رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حب الأطفال يدفع «مارينا فايز» إلى دراسة «المنتسوري» وتصميم كتب تنمية مهارات

مارينا فايز
مارينا فايز

بعد 6 أشهر أدركت الأم أنه حان الوقت لكي يتعرف على العالم الخارجي، ولأنها بالفعل درست كل ما يخص التنمية العقلية للطفل أثناء دراستها الجامعية، بل وتفوقت فيها، كان من السهل عليها أن تجد الطريق لاستكمال ما بدأته برفقة طفلها الصغير، لتبدأ من خلاله وتصل معه إلى محاولة المساهمة في تطوير أطفال آخرين.

«مارينا فايز» أم تبلغ من العمر 27 عاما، أنهت دراستها في كليلة تريبة الطفولة، وعملت كمدرسة للغلة الإنجليزية في أحد المدارس، قبل أن تتزوج وتنجب طفلها الذي قلب حياتها رأسًا على عقب.

تقول مارينا إنها لم تتمكن من العمل بعد الزواج، لكن حبها الشديد للأطفال، ولطفلها الوليد بالطبع، دفعها إلى دراسة منهج المنتسوري، وهو منهج يعمل على حواس الطفل، وينمي مهارته من عدد من الجوانب، أولها عندما يلمس الأشياء بيديه، ويراها بعينه، حتى يصل في النهاية إلى القدرة على التحكم الجيد بالقلم، ويبدأ في أولى خطواته نحو التحصيل الدراسي.

«المنتسوري بيقوي العلاقة بين الأم والطفل لأنه بيسألها عن كل حاجة وبيخلق حالة من التواصل بينهم».. هكذا أدركت مارينا، ومن ثم كان كتابها الأول لطفلها وهو في عمر الـ6 أشهر، لكي يتفاعل معه ومعها.

عبر صفحتها بموقع تبادل الصور والفيديوهات «انستجرام»، نشرت ماريا كتابها الأول الخاص بطفلها الصغير، ولاقت إعجاب وتفاعل كبير من قٍبل المتابعين لها، الأمر الذي دفعها نحو تقديم نماذج أكبر من هذه الكتب للأطفال في سن سنة، حتى عشر سنوات.

ماهية الكتب التفاعلية، تدور حول عدد من الكتب المصنوعة من القماش والتي تضمم عدد من الصور والأشكال والدوائر، والحيوانات، ذات ملمس بارز يمكن للطفل التعرف من خلالها على طبيعة هذا الشكل واسم ذاك الحيوان، لكن الأمر لم يتوقف مع ماريا عند هذا الحد، وإنما طورت وطوعت فكرة الأشكال والحيوان إلى المواد الدراسية التي يدرسها الأطفال من لغة عربية، و«ماث» وغيرها، فهي في هذه الحالة مناسبة جدًا للأطفال الذين لديهم صعوبة في التعلم.

الأطفال من ذوي الهمم، والأطفال الكفيفة، كان لهم نصيبًا من المنهج المنتسوري التي تعمل مارينا عليه، فقد صممت لهم كتب بارزة على طريقة برايل، تساعدهم في الوصول إلى المعلومة، وكذلك الأطفال المصابين بالتوحد.

الفكرة انتقلت من الكتب إلى الألعاب، فمكنت الأطفال من الحصول على ألعاب مجسمة، كالكاشير، أو المطاعم والبازل بدرجات متفاوتة، كي تساهم هذه التجربة في المزيد من التنمية الفكرية لدى الطفل والتعرف على أشكال المجتمع من حوله.

«الحمدلله بدأت اتعرف في مجالي.. يمكن بواجه صعوبة بسبب البيت والطفل إلا أني حابه دا جدًا فبحاول أكمل».. تقول مارينا، إن الأمر لم يكن سهلًا خاصة في ظل وجود طفل، ومسئولية أسرة، ولكنها تحاول جاهدة أن تكمل المسيرة التي بدأتها خاصة بعد تحقيق نجاحات مرضية بالنسبة لها، ولحبها الشيد لهذا العالم، عالم الأطفال الصغار.