنعام محمد علي راحت له، كان الدور ما يصلحش لـ غيره، مش بس عشان إمكانياته، أو بـ الأساس مش عشان إمكانياته، إنما السياق كله وقتها فرض دا، والحكاية إنها بـ تقدم عمل، هو دولت فهمي التي لا يعرفها أحد، فيه شخصية محورية اسمها "الشاويش حسن"، هي اختارت له علي الشريف.
علي الشريف، معلم تاني من معلمين الشغلانة، دياب في الأرض، ولو إنه مش محتاج تعريف، أعماله تتكلم، رغم إنه المخرجين ما استفادوش حتى بـ 10 في المية من إمكانياته، وكانوا غالبا بـ يستسهلوا تكوينه الجسماني وملامحه، ويحصروه في أدوار معينة.
المهم، هي رشحت الشريف، والشريف جه فعلا، وأدى جزء من الدور، ثم اتوفى، فـ هي بقت في مأزق نتيجة الظروف الإنتاجية اللي هي مش مبحبحة أوي. خصوصا إنه إنعام من الناس اللي بـ تاخد راحتها أوي ووقتها في التحضيرات، ودا بـ يأثر على الميزانية لـ وحده.
وفاة علي الشريف خلت فيه مشكلة: من ناحية ما ينفعش تحذف الشخصية من العمل، ودا بـ يبقى حل أحيانا، إنك تستغني عن الشخصية، وتعمل بدايل درامية، فـ المشاهد اللي اتصورت كـ أن لم تكن.
من ناحية تانية ما ينفعش تستعين بـ ممثل، يعيد تصوير الشخصية من الأول خالص، لـ إنه دا موضوع مكلف، فضلا عن إنه اتعمل كويس، فـ كان الحل اللي اهتدت لهإنها تخترع شخصية "الشاويش رجب"، اللي مهمة الشاويش حسن هـ تنتقل له، ويكمل هو الأحداث فـ كأن الشاويش رجب هو الشاويش حسن أو امتداد له، فـ الأمور تمشي، بـ التالي، رجب دا معادل لـ حسن، فـ لازم تركيبته تبقى قريبة من علي الشريف، خصوصا من الناحية الجسمانية، وطبيعة الملامح، مش لازم نفس الملامح، لكن تسيب انطباع قريب، ومفيش حد في مصرينطبق عليه الكلام دا غير عقل.
أحمد عقل وافق، لكن علشان يؤدي الدور كان له شرط مادي، وهو الحصول على أجر الشخصية كاملا، مش إنه هـ يؤدي أجزاء أو مشاهد، ودا كان أسهل كتير من الناحية الإنتاجية، مهما كان اللي هـ يطلبه، بس هـ ينقذ الموقف.
وافقوا، عقل خد الفلوس، واداها لـ أسرة علي الشريف، وما خدش ولا مليم.