رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف دمج «الغطاس» بين المسلمين والمسيحيين؟.. مؤرخ كنسى يتحدث

وحدة وطنية
وحدة وطنية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، بعيد الغطاس المجيد، والذي يحمل كذلك مُسمى وشعار "عيد الظهور الإلهي".

وقال المؤرخ الكنسي والمتخصص في التاريخ القبطي المعاصر ياسر يوسف غبريال في تصريح له: "إن عيد الغطاس  كان عيدا للمصريين جميعًا، يشترون الطعام ويفرقون الهدايا وتمنح الدولة للرعايا المنح من ملابس وحلوى وذهب ويشترك الخليفة مع الشعب فى النزهة على النيل، ونقرأ النيل روح مصر لا يميز بين مسيحى ومسلم أو بين رجل أو امرأة، ملامح المصريين واحدة، مضيفًا أن الشعب هو حائط الصد الأخير ضد التطرف وأتمنى أن يظل كذلك".

وأوضح أنه قال المؤرخ المسيحي "977-1029" عن عيد الغطاس فى كتابه "أخبار مصر، وفضائلها، وغرائبها، وما بها من البقاع والآثار، وسير من حلها": في حوادث سنة خمس عشرة وأربعمائة: وفي ليلة الأربعاء، رابع ذي القعدة، كان غطاس النصارى، فجرى الرّسم من الناس في شراء الفاكهة، والضأن، وغيره، ونزل أمير المؤمنين الظاهر لإعزاز دين الله (الظاهر لإعزاز دين الله أبو الحسن على بن الحاكم بأمر الله) لقصر جدّه العزيز بالله (العزيز بالله الفاطمي أبو منصور) في مصر، لنظر الغطاس، ومعه الحرم،  وضرب بدر الدولة الخادم الأسود متولى الشرطتين خيمة عند الجسر، وجلس فيها أمير المؤمنين بأن توقد النار والمشاعل في الليل، وكان وقيدًا كثيرًا، وحضر الرهبان، والقسوس بالصلبان والنيران، فقسّسُوا هناك طويلا إلى أن غطسوا".

هذا وترأس البابا القداس الإلهي، كعادته السنوية في الكنيسة المرقسية الكبرى بمنطقة محطة الرمل بمحافظة الإسكندرية، وهو تقليد مُتبع منذ عهد البابا الراحل شنودة الثالث، حيث يشارك بابا الكنيسة شعب الإسكندرية الاحتفال برأس السنة وعيد الغطاس بصفتها معقل المسيحية والتي استقبلت مرقس الرسول عام 60 م.