رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جيمس بوند الأسمر!

 

الممثل البريطانى إدريس إلبا، ذو البشرة السمراء، بات قاب قوسين من خلافة دانيال كريج فى أداء دور «جيمس بوند»، أو «العميل ٠٠٧». ونعتقد أن محبّى تلك السلسلة، بعد قراءة الفقرة الأخيرة، قد يسعدهم الاكتفاء بمجرد تغيير لون أو عرق أشهر جواسيس السينما العالمية. 

إلبا، Idris Elba، ٤٩ سنة، بريطانى المولد والمنشأ، لكن والده من سيراليون وأمه من غانا، ولعب، سنة ٢٠١٣، دور نيلسون مانديلا، المناضل الجنوب إفريقى الأشهر، فى فيلم «مانديلا.. مسيرة طويلة إلى الحرية». أما أبرز أعماله، فهو المسلسل التليفزيونى «لوثر»، بمواسمه الخمسة، التى بدأت فى ٢٠٠٩ وانتهت فى ٢٠١٩: المحقق جون لوثر، الذى يعمل فى قسم الجرائم الخطيرة، ولا توجد جريمة تستعصى عليه، لكنه لا يستطيع إدارة حياته الشخصية. وحال اختياره، سيكون أول ممثل أسمر، يؤدى دور «بوند»، والثامن بعد بارى نيلسون، شون كونرى، جورج لازنبى، روجر مور، تيموثى دالتون، بيرس بروسنان ودانيال كريج.

بوند، أو العميل ٠٠٧، شخصية خيالية ابتكرها ضابط المخابرات البريطانية، إيان فليمنج، سنة ١٩٥٣، وقال إنها مزيج من شخصيات حقيقية، التقى بها أو عمل معها. وبعد وفاته، سنة ١٩٦٤، واصل آخرون كتابة أجزاء أو مغامرات جديدة، وصولًا إلى روبرت ويد ونيل بورفزو، اللذين قاما بكتابة الأجزاء الستة الأخيرة. 

الأجزاء الستة، أنتجتها باربرا بروكولى، وعن احتمالات قيام «إلبا» بدور «بوند»، فى الجزء الجديد، قالت لوكالة أنباء «بى إيه ميديا» البريطانية: «نحن أصدقاء، وهو ممثل رائع». وأكدت أنه «كان هذا جزءًا من المحادثات»، لكنها لم تحسم الأمر، وبررت ذلك بأن شخصًا آخر «يزال فى المقعد»، فى إشارة إلى كريج، الذى جلس على ذلك المقعد لمدة ١٥ سنة، وقالت بوضوح إنه سيغادره إلى غير رجعة.

لعشرات الأسباب، صارت لجيمس بوند مكانة خاصة جدًا فى بريطانيا، وكان له جزء خاص فى حفل افتتاح دورة لندن للألعاب الأوليمبية سنة ٢٠١٢، شاركت فيه الملكة إليزابيث الثانية. وتحكى أنجيلا كيلى، مصممة أزياء الملكة، فى كتابها «الوجه الآخر للعملة: الملكة والأزياء وخزانة الملابس» أن مخرج الحفل، دانى بويل، حين طلب من الملكة المشاركة، بدا أنه خرق القواعد المرعية وتطاول على الذات الملكية بشكل غير مسبوق، لكنه تمكن خلال خمس دقائق من إقناع الملكة، وكان شرطها الوحيد هو أن يدور حوار بينها وبين بوند!.

تأسيسًا على ذلك، احتدمت المنافسات واشتعلت مواقع المراهنات، لكن بدا واضحًا أن النتيجة تكاد تكون محسومة لصالح إدريس إلبا، منذ أن ظهر بإطلالة أنيقة ونظرات مليئة بالثقة، فى العرض الخاص لفيلم «لا وقت للموت»، الفيلم الخامس والعشرون من السلسلة، والخامس لدانيال كريج. والذى كان بوند قد ترك فيه الخدمة، وقرر أن يعيش حياة هادئة فى جامايكا، قبل أن يتراجع استجابة لضغوط من صديقه القديم فيليكس ليتر، أحد عناصر المخابرات الأمريكية، الذى طلب مساعدته لإنقاذ العالم من عدو غامض. والطريف هو أن مبتكر شخصية جيمس بوند، تعاون، بالفعل، مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.

فى مذكراتها، المنشورة سنة ١٩٨٥، أشارت آن، زوجة فليمنج، إلى نقاش جرى بين زوجها والرئيس الأمريكى الأسبق، جون كينيدى، بشأن كيفية التعامل مع استيلاء «فيدل كاسترو» على السلطة فى كوبا، وفى كتاب عنوانه «جواسيس المافيا.. قصة المخابرات الأمريكية والعصابات وكينيدى وكاسترو»، الذى صدر سنة ٢٠١٩، ذكر توماس ماير أن «إيان فليمنج»، كان ضيف شرف حفل عشاء خاص أقامه كينيدى، فى مارس ١٩٦٠، وأنهما بعد أن تحدثا عن أفضل طريقة للتخلص من «كاسترو»، اتصل ألين دالاس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بفليمنج، وقامت الوكالة بتبنى أفكاره!.

.. وتبقى الإشارة إلى أن بيرس بروسنان، سادس من لعبوا دور «بوند»، حين سألته مجلة «ديتيلز»، Details، عن إمكانية أن يلعب الدور ممثل مثلى الجنس، شاذ يعنى، أجاب: «بالطبع، لم لا؟»، لكنه استبعد أن تقوم باربرا بروكولى، منتجة الأجزاء الأخيرة من السلسلة، بتلك الخطوة، ورجّح أن يقع الاختيار على ممثل أسود، مؤكدًا أن إدريس إلبا لديه الكاريزما وكل الصفات الجسدية اللازمة لأداء الدور.