رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى رحيلهما.. من هما القديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس؟

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

تحيي الكنيسة الأرثوذكسية اليوم، ذكرى رحيل القديسين الروميين مكسيموس ودوماديوس.

وقال ماجد كامل الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي: وهما أبني الملك فالنتيان بن يوفيانوس الذي حكم الأمبراطورية الرومانية ما بين أعوام 363- 370 م؛ ولقد أهتم بتربية ولديه تربية مسيحية حقيقية؛ وذات يوم طلبا من والديه أن يذهبا إلى مجمع نيقية للصلاة في الموضع الذي شهد انعقاد المجمع المسكوني الأول في عام 325م فسمح لهما؛ وهناك تقابلا مع كاهن يدعى "القس يوحنا الراهب" وأعلماه برغبتهما في الرهبنة.

مُضيفًا: ثم توجها إلى سوريا وتقابلا مع راهب قديس بدعي "الأب أغابيوس" الذي بارك رغبتهما في الرهبنة؛ فأقاما معه ست سنوات تدربا خلالهما على أعمال النسك والزهد؛ وذات ليلة أخبرهما الأب أغابيوس أنه رأي القديس مكاريوس الكبير مؤسس الرهبنة في منطقة جيل شيهيت "وادي النطرون حاليا" في رؤيا وطلب منه ضرورة أن يتوجها إلى مصر ليسكنا في جبل شيهيت؛ كما أخبرهما أنه سوف يتوفى بعد ثلاثة أيام؛ فحزن الأخوان لفراق أبيهما الروحي. 

وتابع: وفي نفس الفترة توفي بطريرك القسطنينية فأراد الشعب إختيار مكسيموس بطريركا بدلا منه فهربا الأخوان ليلا إلى مصر وتوجها مباشرة إلي جبل شيهيت حيث تقابلا مع القديس مكاريوس الكبير؛ وطلبا منه السماح بالرهبنة عنده في هذه البرية المقدسة؛ فأراهما بقعة معينة وطلب منهما أن يعملا فيها مغارة لسكناهما؛ وأعطاهما فأسا وعلمهما صناعة الخوص. 

مستكملاً: أما القديسان فخلعا عنهما ملابس الرهبنة السورية وأرتديا الملابس المصرية وعاشا في المغارة ثلاث سنوات لا يكلمان أحدا ولا يأكلا إلا الخبز والملح؛ وعندما كان يمر عليهما القديس مكاريوس الكبير كان يرى عمودا من نار خارجا من مغارتهما.

وتابع: وذات ليلة أحس القديس مكاريوس بحمى شديدة أصابته فأتي إليه القديس مكاريوس الكبير والقديس إيسيذوروس المعروف ب"قس القلالي " وبقيا معه حتي فاضت روحه بسلام ؛وبعد يومين شعر أخيه القديس دوماديوس بنفس الحمي توفي بعدها مباشرة ودفن بجوار أخيه  وكان ذلك حوالي عام 380 م تقريبا ؛ وقد نقل الجسدان تحت المذبح الأوسط بكنيسة السيدة العذراء الأثرية بدير البراموس. 

دير البراموس

مواصلا: أما عن دير البراموس المكان الذي يحوي جسدهما المقدسة؛ فهو أقدم أديرة وادي النطرون؛ وهو المكان الذي بدأ فيه القديس مكاريوس الكبير رهبنته قبل أن تزداد شهرته ؛فيضطر إلي الإنتقال إلي موضع آخر هو المكان الحالي لدير أبو مقار الكبير. ويقع دير البراموس شمال غرب برية شيهيت بمنطقة وادي النطرون في البقعة التي يطلق عليها "بقعة أولاد الملوك" ويوجد جنوب شرق الدير الحالي ؛وعلي بعد أربعة كيلومترات تقريبا مغارة أولاد الملوك التي يقال أنهما سكنا فيها. أما عن أساس تسمية المنطقة بالبراموس فلقد تعددت الآراء وتنوعت؛ غير أن أقوى الآراء وأرجحها هو الرأي الذي ينسب أصل الكلمة إلى كلمة "برميئوس" اليونانية ومعناها "الخاصة بالروم" إذ تنفرد هذه البقعة المقدسة بسكن ثلاث قمم من آباء الرهبنة العظام من أصل رومي.

وتابع: من أشهر الآثار الموجودة بدير البراموس كنيسة السيدة العذراء الأثرية؛ ولقد بنيت حوالي عام 350 م تقريبا في أيام القديس مكاريوس ؛ وتبلغ مساحتها حوالي 1200 م.

وتابع: لقد تخرج من دير البراموس مجموعة كبيرة من الآباء البطاركة لعبوا دورا خطيرا ومؤثرا في تاريخ الكنيسة نذكر منهم البابا خريستوذولوس (1046- 1077 ) البطريرك ( 66 ) من بطاركة الكنيسة ؛وهو البطريرك الذي نقل الكرسي المرقسي من الإسكندرية إلي كنيسة المعلقة بمصر القديمة والبابا يؤانس الرابع عشر (1571- 1585 ) البطريرك الـ (96 ) والبابا متاؤس الرابع ( 1660-1675 ) البطريرك ال (102) وهو البطريرك الذي تقابل مع الرحالة الفرنسي فانسليب ؛ وهو أيضا البطريرك الذي نقل الكرسي المرقس من كنيسة العذراء حارة زويلة إلى كنيسة العذراء حارة الروم.

والبابا كيرلس الخامس (1875- 1927 ) البطريرك ال(112 ) وهو البطريرك الذي قضى أطول مدة على الكرسي المرقسي إذ قضي حوالي 53 سنة وعاصر الصورة العرابيية وثورة 19 والبابا يؤانس التاسع عشر البطريرك (1928- 1942 ) الـ (113)  وهو البطريرك الذي بني قصر الضيافة بدير البراموس؛ وكان عاشقا شديدا لدير البراموس حتى أنه كان يلقبه بـ"دير البراموس البهي" وأخيرا البابا كيرلس السادس (1959- 1971 ) البطريرك الـ(116) رجل الصلاة القديس وكانت تربطه علاقة صداقة قوية ومتينة بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر.