رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى تأسيسها.. المعمودية بالكنائس الكلاسيكية بين الرش والتغطيس في الماء

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بعيد الغطاس المجيد، والذي يحمل كذلك مُسمى وشعار “عيد الظهور الإلهي”.

وتأسس في يوم عيد الغطاس أول أسرار الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية وهو سر المعمودية، حيث قال القديس مرقس كاروز الديار المصرية وناشر المسيحية في مصر، في الآية السادسة عشر بالفصل السادس عشر من بشارته المكتوبة والموجهة للرومان، إن المسيح قال إن من آمن واعتمد نال الخلاص، لذلك يحرص أتباع الكنيستين على تعميد الأطفال بعد 40 يوما من الولادة في حالة الذكور و80 يوما بعد الولادة في حالة الإناث، وذلك حسب انتهاء حالة الطمث لدى الأم في الحالتين.

وعن الخلاف بين الكنيستين في اتمام طقس المعمودية قال الاكليركي اندرو ممدوح لـ"الدستور" إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ترى أن التعميد لا يجب أن يكون إلا بالتغطيس ثلاث مرات في الماء ليغمر المعمد كليا في الماء، وذلك استنادا على ما جاء في بشارة القديس لوقا الموجهة لليونانيين وهي البشارة الثالثة من بشائر الإنجيل “فلما صعد يسوع من الماء”، والصعود من الماء يعني أنه عمد به وغطس وغمر فيه، أما الكنيسة الكاثوليكية ترى أن المعمد لا يجب أن يغمر في الماء بل يجب ان يرش فقط به.

وقال الباحث حلمي القمص يعقوب في كتابه “يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟” إنه يعترف الأب أنطون صالحاني اليسوعي بأن الأصل في المعمودية هو التغطيس، وأن الكنيسة الكاثوليكية غيَّرت التغطيس إلى الرش فيقول " أن الكنيسة الغربية كانت قديمًا تُعمِد بالتغطيس ثم عدلت عن هذه الطريقة لأسباب صوابية منها المحافظة على الحشمة المسيحية خاصة إذا كان الشخص المُعَّمد من النساء وفي سن الصبا، وخصوصا بعد أن أُلغيت في الكنيسة خدمة النساء الشماسات (ياكونيس) ومنها تسهيل منح العماد، ومنها منع الخطر المُعرَض له الطفل المولود حديثًا إذا عُمِد بالتغطيس ثلاثًا في البلاد الباردة خاصة إذا كان ضعيف البنية، ومنها أن الأشخاص الذين يرُاد عمادهم قد يكونوا مُبتَلين بأمراض لا تسمح مطلقًا أن يُعمدَوا بالتغطيس كالمخلعين والمدنفين (المقبلين) على الموت، ومنها أنه قد يُمنح العماد في أماكن ليس فيها ماء كاف للتغطيس.. وورد في كتاب تعليم الرسل الإثنى عشر ما نصه "عمّدوا باسم الآب والابن والروح القدس في ماء حي. وإن لم يكن عندك ماء حي فعمد بماء آخر. وإن لم تقدر في ماء بارد ففي (ماء) حامِ. وإن لم يكن عندك ما يكفي من أحدهما فاسكب على الرأس ثلاث مرات باسم الآب والابن والروح القدس" (384)

كما يقول الأخوة الكاثوليك بإن بطرس الرسول عمّد في اليوم الأول لحلول الروح القدس ثلاثة آلاف نفس، فلو لم يعمدهم بالرش فكيف كان يعمدهم بالتغطيس؟!